الناس يجففون الأشياء في حي ماكبي ميسوكي في دوالا بالكاميرون وقد أصيبت دوالا بالشلل والدمار بسبب الفيضانات. في منتصف أغسطس، مثل كل عام، غمرت المياه حي ماكبي ميسوكي غير الرسمي في دوالا في قلب العاصمة الاقتصادية للكاميرون.أ.ف.ب
الناس يجففون الأشياء في حي ماكبي ميسوكي في دوالا بالكاميرون وقد أصيبت دوالا بالشلل والدمار بسبب الفيضانات. في منتصف أغسطس، مثل كل عام، غمرت المياه حي ماكبي ميسوكي غير الرسمي في دوالا في قلب العاصمة الاقتصادية للكاميرون.أ.ف.ب
تقارير

مدينة "دوالا "في الكاميرون تواجه خطر فيضانات دائما

28 أغسطس 2021
28 أغسطس 2021

دوالا-(أ ف ب)؛ تخترق صرخات صمت الليل في دوالا الغارقة في الظلام محذرة من ارتفاع مستوى المياه، ما يدفع هوميل إلى إبعاد بعض الأشياء على عجل وترحيل أطفاله بسرعة. بعد دقائق تجتاح مياه عكرة المسكن.

في منتصف أغسطس وكما يحدث كل عام في موسم الأمطار تغمر المياه حي ماكيبي-ميسوكي العشوائي في قلب دوالا العاصمة الاقتصادية للكاميرون.

وتحت تأثير الاحتباس الحراري تشهد هذه المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة وتواصل توسعها، مزيدا من الفيضانات.

وقال هوميل تسافاك (35 عاما) "التلفزيون والثلاجة احترقا... ضاع كل شيء".

وأوضح جاره الخمسيني فرنسوا "ما إن نسمع صوت الرعد حتى نرفع الأسرة. نشعر بخوف دائم هنا والمياه تصل بسرعة كبيرة جدا". وما زال الرجل يحتفظ بالذكرى المريرة لفيضانات صيف 2020 التي شلّت المدينة ودمرت الحي.

وفي منزله الصغير المشبع بالرطوبة تعطلت جميع الأجهزة المنزلية. على الأرض، تنخر ثقوب الاسمنت. وقال "هذا المكان قمنا بتغطيته بالاسمنت سبع مرات، لكنه يكسر مع كل فيضان وعلينا أن نبدأ من جديد".

أوضح فرنسوا "اخترنا الاستقرار هنا لأنه مكان أرخص، ولن ننتقل من جديد".

يقع هذا الحي الهش في منطقة فيضانات غير قابلة للبناء. لكنه يكتظ تدريجيا بالسكان الذين يدفعهم نقص المساحة في مدينة يبلغ معدل النمو السكاني فيها أكثر من 5,5 بالمئة سنويا.

وفي كل عام، يستقر نحو 110 آلاف من سكان المدن الجدد في المدن الكبرى بينما تتزايد الهوة بين العرض والطلب على الأراضي المتوفرة.

ودوالا معرضة للفيضانات مع نحو 250 كيلومترا من مجاري المياه وهطول الأمطار الغزيرة التي يبلغها معدلها السنوي في المتوسط نحو أربعة آلاف ملم. وتقع المدينة عند مصب نهر ووري على هضبة ساحلية منخفضة على ساحل المحيط الأطلسي وتعاني من تاثير المد.

وتشير بيانات الأرصاد الجوية للسنوات العشرين الماضية إلى انخفاض في هطول الأمطار ما يخفي زيادة في الظواهر القصوى وفصول من الأمطار الغزيرة جدا وهذا ما يسبب فيضانات.

وتسجل درجة الحرارة في المدينة ارتفاعا كما هو الحال على مستوى العالم. وذكر أحدث تقرير صادر عن خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة أن المدن الساحلية تقع على خط المواجهة في أزمة المناخ وتواجه خطر "زاولها بسبب الفيضانات على الأمد الطويل" وارتفاع مستوى سطح البحر.

وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن الفيضانات ستؤدي إلى نزوح 2,7 مليون شخص في المتوسط في إفريقيا بينما قد ترتفع الكلفة المرتبطة بالفيضانات بمقدار عشر مرات بحلول 2050 لتصل إلى ستين مليار دولار سنويا في المدن الساحلية الكبرى ال136.

في حي ماكيبي-ميسوكي تتناثر النفايات البلاستيكية في النهر.

ويوضح الخبير في البيئة ديدييه يمكوا "انظر إلى كل هذه القمامة التي يلقيها السكان. يضاف إلى ذلك ترسب الطمي وانتشار النباتات الغازية ما يقلص مجرى النهر. وعند هطول الأمطار الغزيرة، يحدث فيضان".

ولمواجهة هذه المشكلة، قامت المدينة ببناء حوالي 40 كيلومترا من قنوات التصريف منذ 2012. كما تم تطوير بعض الأحياء المعرضة للخطر وغير الصحية وغير المستقرة للسماح لسكانها بالوصول إلى خدمات المدينة لا سيما تلك المتعلقة بجمع النفايات.

لكن القمامة والنفايات موجودة في كل مكان في أحياء دوالا الفقيرة وغالبا ما تكون قنوات التصريف مغطاة بالبلاستيك، مما يمنع تصريف المياه.

وقال جوزف ماغلوار اولينغا نائب مدير الدراسات وحماية البيئة في دوالا لوكالة فرانس برس إن" التقديرات تشير إلى أن30% من النفايات تلقى في الطبيعة".

في الوقت نفسه تم تطوير مرصد للأحوال الجوية المائية لجمع بيانات محلية موثوقة عن هطول الأمطار ومنع مخاطر الفيضانات.

وقال أولينغا المسؤول عن مراقبة مشروع "دوالا، مدينة قابلة للاستمرار" إن مشاركة الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الدولي ضرورية.

لكنه يعترف في الوقت نفسه بأن "الرد لا يكفي"، موضحا "نحن بحاجة إلى بديل جاد في مجال الأرض لاستيعاب السكان. وهذا يمر عبر تكثيف وسط المدينة وتشييد مبان شاهقة لكن متعهدي بناء قاموا بشراء الأراضي ولا يريدون بيعها يعرقلون ذلك".

كما يستمر تخصيص بعض المناطق المعرضة للفيضانات لمشاريع عقارية، وهذا من اختصاص الدولة.

وفي الأحياء مثل ماكيبي-ميسوكي الهدف هو تعلم كيفية التعايش مع خطر الفيضانات. وقال أولينغا "من المؤكد أنه سيكون من الضروري أيضا إبعاد بعض السكان الذين يواجهون خطرا كبيرا".