اليوم الثاني لمهرجان الدن الدولي للمسرح يتألق بفعاليات تثري الزوار
احتشد جمهور مهرجان الدن الدولي للمسرح في ساحات الجمعية العمانية للسيارات، لحضور العروض المسرحية، كما تحلق الجمهور حول مسرحية الشارع "مشهد" متفاعلا بالتصفيق والإطراء، حيث تنوعت عروض اليوم الثاني بين مسرح الطفل والكبار ومسرح الشارع. وأضافت الأمسيات الشعرية وورش العمل المصاحبة جوا احتفائيا بالإبداع والثقافة.
وشهد المهرجان إقبالا من العائلات في عرض "اليوم سأصبح شجرة" الذي قدمته مجموعة كوتي المسرحية من إيران، وتميز بطابعه الخيالي وحركته الحيوية، حيث ترصد المسرحية اختفاء أشجار البلوط، وبعدها تتلوث الأرض، وتتحول المصانع والمباني الشاهقة إلى اللون الأسود.
وتقرر فتاة وصديقها السنجاب البحث عن الجوز لإعادة زراعة الأشجار وإحياء الطبيعة من جديد.
ويواجهان العديد من التحديات في طريقهما، تفاعل معها الجمهور الصغير وعائلاتهم.
كما قدم مسرح كلية الشرق الأوسط عرض الشارع "مشهد" الذي جذب الحضور إلى مساحة مفتوحة تفاعلوا فيها مباشرة مع مشاهد مستوحاة من تفاصيل الحياة اليومية، وتناولت المسرحية قصصا من زوايا غير متوقعة، حيث مزجت الكوميديا بين الواقع بالخيال.
وتتلخص الفكرة بين ارتجال الممثلين وغضب المخرج، لتظهر الحقيقة شيئا فشيئا، وتوصل رسالة أن كل مشهد، مهما بدا بسيطا، يحمل بداخله حكاية أعمق.
بين التراث والصراع الإنساني
أما مسرح الكبار فقدمت فيه جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، مسرحية "مرود كحل" في أحداث تقاطعت فيها الأبعاد الاجتماعية، وتجسد التراث الإماراتي.
العمل من تأليف محمد سعيد الظنحاني، وإخراج إبراهيم القحومي الذي وظف الإيقاعات التراثية والأغاني الشعبية لتعزيز قوة العرض. وتعكس المسرحية تجربة التراث مستحضرة أجواء الماضي من خلال الملابس التقليدية والديكور الذي يتجلى بالعريش والنخلة والنوافذ الخشبية.
معتمدا على رؤية درامية تمزج بين صدمات الطفولة والظلم الاجتماعي والانتقام، باللهجة المحلية، ترافقها الإيقاعات الشعبية والأغاني التراثية.
افتتح العرض بمشهد بخيتة على أرجوحة أمام بيتها، ويحاول مفتاح التقرب منها بلطف وهو يخفي نوايا أكبر. تتصاعد الأحداث مع دخول عبدالله إلى بيت شمة التي فقدت بصرها دون سبب. وحين يحاول مفتاح دس مادة غريبة في كحل شمة، يكشفه عبدالله ويحول الخشبة إلى مواجهة مع مفتاح تعكس الصراع الداخلي للشخصيات.
تتضح بعدها أسباب الحقد القديم وانتقام مفتاح من شمة وأمها، وتنتهي المسرحية بتدخل الصبي المعتوه ليأخذ حق شمة. وينتهي العرض بلوحة لنساء بدويات يحملن القهوة ويرددن الأغاني الشعبية، مع فرقة تراثية مصاحبة.
شارك في البطولة: عذاري السويدي، وآمنة فهد، وأيمن الخديم، وعادل سبيت، وعبدالله نبيل، ومحمد إسحاق، إلى جانب ممثلي "أهل الفريج" وهم: إبراهيم الشامسي، وسلطان الظهوري، وراشد العبدولي، ومريم جمعة، وموزة الزيودي، وسندية الزيودي، ومريم الظنحاني، وموزة الظنحاني، وراية الظنحاني.
ليالي الأثير
ومع انطلاق ليالي أثير الشعرية بالتزامن مع فعاليات المهرجان، شارك في أمسية اليوم الثاني للمهرجان كل من الشعراء: أكرم الزعبي وشميسة النعمانية، وحسن القرني، حيث قدموا نصوصا تنوعت بين الشعر الوجداني والاجتماعي والوطني.
من جهة أخرى قدم المهرجان عددا من الورش التدريبية أتاحت للمشاركين مساحة للتعرف على أدوات المسرح، وتنمية مهاراتهم في الأداء والإخراج وصناعة الحكايات.
وقدم عثمان الشطي من الكويت ورشة حول الإبداع في التواصل المسرحي في مدرسة شاطئ القرم، فيما تناولت فاطمة الشروقي من قطر هوية الطفل المسرحية بمدرسة الرنيم الدولية بالعامرات، وقدم ماجد درندش بالجامعة العربية المفتوحة ورشة حكايتي تتنفس مسرحيا، في حين قدم محمد زكي من مصر ورشة فضاءات المخرج المسرحي بالكلية العسكرية التقنية.
في حين شهد مساء اليوم مجموعة متنوعة من الفعاليات الفنية والثقافية، ففي الملتقى الفني للفرق المسرحية الأهلية بسلطنة عمان، وتمت إقامته في المديرية العامة للفنون بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، تم تقديم تجربة غنية بمواهب المسرح المحلي.
وقدمت فرقة الطموح المسرحية عرض "أخوة الكبريت" لمسرح الطفل، استمتع فيها الحضور بعرض مليء بالحركة والفكاهة. وعرضت فرقة الحيل المسرحية مسرحية "الحفرة" ضمن عروض مسرح الشارع، مقدمة تجربة فنية تعبر عن الواقع الاجتماعي بطريقة ساخرة وملهمة.
أما مسرح الكبار، فاستضاف عرضا مسرحيا لفرقة مامانجام للرقص من الهند بعنوان "رقصة النسيج"، بأداء مسرحي راقص يعكس الثقافة الهندية.
وتواصلت ليالي أثير الشعرية بحضور الشعراء: يوسف الكمالي، وبوزيد حرز الله، وروضة الحاج، الذين شاركوا إبداعاتهم الشعرية.
