No Image
ثقافة

إقامة مهرجان الغافة الدولي لسينما البيئة والمناخ .. نوفمبر المقبل

27 مايو 2023
متضمنا عرضا للأفلام وحلقات عمل متخصصة
27 مايو 2023

بدأت الاستعدادات لإقامة مهرجان الغافة السينمائي الدولي لسينما البيئة والمناخ، الذي من المقرر إقامته في سلطنة عمان نوفمبر المقبل، مسلطًا الضوء على الأعمال السينمائية المتعلقة بالبيئة والمناخ، وأثرها على المجتمع بأسلوب سينمائي فني، وتسليط الضوء على اهتمام السلطنة بالبيئة والمناخ، وإتاحة الفرصة لضيوف المهرجان من الفنانين والمهتمين بالسينما من مختلف دول العالم لإنتاج أعمالهم الفنية في البيئة العربية.

وقال رئيس المهرجان، المخرج والفنان جاسم البطاشي لـ«عمان» حول فكرة المهرجان: «نحن نؤمن بأن الفن وسيلة مهمة للتواصل والتعبير عن العديد من القضايا في حياتنا، لذلك وُلِدت فكرة تأسيس مهرجان الغافة السينمائي الدولي الذي يهدف إلى نشر الوعي حول البيئة والمناخ والطاقة المتجددة وما يرتبط بها، وهو تقريبا سوف يكون المهرجان الوحيد من نوعه في الوطن العربي المتخصص بشكل أساسي في موضوعاته، ونطمح لأن يكون مهرجانا سنويا يتشكل كمركز فني إبداعي يسعى المبدعون للتجمع فيه من مختلف الدول سواء كانوا أفرادًا أو جهات أو منظمات».

وأضاف: «الفكرة قديمة ومرت بعدة مراحل حتى تتبلور في شكلها النهائي الحالي، وهي تعبّر عن طموحنا وشغفنا في أن تكون لنا في عمان تظاهرة سينمائية، ولكن بشكل مختلف وذات أهمية كبيرة لا تستهدف الترفيه فقط، وإنما تأخذ أبعادا عالمية أكبر، وقد وجدنا أنه قد آن الأوان لتنفيذ الفكرة وهي منسجمة ومتوائمة مع خطط الدولة والتوجه العالمي في مجال البيئة والمناخ والطاقة المتجددة والسياحة، كما أن فكرة كهذه من شأنها أن تفتح المجال للمبدعين خاصة في ظل الثورة التقنية والتكنولوجية المتلاحقة، واستثمارها في خدمة التوعية والتوجيه، وتسليط الضوء على الابتكارات والاختراعات والمواهب التي تخدم هذه القطاعات».

ثيمة متفردة

وفي سؤالنا عن سبب اختيار هذا الاسم للمهرجان قال المخرج والكاتب عبدالله البطاشي، مدير المهرجان: «الغافة هي واحدة من الأشجار المحلية المعمرة التي تتحمل الصعاب وتنمو في مختلف التضاريس، وتعيش -حسب الدراسات المنشورة- لمدة تتراوح من 200 إلى 300 عام وأكثر، وللإنسان العماني بصفة خاصة ارتباط عميق بهذه الشجرة، وهي ذات شهرة كبيرة ويعتز بها الناس في بلادنا وبعض دول الخليج، وقد اخترناها ثيمة متفردة رئيسية للمهرجان وسوف نمنح جوائز عبارة عن الغافة الذهبية والغافة الفضية والغافة البرونزية وجوائز أخرى».

وأكد البطاشي أن الدورة الأولى للمهرجان ستكون في شهر نوفمبر القادم، وهي فترة جيدة للاستعدادات واستقبال المشاركات، وستكون الفترة الزمنية للمهرجان وهي المتعارف عليها من 4 إلى 6 أيام، وستزيد المدة أو تقصر حسب الإمكانيات التي سوف تتوفر.

أهداف المهرجان

وقال جاسم البطاشي، رئيس المهرجان: «من المعلوم أن بلادنا لها السبق في الاهتمام بقضايا البيئة والمناخ وبناء على ذلك وضعنا خططا عديدة طويلة الأمد، فمثلا بما أن موقع إقامة المهرجان في سلطنة عمان فإننا سوف نسعى لعرض الأفلام الخليجية والعربية والدولية التي تركز على قضايا البيئة والمناخ والطاقة المتجددة والأفلام ذات الطابع السياحي المرتبط بأساسيات المهرجان، وبالتالي سوف نشجع المخرجين والمنتجين العرب ومن مختلف الدول على إنتاج المزيد من الأفلام والمشاركة بها معنا، ومن ثم استقطابهم كضيوف إلى بلادنا ليتعرفوا على الجهود الوطنية في هذا الشأن وأيضا جذب السياح لسلطنة عمان وتحفيز صناعة الأفلام، حيث سيقوم المهرجان عبر أفكار خارج الصندوق بتثقيف وتوعية الجمهور عبر مشاهدة أفلام وفنون بصرية ملهمة ومؤثرة وكذلك توفير فرص جديدة لمن يبحثون عن قصص ملهمة للاستيحاء منها في صناعة أفلامهم الخاصة حول هذه القضايا المهمة، كما أننا نسعى لإنشاء منصة فنية عمانية لمناقشة ومناصرة القضايا البيئية وتبادل الأفكار والحلول المبتكرة التي سوف ندعمها لتتحول إلى أفلام أو إنتاج بصري».

إقبال وتفاعل وقالت المهندسة سعاد الحوسنية، باحثة متخصصة في البيئة والاستدامة والطاقة المتجددة، المستشارة العلمية للمهرجان حول التوقعات للإقبال الجماهيري: «المهرجان سيعزز التفاعل بين المجتمع العلمي والجمهور، كما سيوفر منصة حيوية للنقاش حول القضايا البيئية المطروحة، فالأفلام الوثائقية والتسجيلية والندوات المصاحبة، على سبيل المثال سوف تطرح حقائق وأرقامًا ومعلومات دقيقة، والتي من شأنها تعريف الجمهور بالتحديات التي تواجه العالم في هذا الصدد وتحفزهم على المساهمة العلمية والعملية، والبحث والتقصي والمساعدة فيما يتعلق بالقضايا البيئية وتغيُّر المناخ وأهمية الطاقة المتجددة، وتعزيز مفهوم الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة من أجل بيئة حية للأجيال القادمة، كما نسعى إلى أن يكون هناك اهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام المحلية والدولية لتغطية المهرجان ونشر المعلومات عن فعالياته».

شروط المشاركة

وفي حديث الدكتور داود البلوشي، خبير في الإعلام البيئي والمستشار الإعلامي للمهرجان عن شروط المشاركة قال: «يسعى المهرجان إلى فتح آفاق ورؤى حول مفاهيم كثيرة متعلقة بصناعة الأفلام خاصة في مفهوم الرسائل التي تطرحها السينما، فمن الممكن أن تكون أفلاما روائية درامية، ولكنها تناقش قضايا البيئة أو المناخ كالحرائق والتلوث والكوارث الطبيعية ومصادر المياه، وأهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة وابتكار الحياة النموذجية التي يسعى إليها الإنسان في المستقبل، وبالتالي فالمهرجان سوف يستقبل أفلامًا روائية ووثائقية وتسجيلية وأفلام التحريك، بل وحتى الأفلام التجريبية التي تطرح رؤى وأفكارا طليعية وهناك عدة شروط سوف يتم توضيحها إبان فتح باب المشاركة وبالطبع الشرط الأساس هو أن الأفكار يجب أن تناقش المشكلات التي يكون تأثيرها على الحياة البشرية والبرية، كما سوف تكون هناك مسابقة منفردة للأفلام الوثائقية المنتجة من قبل جهات ومنظمات معنية بهذا المجال».

وقال المخرج والكاتب عبدالله البطاشي: «إن مهرجان الغافة الدولي هو فعالية غير ربحية قائم على جهود ذاتية، وحاصل على الموافقة الرسمية من وزارة الثقافة والرياضة والشباب لإقامته وبدعم فني من مركز الأحلام للإنتاج الفني، وبلا شك وجود وتعدد شركاء وداعمين سيكون له أثر كبير في تنويع المناشط والفعاليات، ويعطي مرونة كبيرة في خيارات المهرجان وزيادة الجوائز وبالتالي استقبال عدد كبير من المشاركين والضيوف والمهتمين من داخل سلطنة عمان وخارجها، وفي الحقيقة خاطبنا العديد من الجهات المحلية للدخول كشركاء أو رعاة ومنها جهات معنية بالبيئة والمناخ والطاقة بصفة مباشرة ولكن لم نتلقَ أي ردود إيجابية، ومع ذلك نحن ماضون في تنفيذ هذا المهرجان وندرس حاليا مقترحات إدخال شركاء من دول خليجية وعربية».

وأضاف البطاشي: «هناك خطة لاستضافة نجوم الفن والمخرجين والمنتجين والمهتمين بالنشاط البيئي، وسوف ننظم حلقات عمل وتدريب للشباب العماني في مجال التصوير وإخراج وكتابة الفيلم الروائي والوثائقي والتسجيلي والمقاطع القصيرة، وإنتاج الفنون البصرية المختلفة، كما سوف تكون هناك فعاليات فيما يتعلق بالطقس والمناخ، وتنظيم جولات سياحية للتعريف بدور سلطنة عمان في مجال البيئة والمناخ، وسوف نستغل مواقع التواصل الاجتماعي للترويج عن المهرجان وعن كل فعالياته».