العرب والعالم

وزراء اوروبيون يدعون لتعزيز القدرات العسكرية.. والناتو يساعد في تسليح اوكرانيا بـ100 مليار يورو

03 أبريل 2024
روسيا تسجّل ازديادا في عدد المتطوّعين في الجيش بعد هجوم موسكو
03 أبريل 2024

عواصم " وكالات": أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الأربعاء أن على أعضاء الناتو ضمان إمدادات أسلحة بعيدة الأمد لأوكرانيا، مشيرا الى انه اقترح إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو على مدى خمس سنوات للمساعدة في تسليح أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وقال ستولتنبرغ "لدى أوكرانيا حاجات طارئة. أي تأخير في تقديم الدعم ستكون له تبعات في ساحة المعركة لذلك يجب تغيير ديناميكيات دعمنا".

وأضاف "يتعين علينا ضمان مساعدة أمنية موثوقة ويمكن الاعتماد عليها لأوكرانيا على المدى البعيد كي نتمكن من الاعتماد بدرجة أقل على المساهمات الطوعية وبدرجة أكبر على التزامات الناتو، وبنسبة أقل على العروض القصيرة الأمد وبنسبة أكبر على تعهدات متعددة السنوات".

وقال ستولتنبرغ "على موسكو أن تفهم أنهم لا يستطيعون تحقيق أهدافهم في ساحة المعركة ولا يمكنهم انتظارنا إلى الأبد"، من دون أن يذكر تفاصيل حول اقتراحه.

الى ذلك اكد دبلوماسيين كثر حذروا من أنه لا تزال هناك أسئلة رئيسية بشأن طريقة عمل أي تمويل، ومن المرجح أن تتغير الخطة بشكل ملحوظ بحلول القمة في واشنطن.

ويتضمّن اقتراح ستولتنبرغ أيضا إشراف الناتو بشكل أكبر على تنسيق إمدادات الأسلحة إلى كييف من مجموعة تقودها الولايات المتحدة تساعد حاليا في الإشراف على الدعم.

واعتبر ستولتنبرغ أن ذلك قد يساعد في الفصل بين إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وأي تغييرات سياسية في دول الناتو، فيما يسعى دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر.

ومن شأن تلك الخطوة أن تمثل تحولا كبيرا للتحالف العسكري الغربي الرافض حتى الآن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا خشية أن يؤدي ذلك إلى جر الناتو إلى نزاع مع روسيا.

ويأتي المقترح في وقت تواجه القوات الأوكرانية صعوبة في التصدي لروسيا التي تتفوق عليها من ناحية التسليح، أمام تضاؤل الإمدادات من داعمي كييف الغربيين.

ولا تزال حزمة تمويل أميركية بقيمة 60 مليار دولار عالقة في الكونجرس لكن برزت آمال في المصادقة عليها في الاسابيع المقبلة.

في هذه الاثناء، ذكر مسؤولون من الدول الحليفة مطلعون على آخر التطورات على خط المواجهة أن أوكرانيا وحلفاءها يخسرون سباق تأمين الذخيرة التي تحتاجها كييف لصد الهجمات الروسية.

وقال المسؤولون إن تدفق المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا تراجع بشكل كبير، وإن بعض الأسلحة الأوكرانية لا تطلق سوى جولة واحدة من الذخيرة يوميا من أجل الحفاظ على مخزوناتها المتناقصة، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.

وأضاف المسؤولون أن هذا جعل الحلفاء يسارعون لمحاولة الحفاظ على تدفق إمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا.

ولكن مع بطء انطلاق هذه المبادرات، فمن غير الواضح ما إذا كانت ستحقق نتائج كافية على المدى القصير للحفاظ على استقرار خط المواجهة في أوكرانيا.

وقالت رئيسة وزراء إستونيا، كايا كالاس، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالة بلومبرج للأنباء، "ليس لدينا وقت لنضيعه".

وأضافت كالاس "إن الالتزامات طويلة الأجل مهمة، ولكن من حقائق الحرب أيضا أن الجانب الذي لديه أكبر قدر من الذخيرة هو الذي سينتصر".

ويشعر حلفاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقلق متزايد من أن الهجوم الذي سيشنه الروس في الصيف يمكن أن يخترق الدفاعات الأوكرانية، بحسب المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

تعزيز القدرات العسكرية في أوروبا

وفي سياق آخر، دعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا بشدة إلى تعزيز القدرات العسكرية في أوروبا.

وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيراها الفرنسي ستيفان سيجورني والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في مقال على موقع "بوليتيكو" الإخباري اليوم الأربعاء: "علينا أن نستخدم كامل الإمكانات الصناعية لقارتنا لتحسين قدراتنا العسكرية"، موضحين أن عملية التسلح الدائمة هذه تحتاج إلى إبرام عقود ملزمة طويلة الأجل بجداول زمنية واضحة، و"مستوى معين من الطموحات"، والتزامات مالية ثابتة، وضمانات شراء من الحكومات الأوروبية، مشيرين إلى أن إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع يمكن أن يكون "مجرد نقطة بداية".

وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي العسكري (الناتو) اليوم الخميس، كتب وزراء الخارجية الثلاثة: "لقد تحملت الولايات المتحدة لفترة طويلة العبء أكثر من بقية تحالفنا. لكن الدفاع الجماعي هو جهدنا المشترك"، مشيرين إلى أنه لابد من هذا المنطلق من تعزيز الدفاع الأوروبي وبالتالي المساهمة في الأمن عبر الأطلسي.

وفي عام الانتخابات الأمريكية تشعر العديد من الدول الأعضاء في الناتو بالقلق من أن القوة العسكرية العظمى - الولايات المتحدة - قد تتراجع عن التزاماتها في التحالف حال فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وفيما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحربه في أوكرانيا، أكد وزراء الخارجية الثلاثة مجددا ضرورة استمرار ظهور الناتو في موقف واضح. وكتب الوزراء: "حتى تتمكن أوروبا من العيش في سلام، يجب وقف الإمبريالية الروسية"، مضيفين أن المواقف الضبابية والتنازلات لبوتين بمثابة تصرفات "ساذجة" لا ينظر إليها رئيس الكرملين إلا على أنها دعوة للسلوك العدواني واستخدام القوة العسكرية.

ازديادا في عدد المتطوّعين في الجيش الروسي

من جهة ثانية، أعلن الجيش الروسي اليوم الأربعاء ازديادا في عدد الأشخاص الذين يتطوّعون للقتال في أوكرانيا منذ الهجوم الإرهابي الدامي على صالة للحفلات الموسيقية في موسكو الشهر الماضي.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي أودى بأكثر من 140 شخصا وكان الأسوأ من نوعه في روسيا منذ سنوات.

لكن الرئيس فلاديمير بوتين واصل مذاك القول، من دون تقديم أدلة، إن أوكرانيا متورطة في التخطيط للهجوم.

وقالت وزارة الدفاع الأربعاء "على مدى الأسبوع ونصف الأخير، سجّلت نقاط التجنيد زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الراغبين بتوقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة".

تطلق موسكو على هجومها الشامل على أوكرانيا "عملية عسكرية خاصة".

وذكرت الوزارة بأن أكثر من 100 ألف شخص تطوّعوا للقتال حتى الآن في 2024، بينهم 16 ألفا في الأيام العشرة التي تلت الهجوم.

وقالت في بيان على تلغرام إن "معظم المرشحين أشاروا إلى أن الدافع الأساسي للتوقيع على العقد كان الرغبة في الانتقام لضحايا المأساة التي وقعت في 22 مارس".

وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين بأن الزيادة في عمليات التجنيد هي "دليل إضافي" على دعم المجتمع الروسي لبوتين والعملية العسكرية.

نفت كييف أي علاقة لها بالهجوم وقال مسؤولون أميركيون لوسائل إعلام إن واشنطن حذّرت روسيا من تهديد محتمل لضواحي موسكو.

لكن بوتين ومسؤولين روس واصلوا ربط الهجوم بأوكرانيا وداعميها الغربيين.

وكان الهجوم على "كروكوس سيتي هول" الأكثر دموية على الإطلاق الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية على التراب الأوروبي.

اقتحم مسلحون الموقع حيث أطلقوا النار على الحاضرين قبل إضرام النيران في المبنى.

وأفاد بوتين العام الماضي بأن لدى روسيا أكثر من 600 ألف جندي يقاتلون في أوكرانيا. كما أمر بزيادة العدد الإجمالي للجنود إلى 1,32 مليون مقارنة عن العدد السابق البالغ 1,15 مليون.

وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو العام الماضي بأنه يخطط لزيادة عدد الجنود المتعاقدين الذين يتطوعون إلى 745 ألفا هذا العام.

تتفوّق القوات الروسية بشكل كبير في ميدان المعركة بينما تحاول كييف جاهدة مجاراة حملة التجنيد الروسية المكثّفة.

يعرض الجيش رواتب عالية نسبيا واتُّهم باستهداف المناطق الروسية الأفقر والجمهوريات العرقية في البلاد في حملاته للتجنيد.

وفي سياق منفصل، نقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن المسؤول الأمني الكبير نيكولاي باتروشيف قوله اليوم الأربعاء إن "أجهزة خاصة أوكرانية" تقف وراء إطلاق النار الذي وقع الشهر الماضي أثناء حفل موسيقي قرب موسكو، مضيفا أن أوكرانيا تخضع لسيطرة الولايات المتحدة.

ولم يقدم باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي، أي دليل على ما قيل في أحدث تصريح يصدر من موسكو بشأن تورط أوكرانيا.

ونفت أوكرانيا أن يكون لها أي علاقة بالهجوم الذي أودى بحياة 144 شخصا على الأقل وقالت الولايات المتحدة إن عناصر بتنظيم داعش المتشدد هم وحدهم من ارتكبوا الهجوم.