تقارير

تقرير: السلطات الكوبية تُشهر سلاح المنفى بحق المعارضة

07 نوفمبر 2021
07 نوفمبر 2021

هافانا - (أ ف ب) - نفت السلطات الكوبية قبل شهر الفنان هاملت لافاستيدا الذي يتهم الحكومة بالتخوّف من الأصوات المدافعة عن الحريات، ليكون من بين عشرات المعارضين الذين واجهوا المصير ذاته.

وقال لافاستيدا (38 عاما) لفرانس برس في برلين، حيث يعيش حاليا، "الفنانون هم السفراء الأفضل للحقوق المدنية والثقافية وحرية التعبير".

وأضاف "عندما ينفونك.. يعتقدون أن هذه النهاية وأنك ستنسى، لكن الحقيقة غير ذلك".

وتم توقيف لافاستيدا في يونيو لدى عودته من رحلة إلى ألمانيا واتُّهم بالتحريض على الجرائم.

وبعد ثلاثة شهور، أطلق سراحه شرط موافقته على أن يتم نفيه برفقة صديقته الشاعرة والناشطة كاثرين بيسكيت المنضوية في حركة "سان إيسيدرو" المعارضة.

ويقول إنهما لم يملكا خيارا غير النفي أو قضاء ما بين "15 إلى 18 عاما"" في السجن.

ويؤكد لافاستيدا الذي أصيب بصدمة نفسية بعدما حققت معه الشرطة مرارا في هافانا "لدي كوابيس دائمة بشأن السجن".

وعلى غرار كثيرين، اتُّهم الفنان بالسعي لإسقاط الحكومة.

وبحسب موقع "رازونيس دي كوبا" الحكومي "استخدم (لافاستيدا) وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض والدعوة إلى العصيان المدني في الشوارع العامة"، علما أن الموقع يذكر بأن هدفه فضح "الأعمال المناهضة لكوبا والموجّهة من الولايات المتحدة".

وتعتبر الحكومة الكوبية كل أشكال المعارضة غير قانونية وتتهم المعارضين بالتحرّك بأوامر واشنطن في مسعى لتغيير النظام القائم.

واتّهم الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل السفارة الأمريكية في هافانا بـ"تحديد القادة والترويج لهم خصوصا في أوساط الشباب" وإعدادهم في الخارج ليحاولوا الإطاحة بالحكومة.

وقال لافاستيدا إن السلطات الكوبية "تجد صعوبة في التصديق أن هناك شبابا.. متعطّشين للحرية إلى هذا الحد".

"تفاقم الضغط"

ولا يعتبر لجوء الحكومة الشيوعية التي وصلت إلى السلطة إبان ثورة عام 1959 إلى سلاح نفي معارضيها أمرا جديدا.

وقال المعارض مانويل كويستا مورونا (59 عاما) "كثّفت تحرّكها الآن مع تفاقم الضغط وانتشار مشاعر عدم الرضا في أوساط كافة شرائح المجتمع".

وتفّجر عدم الرضا هذا في 11 يوليو عندما اجتاحت التظاهرات المناهضة للحكومة كامل أنحاء الجزيرة.

وأدى رد السلطات إلى مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح فيما سجن المئات.

وحظرت الحكومة دعوة جديدة "للتغير والحرية" صدرت في 15 نوفمبر، لكن المنظّمين أصرّوا على أنهم سيمضون قدّما بالحراك.

وتفيد المعارضة بأن عشرات الناشطين تلقوا "مقترح" المنفى خلال الأشهر الأخيرة. وكان من بين هؤلاء الفنان المعارض لويس مانويل أوتيرو ألكانتارا، الذي تم توقيفه في 11 يوليو ومؤلف الأغاني مايكل أوسوربو.

ووصلت صاحبة قناة على "يوتيوب" تدعى روهاما فرنانديز إلى ميامي مؤخرا.

وقالت على تويتر "لم أترك بلدي، دفعوني هم إلى المغادرة"، مضيفة أنه "تمّت مرافقتها إلى الطائرة".

أما زعيم المعارضة خوسيه داينال فيرير (51 عاما) الذي تم توقيفه في 11 يوليو، فتلقى دعوات عدة لمغادرة البلاد، بحسب زوجته نيفلا أورتيغا.

وكان فيرير أحد رموز ما يعرف بـ"الربيع الأسود" عام 2003، عندما سجنت السلطات 75 معارضا متهمة إياهم بأنها عملاء للولايات المتحدة.

وفرّ معظمهم إلى إسبانيا عقب الإفراج عنهم سنة 2011.

"هروب من المشكلة"

ووافقت الفنانة تانيا بروغويرا (53 عاما) على مغادرة الجزيرة موقتا في أكتوبر بعدما قضت عشرة شهور قيد الإقامة الجبرية، وهي طريقة أخرى تلجأ إليها السلطات لقمع المعارضة.

وقالت بروغويرا، الاستاذة في جامعة "هارفارد" "يجب أن يكون بمقدور حتى أولئك الذين لديهم آراء مغايرة دخول ومغادرة بلدهم بشكل طبيعي. هذا حقّنا".

أما كاميلا أكوستا (28 عاما)، مراسلة صحيفة "أيه بي سي" الإسبانية المحافظة في كوبا، فترفض مغادرة الجزيرة.

وقالت "سيمثّل ذلك هربا من المشكلة"، مشيرة إلى أنه تم عزلها في منزلها تحت رقابة دائمة لمدة مئة يوم.

وتمنع السلطات عودة من غادروا.

وفي سبتمبر، أقرّ مدير الشؤون القنصلية إرنستو سوبيرون بأن عددا "ضئيلا" من الكوبيين منعوا من العودة إلى بلدهم لأسباب تتعلّق بـ"الأمن القومي".

ومُنعت الصحافية كارلا بيريز (23 عاما) من العودة بعدما أنهت دراستها في كوستاريكا، علما أنها طردت من جامعة كوبية في السابق لارتباطها بالمعارضة في المنفى.

وقالت بيريز التي تشير إلى أن أصعب ما تواجهه هو عدم قدرتها على رؤية عائلتها منذ خمس سنوات، "هذا هو الرد على انتقاداتنا الدائمة لانتهاكات حقوق الإنسان".