Leave.EU Backer Arron Banks Gives Evidence To The Fake News Select Committee
Leave.EU Backer Arron Banks Gives Evidence To The Fake News Select Committee
تقارير

المحلل الأمريكي تايلور كوين: التضليل المعلوماتي ضحية للمعلومات المضللة أيضا

12 فبراير 2022
12 فبراير 2022

نيويورك"د.ب. أ": هناك تصور شائع بأن ظاهرة التضليل المعلوماتي، وبخاصة بشأن فيروس كورونا المستجد واللقاحات المضادة له والتي ساهمت فيها بدرجة كبيرة وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام، وصلت إلى درجة من السوء لم يشهدها العالم من قبل.

والحقيقة أنه من الصعب قياس حجم ظاهرة التضليل المعلوماتي عبر الفترات المختلفة، وبالتالي تصعب المقارنة بين هذه الفترات من حيث مدى انتشار التضليل المعلوماتي أو المعلومات المضللة. وفي المقابل، فإن الأمل في عصر ذهبي للمعلومات الدقيقة صار موضع شك.

ويقول تايلور كوين، المحلل الأمريكي والأستاذ بجامعة جورج ميسون، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إنه يبلغ من العمر الآن 60 عاما، لكنه لا يزال يستطيع تذكر الكثير من الأحداث والقضايا العامة التي تباينت حولها المعلومات والآراء بشدة، مع تبادل الاتهامات بممارسة التضليل المعلوماتي.

ويقول كوين إنه يتذكر الجدل الساخن الذي شهدته فترة شبابه حول مخاطر التدخين، وما إذا كانت هذه العادة شديدة السوء والخطورة أم لا. وفي ذلك الوقت، لم تكن المعرفة العلمية بمخاطر وأضرار التدخين منتشرة على الصعيد الاجتماعي كما هو الحال اليوم. كما كانت أعداد المدخنين بين الأمريكيين أكثر مما هي الآن، وبالتالي كان هناك انقسام واضح حول هذه الظاهرة.

وإذا كانت قضية التدخين تبدو واضحة ولا تثير الخلافات، فالأمر الغريب أنه قبل عقود شهد المجتمع الأمريكي جدلا واسعا حول التدريبات الرياضية وفوائدها الصحية. وفي ذلك الوقت لم يكن العلم قد أثبت الفوائد الصحية لممارسة الرياضة. ولكن بعد مرور سنوات طويلة، صار هناك حالة من الهوس بممارسة الرياضة، وبصورة تبدو مزعجة. وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا في هذه الظاهرة بعد أن أصبح في مقدور أي شخص أن يكتب تغريدة عن اشتراكه في سباق للماراثون، أو تسلق الصخور. وأصبح الشخص الذي لا يمارس الرياضة يشعر بالذنب.

ويواصل تايلور كوين استعراض القضايا التي أثارت جدلا اجتماعيا أثناء سنوات شبابه، فيتحدث عن استخدام حزام الأمان في السيارات، حيث يقول إنه في ذلك الوقت كان يقود السيارة بدون استخدام حزام الأمان، ليس لأنه يحب المغامرة، أو لأنه متمرد على القواعد، وإنما ببساطة لأن استخدام الحزام لم يكن أمرا شائعا، عكس الحال الآن بفضل انتشار الوعي بأهمية الحزام في تقليل الأضرار الناجمة عن الحوادث، وهو ما يمثل انتصارا لنشر المعلومات الصحية العامة بصورة إيجابية.

وهناك قضية النظام الغذائي التي لا يزال الجدل يدور حولها حتى اليوم. ومن الواضح أن مشكلات السمنة قد تفاقمت. لكن هل كانت النصائح الغذائية التي قدمتها المؤسسة الطبية في الماضي عظيمة؟

ربما لا، بحسب كوين، الذي قال إن والده عندما تعرض لأزمة قلبية وثبتت إصابته بمرض السكري، نصحه الأطباء بتناول المكرونة والخبز بكثرة على أساس أنها أغذية نباتية، ولم يكن أمام والده مفرا من الاستجابة للنصيحة، حيث لم تكن هناك مصادر بديلة للحصول على المعلومات، وربما كان قد حصل على معلومات أسوأ مما قدمه الأطباء. ففي ذلك الوقت بالغ الأطباء بشكل عام في تقدير أهمية الكربوهيدرات وفي المخاطر الصحية للحوم.

ورغم وجود قدر هائل من المعلومات المضللة اليوم في العالم بشأن العديد من القضايا الحيوية، بدءا من فيروس كورونا وحتى تلوث الهواء وظاهرة التغير المناخي، يرى كوين أن مستوى الوعي العام اليوم أفضل كثيرا منه في الماضي، مضيفا أنه ليس على يقين مما إذا كانت المعلومات المضللة بشأن الصحة العامة كانت تزداد سوءا بمرور الوقت خلال سنوات حياته. وازدادت حالة عدم اليقين لديه تجاه هذه القضية عندما قام برصد كم المعلومات العامة المضللة التي كانت موجودة على مدى العقود الستة الماضية.

وكان هناك الكثير من الخبراء والشخصيات العامة، يرون أن الاقتصاد في الاتحاد السوفيتي السابق كان جيدا، وهناك من اعتقدوا أن الحرب الأمريكية في فيتنام خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، والتي فقدت فيها الولايات المتحدة أكثر من 50 ألف جندي، كانت صائبة. كما كان هناك خبراء وشخصيات عامة ترى أن قرارات الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون بوضع قيود على الأجور والأسعار، كانت مبررة.

كل ذلك يقود في النهاية إلى نتيجة واحدة وهي أن الفترة الراهنة من تاريخ البشرية ليست الأسوأ بالنسبة لظاهرة التضليل المعلوماتي رغم كل ما يتردد في هذا المجال.