No Image
ثقافة

بحث تجربة «مهرجان الدن» والوقوف على تحدياته ونتائجه وتطلعاته

20 فبراير 2024
في أولى جلسات «مقهى المسرح»
20 فبراير 2024

محمد النبهاني: مهرجان الدن اختزل 3 مهرجانات.. للطفل ومسرح الشارع والكبار -

محمود الأغبري: هدفنا أن يكون المهرجان ملتقى عائليًا تقضي فيه العائلة وقتًا ممتعًا مناسبًا للجميع -

«عمان»: عقدت الجمعية العمانية للمسرح أمس أولى جلسات «مقهى المسرح»، الذي كان بعنوان «مهرجان الدن الدولي.. التطلعات والتحديات والنتائج»، بحضور عدد من المسرحيين والمهتمين بالمجال المسرحي، وذلك في مقهى «حلوى» في غلا. وتحدّث في الجلسة كلٌ من محمد النبهاني رئيس فرقة الدن للثقافة والفن، ومحمود الأغبري رئيس الفريق الإعلامي بفرقة الدن للثقافة والفن، وأدار الجلسة الإعلامي أحمد الكلباني.

انطلقت الجلسة بسؤال موجّه لرئيس فرقة الدن محمد النبهاني، حول الأسباب التي تدفع بفرقة مسرحية لإقامة مهرجان مسرحي، ليجيب النبهاني قائلا: «كان السؤال الأولي الذي راودنا في فرقة الدن منذ عام 2012 هو أننا هل نحتاج إلى مهرجانات مسرحية، وكان الجواب إننا فعلا بحاجة إلى مهرجان لما له من فوائد من أبرزها استمرارية الحراك الثقافي، فهي ضرورة بلا شك، كما أن المهرجانات تعزز من جهود الفرق المسرحية وتزيد من إنتاجها الفني التنافسي، وهناك فرق مسرحية ارتبط إنتاجها الفني بالمشاركة في المهرجانات».

وتابع النبهاني: «عام 2012 كان انطلاقة فكرة إقامة المهرجان، وكنا نقول لماذا لا تكون لدينا مهرجانات متخصصة، وولادة هذه الفكرة كانت نتيجة لما شاهدناه من خلال مشاركاتنا في المهرجانات الدولية، وكثُرتْ التساؤلات وكبُر الإصرار في إقامة مهرجان دولي، إلا أن وزارة التراث والثقافة حينها لم تُرحب بالفكرة دون إبداء الرفض أو الموافقة، لذلك اتجهنا إلى إقامة النسخة الأولى محليًا في عام 2015 واخترنا محورًا جديدًا علينا حينها وهو مسرح الشارع، وكانت التجربة الأولى متواضعة من حيث المشاركات؛ لأنه لم تكن لدينا معايير واشتراطات محددة، كان التحدي أن يُقام المهرجان رغم كل الظروف، وهكذا نسخة بعد نسخة نرفع المعايير والاشتراطات حتى تكون كل العروض المشاركة ذات قيمة فنية ومعنوية عالية».

وعن النسخة الأخيرة من مهرجان الدن الدولي، قال النبهاني: «مهرجان الدن يختزل 3 مهرجانات في مهرجان واحد، هو مهرجان لمسرح الطفل، ومهرجان لمسرح الشارع، ومهرجان لمسرح الكبار، وكنا ننوي إضافة محور رابع وهو (مسرح الشباب)؛ لنفتح بابًا للمواهب الشابة بمشاركة طلبة الجامعات والهواة، لكن ارتأينا استبعاده نظرًا للظروف المالية، وحقيقة كان التحدي كبيرًا جدًا، وأعلنا عن المهرجان ونحن لا نعرف الوضع الذي نحن عليه ماديا، وسعينا لإقامة المهرجان بأقل تكلفة، وكنا نخاطب الشركات وكان التجاوب صفرًا بداية من عام ٢٠٢٢، وفي شهر مايو من العام الماضي بدأت الشركات بالرد واتضحت الملامح أكثر بإقامة المهرجان بالتعاون مع الجمعية العمانية للسيارات. اليوم حجم الدين المترتب على المهرجان معقول، ولا بد أن نذكر أن التعاون مع الجمعية العمانية للسيارات كان الرهان الأكبر لإقامة المهرجان، وكانوا شركاء حقيقيين في التجهيز وبناء المسرح والمعدات وغيرها».

وردا على سؤال متى سينتهي الدين المترتب على فرقة الدن، أجاب النبهاني: «حينما يتوقف مهرجان الدن»، وتابع: «أتمنى أن يتحول المهرجان إلى مؤسسة مستدامة، من خلاله يتم الترويج لسلطنة عمان لتكون قبلة الثقافة والمسرح، فبلادنا لا ينقصها شيء. نخطط لإقامة المهرجان كل سنتين أو ثلاث سنوات وربما نبدأ في التحضيرات بعد مدة للنسخة الخامسة من المهرجان».

التسويق والإنفاق

فيما تحدث محمود الأغبري عن هدف مهرجان الدن، حيث قال: «انطلاقا من مرتكز أساسي، وهو السياحة الثقافية التي تتبناها رؤية عمان 2040، جاء المهرجان ليحقق أو يكون جزءًا في تحقيق هذه الرؤية والاستثمار في القطاع الثقافي، وبِلُغة الأرقام فإن لاستضافة الضيوف الدوليين في مهرجان الدن إحصائيات بشكل تقديري، فعلى سبيل المثال، بما يخص الإنفاق، صرف كل ضيف بشكل متوسط 200 ريال عماني خلال إقامته في سلطنة عمان لمدة عشرة أيام، هي أيام المهرجان، وذلك في المحيط الذي أقيم فيه المهرجان بما فيه من معارض وفسحة لمشاركة أصحاب المشاريع المحلية والمنزلية». وتابع الأغبري حديثه عن إحصائيات الزوار، مشيرًا إلى أن عددهم بلغ 22000 زائر من العوائل والأفراد، وقال: «من أهداف اشتمال المهرجان على 3 محاور، الطفل والشارع والكبار، أن يكون المهرجان ملتقى عائليًا تقضي فيه العائلة وقتا ممتعا مناسبا للجميع خلال 6 ساعات يوميا من 4 إلى 10 مساء».

وعن المصروفات تحدّث الأغبري بقوله: إن النسخة الأخيرة من مهرجان الدن كانت قريبة من تغطية الإنفاق، وذلك إجابة على سؤال الكلباني ما إذا كان المسرح «يوكِّل عيش»، وقال الأغبري: «ممكن أن «يوكل عيش»، وهنا لا بد لنا أن نسعى جاهدين إلى إيجاد الدعم والشركات المرحبة بالمسرح، حيث إن تكلفة مهرجان الدن الدولي تجاوزت 100 ألف ريال عماني، ولن تجد من يدعم المسرح بهذا الرقم، لذلك كان اللعب على التسويق الرقمي، والحملة الترويجية مع شركة (جلاكسي وي) من خلال استقطاب النجوم والمشاهير والتناول في مواقع التواصل، حتى بلغ صدى المهرجان بعض المؤسسات التي بدأت في الدعم بوقت متأخر نسبيا من إقامة المهرجان، كما أن اختيار النجوم والضيوف لم يكن عشوائيا أبدا، بل كان معتمدا على أسماء لها القدرة على وضع سلطنة عُمان على الخارطة الثقافية، ومنهم متعهدو مهرجانات، ورؤساء مهرجانات على المستوى الدولي، وعليه تم توقيع أربع اتفاقيات تعاون تضيف قيمة كبيرة لسلطنة عمان، منها اتفاقية تعاون مع إدارة مهرجان سيبيو الروماني بهدف استقطاب وتبادل العروض المسرحية، كما أن الاتفاقية تتضمن أن نعمل باعتبارنا وكلاء في منطقة الخليج».

واسترسل الأغبري حديثه، مشيرا إلى ما تميزت به الدورات والحلقات المصاحبة لمهرجان الدن الدولي، قائلا: «تميزت الدورات بالحضور الكثيف من المشاركين، وهذا ما لا نجده في مشاركاتنا في المهرجانات الخارجية، حيث نلاحظ قلة في المشاركين بالخارج، وربما يرجع ذلك إلى الاختيار الدقيق لمن يقدمون تلك الدورات، وأغلبهم من الضيوف الذين لهم باع طويل في المجال المسرحي، ولكن لابد من استغلال وجودهم بتقديم خبراتهم».

وإجابة على سؤال الحضور عن عوائد تذاكر العروض المسرحية في مهرجان الدن الدولي، قال الأغبري: «لم تساهم حتى بـ 10% من قيمة التكلفة العامة للمهرجان».

واختتمت الجلسة بعدد من تساؤلات الحضور حول واقع المهرجان ومستقبله وما يمكن أن يساهم في استمراريته وتحقيق أهدافه.