الكرملين: تغييرات أوروبا وأوكرانيا لخطة أمريكا "لم تحسن "فرص السلام

عواصم "وكالات": قال يوري أوشاكوف كبير مساعدي الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية اليوم الأحد إنه متأكد من أن فرص السلام ​في أوكرانيا "لم تتحسن "بعد ‌التغييرات التي أدخلها الأوروبيون والأوكرانيون على الخطة الأمريكية المقترحة لإنهاء الحرب.

وأضاف أوشاكوف في تصريحات للصحفيين "‌هذه ليست توقعات.. ‍أنا على يقين ‌من أن المقترحات التي ‍طرحها الأوروبيون والأوكرانيون أو يحاولون طرحها لا تحسن الوثيقة بالتأكيد ولا ⁠تحسن إمكانية تحقيق سلام طويل الأمد".

وأثارت المقترحات التي صاغتها الولايات المتحدة لوضع حد للحرب الدائرة منذ ما يقرب من أربعة أعوام، والتي ​سُربت إلى وسائل الإعلام الشهر الماضي، مخاوف لدى الأوروبيين ‌والأوكرانيين من أنها تخدم مصلحة روسيا بشكل كبير، وأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما تدفع كييف لتقديم تنازلات كبيرة.

ومنذ ذلك الحين، التقى ‌مفاوضون أوروبيون وأوكرانيون بمبعوثي ترامب في ‍مسعى لإضافة مقترحاتهم ‌إلى المسودات الأمريكية، لكن لم يتم الكشف عن ‍المحتوى الدقيق للمقترح الحالي.

في الاثناء، ذكرت مصادر مطلعة أن تقارير المخابرات الأمريكية تواصل التحذير من أن بوتين يعتزم الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها، وهو ما يتناقض مع تأكيدات بعض المسؤولين الأمريكيين بأن موسكو مستعدة للسلام.

ولم يقدم بوتين أي حل وسط خلال مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو، وأصر على ⁠أن شروط روسيا لإنهاء الحرب لم تتغير منذ يونيو حزيران 2024، عندما طالب أوكرانيا بالتخلي عن طموحها ⁠للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والانسحاب بالكامل من أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها جزء من أراضيها.

وقالت كييف ⁠إنها ‍لن ‌تتنازل عن الأراضي التي عجزت القوات الروسية عن السيطرة عليها خلال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات.

الى ذلك، قال الكرملين اليوم إن لقاء بين المبعوثين الأمركيين والأوكرانيين والروس "ليس قيد التحضير"، فيما تجري مباحثات منفصلة مع الطرفين الروسي والأوكراني في ميامي (الولايات المتحدة) منذ الجمعة بشأن تسوية للنزاع بين كييف موسكو.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة منذ ستة أشهر بين أوكرانيا وروسيا مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي لجولة جديدة من المحادثات.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن يوري أوشاكوف المستشار الديبلوماسي للرئاسة الروسية قوله "لم يتطرّق أحد جدّيا إلى هذه المبادرة حتّى الساعة وهي ليست قيد التحضير على حدّ علمي".

زيلينسكي: مفاوضات انهاء الحرب في اوكرانيا "بناءة"

من جهته، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إن المفاوضات الجارية في ولاية فلوريدا بهدف إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا "بناءة".

وأضاف زيلينسكي، في منشور عبر منصة إكس، "نمضي بوتيرة سريعة إلى حد ما، ويعمل فريقنا في فلوريدا مع الجانب الأمريكي"، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء.

وقال زيلينسكي "تمت دعوة ممثلين أوروبيين أيضا. هذه المفاوضات بناءة، وهذا أمر مهم".

وأضاف زيلينسكي أنه تحدث مع رئيس الوزراء النرويجي، يوناس ستوره، مشيرا إلى أنه ينبغي الآن إجراء مشاورات مع الشركاء الأوروبيين عقب الجهود المبذولة في الولايات المتحدة.

و دعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى ممارسة مزيد من الضغط على روسيا لإنهاء الحرب، تزامنا مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي للمشاركة في جولة جديدة من المحادثات.

وكشف الرئيس الاوكراني أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ ستة أشهر، غير أنه شكك في إمكان أن يأتي اجتماع من هذا القبيل بـ"نتائج جديدة".

لكنه أكد أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على إقناع روسيا بإنهاء الحرب في بلاده، داعيا واشنطن إلى زيادة الضغط على روسيا لتحقيق ذلك.

وقال: "على الولايات المتحدة أن تقول بوضوح: إذا لم يكن هناك مسار دبلوماسي، فسيكون هناك ضغط كامل"، مشيرا الى إمكان تزويد كييف بمزيد من الأسلحة وتوسيع نطاق العقوبات لتشمل الاقتصاد الروسي برمته.

من جانبه، قال كيريل ديميترييف، مبعوث الكرملين، إن محادثات منفصلة بين المسؤولين الروس والأمريكيين "تسير بشكل بناء".

وفي مسار المساعدات الغربية، ذكر وزير الخارجية التشيكي السابق يان ليبافسكي على موقع سي.إن.إن بريما نيوز اليوم الأحد أن المانحين ساهموا بحوالي 100 مليار كرونة تشيكية في مبادرة دولية للذخيرة لأوكرانيا، حيث قدمت جمهورية التشيك ما بين مليارين إلى ثلاثة مليارات كرونة.

وتتعاون التشيك بالأساس مع هولندا والدنمارك حول المبادرة. وحصلت أوكرانيا على 8ر1 مليون طلقة ذخيرة هذا العام وأكثر من أربعة ملايين بشكل إجمالي منذ بدء البرنامج، حسب إذاعة براغ التشكية اليوم الأحد.

ومن المقرر أن يبحث رئيس الوزراء أندريه بابيش المبادرة غدًا الاثنين مع رئيس وكالة التعاون الدفاعي التشيكي(أموس).

وقال وزير الدفاع يارومير زونا إن دعم التشيك لأوكرانيا سيتواصل، بينما أضاف أن أشكال المساعدة يتعين تقييمها بعناية. وأضاف أن مستقبل المبادرة ستقررها الحكومة ككل.

بوتين "مستعد للحوار" مع نظيره الفرنسي ماكرون

من جهة اخرى، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لإجراء حوار مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق ما أفاد المتحدث باسم الكرملين لوكالة أنباء "ريا نوفوستي".

وصرّح ديمتري بيسكوف "قال (ماكرون) إنه مستعد للتحدث مع بوتين. ومن المهم التذكير بما قاله الرئيس خلال الخط المباشر (المؤتمر الصحافي السنوي)، فقد أعرب أيضا عن استعداده للانخراط في حوار مع ماكرون".

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية يشير إلى تصريح أدلى به ماكرون صباح الجمعة في بروكسل، عقب قمة توصل فيها الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن منح قرض بقيمة 90 مليار لأوكرانيا.

وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين "أعتقد أنه سيكون من المفيد التحدث مجددا إلى فلاديمير بوتين".

أضاف "ألاحظ أن هناك جهات تتحدث مع فلاديمير بوتين"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي استأنف الحوار مع نظيره الروسي.

وأكد ماكرون "نحن الأوروبيون والأوكرانيون، لدينا مصلحة في إيجاد إطار عمل لإعادة الانخراط بشكل فعال في هذا النقاش. وإلا فسوف نكون نتحدث فيما بيننا فقط، المفاوضون هم من يتحدثون مع الروس، وهذا ليس الوضع الأمثل".

ويجري مبعوثو ترامب سلسلة محادثات منفصلة مع موسكو من جهة ومع الأوكرانيين والأوروبيين من جهة أخرى، على أمل التوصل إلى اتفاق بشأن النزاع في أوكرانيا.

روسيا تطلق 9 صواريخ ونحو 1300 طائرة مسيرة على أوكرانيا

وفي سياق الاعمال القتالية، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إن روسيا أطلقت نحو 1300 طائرة مسيرة هجومية، ونحو 1200 قنبلة انزلاقية، وتسعة صواريخ من طرز مختلفة على الأراضي الأوكرانية، وكانت منطقة أوديسا الأكثر تضررا.

وأكد زيلينسكي، في منشور على فيسبوك، "أطلقت روسيا خلال الأسبوع الماضي نحو 1300 طائرة مسيرة هجومية، ونحو 1200 قنبلة جوية موجهة، وتسعة صواريخ من طرز مختلفة على أوكرانيا. وقد تضررت منطقة أوديسا وجنوب البلاد بشكل خاص. وتواصل أجهزتنا جهودها لإعادة الحياة الطبيعية في تلك المناطق"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).

وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تتصدى للإرهاب الروسي على مختلف المستويات.

وقال زيلينسكي "تواصل فرق التفاوض من أوكرانيا والولايات المتحدة عملها على إيجاد سبل لإنهاء هذه الحرب بسلام كريم. كما أن عقوباتنا بعيدة المدى المفروضة على روسيا تؤدي الغرض المطلوب. ويجب على المعتدي أن يدرك أن الحرب لا تجلب أي مكاسب، وأنها تعود دائما إلى المكان الذي انطلقت منه".