No Image
العرب والعالم

واشنطن تحتجز ناقلة نفط ثانية قبالة فنزويلا وكراكاس تندد ب"سرقة وخطف"

21 ديسمبر 2025
21 ديسمبر 2025

واشنطن "أ.ف.ب": أعلنت الولايات المتحدة أنها احتجزت ناقلة نفط ثانية قبالة سواحل فنزويلا، في سياق ما تعتبره واشنطن حملة لمكافحة تهريب المخدرات، في حين نددت كراكاس بما سمته "سرقة وخطفا".

وبداية الاسبوع، أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب فرض "حظر كامل" على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات، سواء أبحرت من فنزويلا أو كانت متجهة إليها. حتى إنه لم يستبعد الجمعة شن حرب على هذا البلد في أميركا الجنوبية الذي يترأسه الاشتراكي نيكولاس مادورو.

وترى كراكاس أن ادارة ترامب تلجأ إلى اتهامات كاذبة بتهريب المخدرات سعيا إلى إسقاط مادورو والسيطرة على الموارد النفطية الكبيرة للبلاد.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم في منشور على منصة إكس " احتجز خفر السواحل الأمريكيون بدعم من وزارة الحرب ناقلة نفط كانت راسية آخر مرة في فنزويلا".

وأرفقت المنشور بمقطع فيديو مدته نحو ثماني دقائق يظهر لقطات جوية لمروحية تحوم فوق سطح ناقلة نفط كبيرة في البحر.

وأضافت نويم "ستواصل الولايات المتحدة ملاحقة نقل النفط غير القانوني الخاضع للعقوبات والذي يستخدم لتمويل الإرهاب المرتبط بتجارة المخدرات في المنطقة. سنجدكم، وسنوقفكم".

ونشرت وزارة الأمن الاميركية اسم السفينة "سنتشوريز".

وأورد موقع "تانكر تراكرز" أن السفينة ترفع علم بنما وحملت بـ1.8 مليون برميل من النفط الخام في ميناء فنزويلي لحساب شركة صينية.

لكن السفينة غير مدرجة على قائمة الأشخاص المعنويين أو الماديين الخاضعين لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية، والتي اطلعت عليها فرانس برس.

وكتبت آنا كيلي المتحدثة باسم البيت الأبيض على منصة أكس أن "الناقلة تحوي نفطا عائدا إلى شركة النفط العامة الفنزويلية".

واوضحت أن السفينة تبحر رافعة "علما مزورا وتشكل جزءا من الأسطول الشبح الفنزويلي لتهريب النفط المسروق وتمويل نظام مادورو الإرهابي والذي يهرب المخدرات".

من جانبها، قالت كراكاس في بيان إن "فنزويلا تدين وترفض سرقة وخطف سفينة أخرى خاصة تنقل نفطا فنزويليا، إضافة إلى الاختفاء القسري لطاقمها، وكلها أفعال قام بها عسكريون من الولايات المتحدة".

وكان الجيش الأميركي صادر في العاشر من ديسمبر ناقلة نفط أولى قبالة فنزويلا، وندد مادورو يومها ب"قرصنة بحرية".

وحذرت كراكاس السبت من أن "هذه الافعال لن تبقى بدون محاسبة"، مؤكدة أنها سترفع القضية أمام مجلس الامن الدولي.

ويخضع النفط الفنزويلي لحظر أمريكي منذ 2019، ويباع بسعر أدنى من سعر السوق، وخصوصا للصين.

وتنفي كراكاس أي ضلوع لها في تهريب المخدرات، مؤكدة أن واشنطن تسعى إلى إطاحة الرئيس مادورو للاستيلاء على احتياطها النفطي.

ولتبرير الحظر الاميركي، قال ترامب إن فنزويلا تستخدم الذهب الاسود لتمويل "تهريب المخدرات والإرهاب وجرائم القتل وعمليات الخطف".

كذلك، اتهم هذا الاسبوع فنزويلا بسرقة نفط وأراض تعود إلى الولايات المتحدة. ويبدو الاتهام مرتبطا بتأميم صناعة النفط الفنزويلية في سبعينات القرن الفائت وإجبار كبرى الشركات الموجودة في البلاد على العمل في إطار شركات مختلطة تسيطر عليها شركة النفط العامة الفنزويلية.

ومنذ الصيف الفائت، عززت واشنطن انتشارها العسكري في الكاريبي وقصفت زوارق مصدرها فنزويلا تتهمها بتهريب المخدرات. لكن خبراء ومنظمات غير حكومية ومسؤولين في الأمم المتحدة شككوا في مشروعية هذه العمليات.

وأسفرت الضربات الأمريكية عن مقتل 104 أشخاص في منطقة الكاريبي والمحيط الهادىء، من دون أن تقدم واشنطن أدنى دليل على ضلوع هذه الأهداف في تهريب الممنوعات.

ويلوح ترامب منذ أسابيع بإمكان تنفيذ تدخل بري في فنزويلا.

وعلى هامش قمة ميركوسور السبت في جنوب البرازيل، حذر الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من "كارثة إنسانية" قد تنجم عن نزاع مسلح في فنزويلا، في حين رحب نظيره الأرجنتيني خافيير ميلي بما يمارسه ترامب من ضغوط على كراكاس.