745
745
العرب والعالم

بايدن: سأجعل من «الصعب جدا» بالنسبة إلى روسيا شن أي غزو على أوكرانيا

04 ديسمبر 2021
واشنطن بوست: «موسكو» تعد لهجوم محتمل بمشاركة 175 ألف جندي
04 ديسمبر 2021

واشنطن-(أ ف ب) - ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن روسيا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي اعتبارا من العام المقبل، مؤكدة بذلك مخاوف لدى كييف من هذا الاحتمال.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير طلب عدم كف هويته أن موسكو تستعد لإطلاق «100كتيبة مكونة من مجموعات تكتيكية بقوة تقدر بنحو 175 ألف جندي، إلى جانب دبابات ومدفعية ومعدات أخرى».

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، رفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التعليق على معلومات تتعلق بالاستخبارات، لكنها قالت إنها «قلقة جدا من الأدلة على خطط لروسيا لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا».

وقال المتحدث باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل توني سيميلروث «نواصل دعم تخفيف التوتر في المنطقة وإيجاد حل دبلوماسي للصراع في شرق أوكرانيا».

ونقلت «واشنطن بوست» عن وثيقة عسكرية أمريكية أن القوات الروسية تقوم بالتموضع في أربعة مواقع مختلفة بخمسين مجموعة قتالية تكتيكية.

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة إنه سيجعل من «الصعب جدا» بالنسبة إلى روسيا شن أي غزو على أوكرانيا التي حذّرت من هجوم محتمل واسع النطاق الشهر المقبل.

وتقول واشنطن وكييف إن موسكو عززت قواتها قرب حدود أوكرانيا وتتهمان روسيا بالتخطيط لغزو.

وينفي الكرملين هذه المزاعم وأعلن الجمعة أن مكالمة عن طريق الفيديو ستُجرى الأسبوع المقبل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو وبايدن.

وقال بايدن الجمعة للصحفيين إنه يعد «مجموعة من المبادرات» تهدف إلى حماية أوكرانيا من هجوم روسي في حين تتهم كييف وواشنطن موسكو بحشد قوات على الحدود والاستعداد لغزو محتمل.

وأوضح في خطاب ألقاه في البيت الأبيض أن الهدف من هذه المبادرات «أن تجعل من الصعب جدا بالنسبة إلى بوتين أن يفعل ما يخشى الناس أن يفعله».

وفي السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي «هناك سلسلة أدوات في متناولنا. طبعا، تشكل العقوبات الاقتصادية خيارا».

ولم تشأ الرد على سؤال يتصل بإمكان اتخاذ الأمريكيين خطوات عسكرية.

وضمّت موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في العام 2014 وتدعم منذ ذلك الحين الانفصاليين الذين يقاتلون كييف في شرق البلاد. وقد أودى هذا الصراع بأكثر من 13 ألف شخص.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني الجمعة إن روسيا تواصل نشر قواتها حول أوكرانيا وستكون مستعدة «لتصعيد» عسكري محتمل في نهاية يناير.

وقال أوليكسي ريزنيكوف في كلمته أمام البرلمان إن «الوقت الأكثر ترجيحا لشن هجوم سيكون نهاية يناير». وأكّد أن روسيا بدأت «تدريبات عسكرية قرب أوكرانيا وهي تختبر اتصالاتها».

ووفقا له، يمكن أن يشارك نحو 100 ألف جندي روسي في هجوم محتمل. وتابع أن «التصعيد سيناريو محتمل لكنه ليس حتميا ومهمتنا تقضي بمنع حدوثه».

وفي شرق أوكرانيا، رأى جنود أوكرانيون قابلتهم وكالة فرانس برس إمكانا لشن هجوم روسي.

وقال أندريه (29 عاما) من خندق قرب بلدة سفيتلودارسك في منطقة دونيتسك «مهمتنا بسيطة: عدم السماح للعدو (بالتقدم) نحو بلدنا».

وأضاف رفيقه يفغين (24 عاما) «رجالنا مستعدون لصدّهم» مضيفا «هذه أرضنا، وسنصمد حتى النهاية».

وأشار يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية في الكرملين للصحفيين إلى أنه جرى الاتفاق على موعد لقمة عبر الفيديو بين بوتين وبايدن، لكن لن تعلن حتى تحدّد التفاصيل النهائية للمحادثات.

وقالت الولايات المتحدة إن اجتماعا عبر الفيديو خطط له لكنها لم تحدد موعده.

ولدى سؤاله عما إذا كان قد تحدث إلى بوتين صباح الجمعة، قال بايدن: «كلا» خلال مغادرته المؤتمر الصحفي الذي عقد حول بيانات التوظيف في واشنطن.

ورغم الاتصالات المتزايدة بين الخصمين منذ التقى بوتين وبايدن للمرة الأولى في قمة في جنيف في يونيو، تستمر التوترات.

فبالإضافة إلى الصراع في أوكرانيا، تواصل روسيا والولايات المتحدة خلافاتهما حول العديد من القضايا من بينها الهجمات الإلكترونية.

وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا لوكالة فرانس برس الجمعة إن كييف ترفض رفضا قاطعا أي التزام بالتخلي عن خطتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأي «ضمانات» أخرى تطالب بها روسيا.

وتريد موسكو أن ترى نهاية لتوسع حلف شمال الأطلسي شرقا بعد انضمام جزء كبير من أوروبا الشرقية إلى الحلف عقب انهيار الاتحاد السوفياتي.

وقال كوليبا لوكالة فرانس برس على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم إن «وعدا من هذا النوع ليس خيارا»، داعيا الولايات المتحدة وحلفاءها إلى رفض المطالب التي قدمتها موسكو لخفض التوتر على الحدود الأوكرانية.

وأضاف «أرفض هذه الفكرة، أن علينا تقديم ضمانات بشأن أي أمر لروسيا. أصر على أن روسيا هي التي عليها ألا تواصل عدوانها ضد أي بلد».

وأشار إلى أنه من «غير الوارد» أن تتخلى أوكرانيا عن سعيها للانضمام لحلف شمال الأطلسي وهو أمر تقدّمت بطلب من أجله عام 2008 ولم يبت بعد.

من جانبه، صرح وزير العدل الأوكراني أوليكسيتش ريزنيكوف أمام البرلمان أن تقديرات الاستخبارات الأوكرانية تشير إلى أن نهاية يناير هي «الفترة الأكثر احتمالا» لاستكمال الاستعدادات الروسية لـ«تصعيد كبير».

وقال إن نحو 100ألف جندي روسي قد يشاركون في هجوم محتمل، مؤكدا أن «التصعيد سيناريو محتمل ولكنه ليس حتميا ومهمتنا منعه». وأضاف أن روسيا بدأت بالفعل «تدريبات عسكرية بالقرب من أوكرانيا» وتجري «اختبارات لاتصالاتها».

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين صرح خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس الماضي في ستوكهولم «نحن قلقون جدا من خطط روسيا لاعتداء جديد على أوكرانيا»، مكررا اتهامات أطلقها قبل يوم عندما تحدث عن «أدلة» على استعدادات من هذا النوع.

وحذر بلينكن من أنه «إذا قررت روسيا مواصلة طريق المواجهة، فستواجه عواقب وخيمة»، بعدما هدد الأربعاء بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة على موسكو.