الكرملين: بوتين مستعد لـ"بحث ملف السلام "في أوكرانيا لكنه يريد تحقيق أهدافه
عواصم " وكالات": قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتلفزيون الروسي في مقطع مصور نُشر اليوم الأحد إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد للتحرك نحو تسوية سلمية بشأن أوكرانيا لكن الهدف الرئيسي لموسكو يتمثل في تحقيق أهدافها.
وأضاف بيسكوف أن العالم اعتاد الآن على خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "القاسي" في بعض الأحيان، لكنه أشار إلى أن ترامب أكد في تعليقاته المتعلقة بروسيا أنه سيواصل الجهود لإيجاد سبيل نحو اتفاق للسلام.
وقال "تحدث الرئيس بوتين مرارا عن رغبته في الوصول بالتسوية الأوكرانية إلى خاتمة سلمية في أقرب وقت ممكن. هذه عملية طويلة وتتطلب جهدا. إنها ليست بالأمر اليسير".
وأضاف "الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو تحقيق أهدافنا. أهدافنا واضحة".
وأعلن ترامب الأسبوع الماضي موقفا أكثر صرامة تجاه روسيا إذ تعهد بإرسال دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تتضمن منظومات الدفاع الصاروخي باتريوت. كما منح روسيا مهلة 50 يوما للموافقة على وقف لإطلاق النار وإلا واجهت مزيدا من العقوبات.
وفرض الاتحاد الأوروبي الجمعة الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على موسكو، مستهدفا البنوك روسية وخفض سقف أسعار صادرات النفط الروسي، في محاولة للحد من قدرتها على تمويل الحرب.
الى ذلك، ذكر النائب في مجلس الدوما الروسي عن جمهورية القرم، ميخائيل شيريميت، أن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، التي دخلت حيز التنفيذ، هي استفزاز مغامر وسترتد على الاتحاد الأوروبي.
وقال شيريميت إن "الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات التي دخلت حيز التنفيذ، هي في جوهرها استفزاز مغامر وسترتد على الدول الغربية التي تتعامل بشكل عدائي مع روسيا"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
ووافق مجلس الاتحاد الأوروبي، الجمعة الماضي، على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا التي تؤثر على 14 فردا و41 كيانا قانونيا.
وفي وقت سابق، عارضت براتيسلافا وبودابست فرض العقوبات، خوفا من العواقب السلبية المترتبة على حظر استيراد موارد الطاقة الروسية.
وأكدت روسيا مرارا وتكرارا أنها ستواجه ضغوط العقوبات التي بدأ الغرب يفرضها عليها منذ عدة سنوات، والتي تستمر في التزايد.
وأشارت موسكو إلى أن الغرب يفتقر إلى الشجاعة للاعتراف بفشل العقوبات ضد روسيا.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرح في وقت سابق، بأن سياسة احتواء روسيا وإضعافها هي استراتيجية غربية طويلة الأمد، وأن العقوبات وجهت ضربة قوية للاقتصاد العالمي بأكمله.
كييف تقترح جولة جديدة من محادثات السلام الأسبوع المقبل
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف اقترحت على موسكو جولة جديدة من محادثات السلام الأسبوع المقبل، بعد ساعات من قصف روسي أوقع مزيدا من الضحايا.
وفشلت جولتان من المحادثات في إسطنبول بين موسكو وكييف في تحقيق أي تقدم نحو وقف إطلاق النار، وأسفرت فقط عن اتفاق لعمليات تبادل كبيرة للأسرى وجثث العسكريين القتلى.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي "أفاد سكرتير مجلس الأمن (رستم) عمروف بأنه اقترح عقد الاجتماع المقبل مع الجانب الروسي الأسبوع المقبل"، مضيفا أنه "يجب تعزيز زخم المفاوضات".
كما أكد الرئيس الأوكراني مجددا استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين وجها لوجه، قائلا "لا بد من لقاء على مستوى القيادة لضمان سلام حقيقي - سلام دائم".
خلال المحادثات التي جرت الشهر الماضي، حددت روسيا قائمة من المطالب الصارمة، من بينها تنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي ورفض جميع أشكال الدعم العسكري الغربي لها.
ورفضت كييف المقترحات معتبرة أنها غير مقبولة، وتساءلت في ذلك الوقت عن جدوى إجراء مزيد من المفاوضات إذا لم تكن موسكو مستعدة لتقديم تنازلات.
وقال الكرملين في وقت سابق من هذا الشهر إنه مستعد لمواصلة المحادثات مع أوكرانيا بعد أن أمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا 50 يوما للتوصل إلى اتفاق سلام أو مواجهة مزيد من العقوبات.
وتعهّد ترامب أيضا تزويد أوكرانيا مساعدات عسكرية جديدة، برعاية شركاء من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فيما تتعرض مدنها لهجمات جوية روسية متزايدة.
عسكري ألماني: فرص انتهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا منخفضة
وفي سياق متصل بالحرب، قال أكاديمي عسكري ألماني لصحيفة كورير النمساوية في نسختها التي تصدر اليوم الأحد إن فرص انتهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا منخفضة، كما أن وفاة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن تغير هذا الوضع.
وقال ماركوس ماتياس كويب، الذي يحاضر في الأكاديمية العسكرية بجامعة " إي تي اتش" الفنية في فيينا " بوتين يعد أحد ممثلي النظام السلطوي والعسكري والقومي".
وأضاف أنه إذا تم الضغط على روسيا، فإنها ستستمر في العدوان بمستوى أقل. وقال " ستكون هناك حدود دموية إلى الأبد".
وتوقع ماتياس أن تواصل موسكو السعي لاختراق الدول الأوروبية. وأوضح أن بوتين ضم بالفعل رئيسي المجر وسلوفاكيا إلى جانبه، وأنه كان يسعى لذلك أيضا في النمسا وألمانيا.
وقال" سوف يسعى لإيجاد أغلبيات راديكالية يمينية ويسارية، وإدخال أحزاب إلى السلطة تمثل آراءه وتدعم أجندته".
كييف تعلن إسقاط 25 من أصل 57 طائرة مسيرة روسية
وعلى الارض، أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم الأحد، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت 25 من أصل 57 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل.
وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 57 طائرة مسيرة من طراز "شاهد"، وطرازات أخرى خداعية، تم إطلاقها من مناطق أوريل وكورسك وميليروفو وبريمورسكو-أختارسك الروسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وأضاف البيان أن القوات المعادية شنت هجمات استهدفت مدينة زابوريجيا، فضلا عن مناطق دونيتسك وخاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك الواقعة على خط الجبهة، خلال الليل.
وقال البيان إنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية ووحدات الطائرات المسيرة وفرق النيران المتنقلة التابعة لقوات الدفاع الأوكرانية.
وأضاف البيان، صباح اليوم الاحد، أسقطت وحدات الدفاع الجوي 18 طائرة مسيرة روسية في شمال وشرق أوكرانيا، بينما تم فقدان أو تعطيل سبع طائرات مسيرة أخرى عبر وسائل الحرب الإلكترونية.
وأكد سلاح الجو الأوكراني أن الهجوم مستمر، وأن "موجة" جديدة من الطائرات المسيرة الروسية م تتجه من شمال شرق البلاد.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الأحد، أن قوات الدفاع الجوي التابعة لها، أسقطت 93 طائرة مسيرة أوكرانية، خلال الليلة الماضية.
وقال البيان "خلال صباح اليوم الاحد، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي ودمرت 93 طائرة مسيرة أوكرانية"، حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف البيان أنه "تم تدمير 38 طائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة بريانسك، و19 فوق أراضي مقاطعة موسكو، بما في ذلك 16 طائرة مسيرة متجهة إلى موسكو، و11 فوق أراضي مقاطعة كالوجا، و8 فوق أراضي مقاطعة تولا، و5 فوق أراضي مقاطعة أوريول، و5 فوق أراضي مقاطعة نيجني نوفجورود، و3 فوق مياه البحر الأسود، وطائرتين مسيرتين فوق أراضي كورسك وطائرة مسيرة واحدة فوق أراضي مقاطعة بيلجورود، وأخرى فوق مقاطعة ريازان".
