No Image
العرب والعالم

روسيا تطالب أوكرانيا بتسليمها رئيس جهاز الأمن.. وكييف ترد: الطلب "لا معنى له "

01 أبريل 2024
فرنسا تريد من الصين توجيه "رسائل واضحة" الى موسكو بشأن الحرب
01 أبريل 2024

عواصم "وكالات": جددت وزارة الخارجية الروسية اليوم الاثنين طلبها من اوكرانيا بتسليمها جميع الأشخاص ذوي الصلة بالأعمال الإرهابية التي ارتُكبت في روسيا، بمن فيهم رئيس جهاز الأمن الأوكراني.

من جهته ، رفض جهاز الأمن الأوكراني على الفور الطلب الروسي ووصفه بأنه "لا معنى له"، وقال إن وزارة الخارجية الروسية "غاب عنها" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية.

وأورد بيان للوزارة قائمة بحوادث عنف شهدتها روسيا منذ بدأ الحرب بما في ذلك تفجيرات قتلت ابنة قومي بارز ومدون مختص بشؤون الحرب وحادث آخر أُصيب فيه كاتب بجروح خطيرة.

وأردفت أن التحقيق في هذه الحوادث أظهر أن "آثار هذه الجرائم تقود إلى أوكرانيا".

وتابع البيان "سلمت روسيا مطالبها للسلطات الأوكرانية... بالاعتقال الفوري وتسليم جميع الأشخاص المرتبطين بالأعمال الإرهابية المعنية".

وقال بيان الوزارة إن من بين المطلوب تسليمهم رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك، الذي يعترف بأن جهازه كان وراء الهجمات على الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي منذ بدأ الحرب في اوكرانيا قبل عامين، وسيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، وبُني الجسر بعد ضم المنطقة.

وجاء في البيان أن "الجانب الروسي يطالب نظام كييف بالوقف الفوري لكل دعم للنشاط الإرهابي وتسليم المذنبين وتعويض الضحايا عن الأضرار".

وأضاف أن "انتهاك أوكرانيا لالتزاماتها بموجب اتفاقيات مكافحة الإرهاب سيؤدي إلى محاسبتها بموجب القانون الدولي".

قال جهاز الأمن الأوكراني إن المطالب الروسية "تبدو مثيرة للسخرية لأنها صادرة عن الدولة الإرهابية نفسها. لذلك فإن أي تصريحات صادرة عن وزارة الخارجية الروسية "لا معنى لها".

وأشار بيان الجهاز إلى مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق بنقل أطفال أوكرانيين إلى روسيا وقال إن "المحكمة في لاهاي تنتظره".

وأشار البيان الروسي بطريقة غير مباشرة إلى واقعة إطلاق النار هذا الشهر على حشد من الأشخاص في قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو والتي أدت إلى مقتل 144 شخصا.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، وقال مسؤولون أمريكيون إن لديهم معلومات استخباراتية تظهر أن فرع التنظيم في أفغانستان، تنظيم داعش في خراسان، هو منفذ الهجوم.

وقال محققون روس الأسبوع الماضي إنهم عثروا على دليل على أن المسلحين الذين هاجموا قاعة الحفلات الموسيقية على صلة مع "قوميين أوكرانيين". وتنفي كييف أي صلة لها بالهجوم.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن ألكسندر باستريكين، رئيس لجنة التحقيق الروسية، وهي أهم هيئة تحقيق جنائي في البلاد، قوله إن العمل جار لتحديد المسؤولين عن الهجوم.

فرنسا تريد من الصين توجيه "رسائل واضحة"

من جهة اخرى، أكدت فرنسا أنها تريد من الصين توجيه "رسائل واضحة" الى روسيا بشأن الحرب التي تخوضها منذ عامين ضد أوكرانيا، وذلك خلال زيارة وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه الى بكين اليوم الإثنين.

وسعت فرنسا والصين الى تعزيز علاقاتهما الثنائية خلال الأعوام الماضية. ورحب وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال زيارته باريس في فبراير، بالموقف "المستقل" للرئيس إيمانويل ماكرون في السياسة الخارجية.

الا أن باريس تسعى في الوقت ذاته الى الضغط على بكين في ملف العلاقة المتقاربة مع موسكو، والتي تعززت منذ بدء الحرب. وتؤكد الصين أنها تتخذ موقفا محايدا في هذا النزاع، لكنها لم تسلم من انتقادات الدول الغربية الحليفة لكييف، على خلفية عدم إدانتها الصريحة للغزو الروسي.

في المقابل، تتخذ فرنسا في الآونة الأخيرة مواقف أكثر تصلبا في دعمها لأوكرانيا، بلغت ذروتها مع رفض ماكرون في فبراير الماضي، استبعاد فكرة إرسال قوات غربية الى أوكرانيا.

وقال سيجورنيه خلال زيارته بكين اليوم الإثنين إن بلاده تريد "أن تبعث الصين برسائل واضحة الى روسيا" بشأن الحرب.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره وانغ يي في بكين "نحن على اقتناع بأن السلام المستدام لن يتحقق ما لم يتم التفاوض بشأنه مع الأوكرانيين"، متابعا "لن يكون ثمة أمن للأوروبيين ما لم يتحقق سلام وفق القانون الدولي".

وأكد "هذا أمر أساسي بالنسبة إلينا، ولذلك فرنسا مصمّمة على الإبقاء على حوار وثيق مع الصين"، معتبرا أنه في إمكان الأخيرة أن تؤدي "دورا محوريا" في ضمان احترام القانون الدولي.

وزيارة سيجورنيه الى بكين هي الثانية لوزير خارجية فرنسي خلال ستة أشهر، بعدما حلّت كاترين كولونا في العاصمة الصينية في نوفمبر.

كذلك، زار ماكرون الصين في أبريل 2023، حيث أقيم له استقبال حاشد في إحدى جامعات جنوب البلاد، لكنه واجه أيضا انتقادات غربية بالتقرّب من الصين بعد دعوته أوروبا الى ألا تكون "تابعة" للولايات المتحدة في حال اندلاع نزاع بين الصين وتايوان.

وتأتي زيارة سيجورنيه في إطار إحياء الذكرى السنوية الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا.

وتسعى باريس لتعزيز العلاقات مع بكين في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي الى التقليل من اعتماده البالغ على الصين في المجال الاقتصادي.

وباتت بروكسل تتحدث بشكل أكبر في الأشهر المنصرمة عن أن سياستها الاقتصادية تجاه الصين باتت تقوم بشكل أساسي على "خفض المخاطر" خصوصا بعد جائحة كوفيد والتدخل الروسي في أوكرانيا.

وتعد هذه المقاربة أقل تشددا من "الفصل" الذي يدفع باتجاهه بعض صانعي السياسات في الولايات المتحدة الراغبين بعزل الصين أو قطع الروابط الاقتصادية معها.

الا أن الاتحاد الأوروبي يرى الصين "شريكا" لكن أيضا منافسا اقتصاديا، وفق تقرير أصدرته غرفة التجارة الأوروبية في الصين الشهر الماضي.

وعكس سيجورنيه المقاربة الأوروبية هذه بتأكيده الإثنين أن الانفصال الاقتصادي عن الصين ليس مطروحا، لكنه شدد على ضرورة إجراء "إعادة توازن اقتصادية" لضمان أن تكون التجارة بين الطرفين "صحية ومستدامة".

وأعرب وانغ يي عن "تقدير" الصين لرفض سيجورنيه فكرة الفصل الاقتصادي.

وقال "الفصل عن الصين غير ممكن، والفصل عن الصين هو الخطر الأكبر"، مضيفا "أعتقد أنه ثبت، وسيبقى يُثبت، أن الصين هي فرصة وليست مخاطرة بالنسبة الى أوروبا".

وأكد أن "الطرفين شريكان وليسا خصمين".

بعد اجتماعه مع وانغ يي، التقى الوزير الفرنسي رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في قصر الشعب.

وفي تصريح قبيل لقائه مع لي تشيانغ، دعاه إلى مناقشة "كل هذه الأوضاع العالمية التي تمزق وتقسم العالم اليوم. أفكر في الوضع في الشرق الأوسط ولكن في أوكرانيا أيضاً".

وقال لي تشيانغ "إن بلدينا يتمتعان بتاريخ طويل وحضارة عظيمة، وخاصة بروح الاستقلال والاستقلالية... هذا يفسر التقارب الطبيعي بين الصين وفرنسا".

مقتل 3 في شرق أوكرانيا في هجمات روسية

وعلى الارض، قال مسؤولون محليون إن القصف الروسي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في مناطق مختلفة بشرق أوكرانيا على جبهة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين مع روسيا، كما قتل شخصان آخران في منطقة لفيف بعيدا عن الجبهة.

وفي وسط مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد، وهي هدف متكرر للهجمات الروسية المكثفة على الطاقة والبنية التحتية الأخرى، قال الحاكم الإقليمي أوليه سينيهوبوف إن الهجوم استهدف البنية التحتية المدنية في المساء.

وقالت وسائل إعلام محلية إن قنابل جوية أسقطت على أماكن مختلفة من المنطقة. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقال ممثلو الادعاء المحليون، في وقت سابق من اليوم إن قصفا عنيفا أدى إلى مقتل رجل في بلدة بوروفا جنوب شرقي خاركيف.

وقالت الشرطة في منطقة دونيتسك بجنوب شرق أوكرانيا إن القصف الروسي أصاب 14 بلدة وقرية، كما تم الإبلاغ عن مقتل شخصين في كراسنوهوريفكا غربي منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.

وسيطرت القوات الروسية على مدينة أفدييفكا في منطقة دونيتسك الشهر الماضي وحققت منذ ذلك الحين مكاسب صغيرة، لكن الوضع على طول الجبهة التي يبلغ طولها ألف كيلومتر لم يتغير إلا قليلا منذ أشهر.

وامتدت الهجمات على البنية التحتية إلى ما هو أبعد من خط المواجهة، وقال ماكسيم كوزيتسكي حاكم منطقة لفيف إنه تم انتشال جثتين من تحت الأنقاض بعد هذه الضربة بصواريخ كروز. واستمرت أعمال الإنقاذ طوال اليوم في الموقع.

وعلى الحدود في منطقة بيلجورود الروسية، وهي هدف متكرر للقصف الأوكراني، قال الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف جلادكوف إن امرأة قتلت عندما تعرضت قرية حدودية لهجوم. ولم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل من روايات العمل العسكري من أي من الجانبين.