JT
JT
العرب والعالم

"الناتو" يقرر إرسال طائرات وسفن لتعزيز القدرة الدفاعية شرق أوروبا و"الأوروبي" يعد بحزمة مساعدات لأوكرانيا

24 يناير 2022
الكرملين يعتبره تصعيدا للتوتر بالمنطقة
24 يناير 2022

بروكسل - موسكو- (أ ف ب) - أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بيان اليوم أن دوله تعد لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب وأنها أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بيان "سيواصل حلف شمال الأطلسي اتّخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية كلّ الأعضاء والدفاع عنهم، لا سيّما من خلال تقوية دول التحالف الشرقية. وسنردّ دائمًا على أي تدهور في بيئتنا الأمنية، بما في ذلك عبر تعزيز دفاعنا الجماعي".

وأشار الحلف إلى قرارات اتخذتها الدنمارك في الأيام الأخيرة بإرسال فرقاطة وطائرات حربية إلى دول البلطيق، ودعم إسبانيا لانتشارها البحري وتحضير هولندا "لسفن ووحدات برية في حالة تأهب" لقوة الرد السريع.

وركّز أيضًا البيان على عرض حديث من فرنسا لإرسال قوات إلى بلغاريا، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة أوضحت أيضا أنها تدرس زيادة وجودها العسكري".

ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وصل التوتر بين موسكو والغرب إلى أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة، وهناك مخاوف فعلية من اندلاع صراع واسع النطاق في أوروبا الشرقية.

وتنفي موسكو الاتهامات الموجّهة إليها، فيما يطالب أعضاء حلف شمال الأطلسي بتعزيزات.

وكتب وزير خارجية لاتفيا ادغار رينكيفيش على تويتر "لقد وصلنا إلى المرحلة التي يحتاج فيها التعزيز العسكري الروسي والبيلاروسي المستمر في أوروبا إلى المعالجة من خلال الإجراءات المضادة المناسبة لحلف شمال الأطلسي".

وأضاف "حان وقت زيادة وجود قوات الحلفاء في الجناح الشرقي للتحالف كإجراءات دفاع وردع".

ويُعدّ الحلف مقترحًا إجراء مزيد من المحادثات مع روسيا بعد أن أصدر الكرملين مجموعة من المطالب التي من شأنها أن توقف حلف شمال الأطلسي عن ضمّ أوكرانيا له.

يصرّ الحلف من جهته على أنه لن يتفاوض بشأن "مبادئه الأساسية" بما فيها الدفاع عن جميع دوله والسماح للحلفاء باختيار طريقهم الخاص.

وعزز التحالف قواته في دول البلطيق بعد ضمّ روسيا عام 2014 لشبه جزيرة القرم ويدرس حاليًا خططًا لنشر المزيد من القوات في رومانيا وبلغاريا.

تصعيد التوترعبر نشر قوات

اتّهم الكرملين أمس الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتصعيد التوتر بعدما أعلن التكتل العسكري أنه سيعزز دفاعاته في شرق أوروبا على وقع الأزمة الأوكرانية.

وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي يصعّدان التوتر عبر "هستيريا الإعلانات" و"الخطوات الملموسة"، مشيرًا إلى أن خطر شن قوات أوكرانية هجوما ضد الانفصاليين الموالين لروسيا "مرتفع للغاية".

وقال بيسكوف لصحفيين "نحن نعيش في بيئة عدوانية" مضيفًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم "بالإجراءات اللازمة" لحماية بلاده.

وأعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بيان في وقت سابق الاثنين أن دوله تستعد لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب وأنها أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.

ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وصل التوتر بين موسكو والغرب إلى أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة، وهناك مخاوف فعلية من اندلاع صراع واسع النطاق في أوروبا الشرقية.

وتنفي موسكو الاتهامات الموجّهة إليها، فيما يطالب أعضاء حلف شمال الأطلسي بتعزيزات.

وقال بيسكوف أمس إن أوكرانيا تحضّر لهجوم في شرق البلاد حيث يتواجه جنود اوكرانيون مع انفصاليين موالين لروسيا منذ العام 2014.

وأضاف "إن طبيعة هذا التركيز تشير إلى استعدادات لهجوم"، مضيفا أن مخاطر مثل هذه العملية الآن "عالية جدًا، أعلى من ذي قبل".

فشلت عدة جولات من المحادثات بين روسيا والدول الغربية في تهدئة التوترات.

وتطالب روسيا بالتزامات خطّية بعدم ضمّ أوكرانيا وجورجيا لحلف شمال الأطلسي، وبسحب قوات وأسلحة الحلف من دول أوروبا الشرقية التي انضمت اليه بعد عام 1997، ولا سيما من رومانيا وبلغاريا. وهي مطالب لا يقبل بها الغرب.

يصرّ الحلف من جهته على أنه لن يتفاوض بشأن "مبادئه الأساسية" بما فيها الدفاع عن جميع دوله والسماح للحلفاء باختيار طريقهم الخاص.

وقال بيسكوف إن موسكو كانت بانتظار ردّ مكتوب من واشنطن وستقرر مسار عملها بعد ذلك.

ولم يستبعد إجراء مزيد من المحادثات بما فيها محادثات جديدة بين بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن.

وتابع "لا شيء يمكن استبعاده إذا اقتضت الحاجة".

حزمة مساعدات

أعلنت المفوضية الأوروبية أمس أنها تعد حزمة مساعدات طارئة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 1,2 مليار يورو، في ظل ازدياد المخاوف حيال حشد روسيا قواتها على الحدود مع جارتها.

وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في كلمة قصيرة في بروكسل إنها "حزمة مساعدات طارئة" جديدة لا يزال يتعين أن يصادق عليها البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء.

وأشارت إلى أن منذ بداية النزاع في العام 2014، حشد الاتحاد الأوروبي ومؤسساته المالية مبلغ "17 مليار يورو على شكل منح وقروض" لصالح أوكرانيا.

وستُمنح المساعدة الجديدة البالغة قيمتها 1,2 مليار يورو على عدة مراحل.

وأوضحت فون دير لايين أن الدفعة الأولى البالغة قيمتها 600 مليون يورو سيتم "صرفها بسرعة"، شرط أن تتدخّل الهيئات الأخرى التابعة للاتحاد الأوروبي بسرعة.

ولفتت إلى أن جهود بروكسل تتمثل في "مضاعفة" المساعدات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في المنح هذا العام.

وقالت المسؤولة الألمانية إن "حزمة الإجراءات هذه ستساعد أوكرانيا على تلبية احتياجاتها التمويلية وسط الصراع" وأضافت "كما هو الحال دائمًا، يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب أوكرانيا في هذه الظروف الصعبة".

بعد ثماني سنوات تقريبًا من ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، الأمر الذي اعتبره الاتحاد الأوروبي غير قانوني، عاد الصراع بين البلدين ليتصاعد.

فرغم تأكيد موسكو أنها لا تعتزم التدخل في أوكرانيا، إلّا انها تدعم انفصاليين موالين لها بالإضافة إلى حشدها أكثر من مئة ألف جندي وقوات مدفعية على الحدود مع أوكرانيا.

في هذا السياق، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بيان أمس أن دوله تستعد لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب وأنها أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية.