ثقافة

«العيلة2» .. مسلسل كوميدي سعودي من وحي الحياة الاجتماعية

30 أبريل 2021
رؤية إخراجية مختلفة في مادة لا تتجاوز 20 دقيقة بالحلقة
30 أبريل 2021

كتب - عامر بن عبدالله الأنصاري

يمتلك المشاهد اليوم خيارات متعددة، ومحتويات مختلفة من المسلسلات والبرامج الرمضانية التي تملأ شاشات التلفاز، في تحد كبير للأوضاع التي يمر بها العالم أجمع جراء تفشي فيروس كورونا المستجد أو كما يُعرف بـ "كوفيد 19"، لتتسابق شركات الإنتاج فيما بينها، وتسابق الزمن بينها وبين نفسها، فأنتجت مختلف المواد المرئية، في حين بقيت السلطنة دون إنتاج مرئي يستحق أن يشار إليه!

ومع اختلاف تلك المحتويات المرئية الرمضانية، و"الرمضانية" هنا نسبة إلى الموسم السنوي وليس بالضرورة أن يكون ذلك المحتوى المرتبط بالشهر الفضيل وطبيعته الدينية والتقليدية، أميل شخصيا إلى الأعمال الكوميدية، علها تخرجني من هذا الجو المظلم والأخبار المأساوية التي خلفها فيروس كورونا، بل ولا زال يخلفها يوما بعد آخر.

العيلة2

ومن بين محطات التلفزيون الكثيرة التي كنت أقلبها ذات يوم، بحثا عما يبقي ناظري على شيء ما، وقعت عيني على القناة السعودية الأولى، ومشاهد من مسلسل "العيلة2"، الذي نجح في إبقائي مبتسما لفترة طويلة حتى نهاية الحلقة، وما تلك الابتسامة إلا تعبير لا إرادي عن مدى الدهشة مما شاهدت، فقد خاب ظني بمسلسلات كنت أنتظرها بشوق جامح نتيجة الأسماء اللامعة والإعلانات التشويقية في الشاشات وفي منصات التواصل الاجتماعي قبل دخول الشهر، إلا أنها لم تقدم جديدا يُذكر في الأداء والشخصيات والحوار الذي يتسم بالعفوية المصطنعة بعيدا عن نص حقيقي، إنما ارتجال مواقف كوميدية رغم أنف المتلقي، وأمثلة تلك المسلسلات عديدة.

راق لي مسلسل "العيلة2"، الذي يُعرض خلال أيام هذا الشهر المبارك على قناة السعودية الأولى، أسماء فنية لم أشاهدها من قبل -ربما لقلة متابعتي للدراما السعودية- وأسلوب حواري شائق كوميدي بعيدا عن الإسفاف، ورؤية إخراجية جديدة في عالمنا العربي، إذ تمضي أحداث المسلسل وتتخللها أحادث مباشرة بين الفنان وفريق الإعداد، وكأن الممثلين يخاطبون الجمهور المشاهد لشرح مواقف عديدة حدثت بالحلقة، أو يبوحون بسر للمشاهد، ليعزز ذلك عفوية الأداء، ويبلغ طول الحلقة الواحدة حوالي 20 دقيقة، وتتمتع كل حلقة بفكرة مستقلة مستوحاة من الحياة الاجتماعية التي تعيشها العوائل العربية بشكل يومي.

"علي" وزوجته "نادية"، هما الشخصيتان البارزتان في المسلسل، يعيش معهما في المنزل كلا من والدي "علي"، وجدته، وأخو زوجته "عبدالرحمن"، ولكل واحد منهم شخصية مختلفة عن الآخر، فـ "علي" شاب شغوف بإعداد القهوة ما يدخله مجال "البارستا" فينشئ كوفي شوب ويرى نفسه المميز في أغلب الأشياء، كما أنه ذلك الشخص الودود والمحب لعائلته وزوجته يحاول إرضاءها بشتى الوسائل، و"نادية" كأي زوجة تحب الاهتمام بزوجها، تدقق في تفاصيل كثيرة، وغالبا تقصد أشياء سامية وتُتهم بعكس ذلك لغموضها أحيانا، ووالد علي ذلك الرجل المتقاعد الذي يدعي علمه بمختلف مجالات الحياة، وأنه صاحب خبرة طويلة ترجمها في عدد من كتبه التي ألفها، ووالدة علي تلك التي تُصدق عوالم الخرافات، وتلك الجدة غير المبالية بكلماتها، فتسقط على الجميع من لسعات لسانها وحدة كلامها وضحكاتها المستفزة، أما "عبدالرحمن" فهو ذلك الشاب الذي خُط شاربه ونمت لحيته إلا أنه لا يزال كالأطفال بسذاجته وسوء تصرفاته وثقل لسانه، ومع تلك الشخصيات المختلفة تدور أحداث المسلسل، وتتولد الأفكار في قالب كوميدي خفيف على المشاهد.

وعلى موقع "الأولى" يمكن مشاهدة المسلسل، عبر العنوان "www.aloula.sa"، حيث يمكن التوجه مباشرة إلى أيقونة البحث وكتابة اسم المسلسل "العيلة2"، ويقدم الموقع تعريفا عن المسلسل، بأنه مسلسل يسلط الضوء على قصة "علي" و"نادية" وعائلتهما ويحكي قصة "علي" الذي يحاول الدخول إلى عالم الأعمال ويفتتح مقهى مختصا، "علي" يحاول التوفيق ما بين مشروعه الجديد و المواقف التي تحدث فيه وبين مواقف زوجته مع عائلتها وعائلته الذين انتقلوا معه إلى شقته.

المسلسل من إخراج عدي عابد، ومن تأليف فهد الكثيري، ومن تمثيل إبراهيم الحجاج بدور "علي"، ودارين البياض بدور "نادية"، وناصر الربيعان بدور "أبو علي"، وخيرية نظمي بدور "أم علي"، وعبدالرحمن شريف بدور "عبدالرحمن"، إضافة إلى مشاركة عدد من الممثلين في أدوار رئيسية وأدوار ثانوية.

وشهد المسلسل في مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا إيجابيا، عبر وسم #العيلة2 على منصة تويتر والانستجرام.

وردا على التفاعل قال الفنان عبدالرحمن شريف عبر صفحته بتويتر "ماتتخيلوا قد ايش فرحان من ردة فعل الناس عن مسلسل العيلة الموسم الثاني شكرا لكل من قال كلمة حلوة كان هدفنا ابتسامتكم ويا رب تعجبكم باقي الحلقات".

ولا زال مسلسل "العيلة2" يخبئ المزيد من الحلقات الشائقة، التي يمكن مشاهدتها في أي وقت عبر موقع الأولى، والمتابع يبقى الحكم فيما تراه عيناه!