No Image
العرب والعالم

إيران تتوعد بالانتقام بعد هجوم إسرائيلي على قنصليتها في دمشق

02 أبريل 2024
يسلط الضوء على المزيد من التصعيد بالمنطقة
02 أبريل 2024

دبي القدس "رويترز": توعدت إيران اليوم بالانتقام من إسرائيل بسبب هجوم جوي أسفر عن مقتل اثنين من كبار القادة العسكريين وخمسة مستشارين عسكريين آخرين في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، مما يسلط الضوء على خطر المزيد من التصعيد بعد الهجوم غير المسبوق.

وامتدت الصراعات إلى أنحاء الشرق الأوسط منذ بداية الحرب في غزة، وتحرص طهران حتى الآن على تجنب صراع مباشر مع إسرائيل بينما تدعم حلفاء يهاجمون أهدافا إسرائيلية وأمريكية.

إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم الذي دمر مبنى للقنصلية مجاورا لمبنى السفارة الرئيسي في حي المزة الراقي بدمشق مساء الاثنين وأسفر عن مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني.

لكن مسؤولا حكوميا إسرائيليا كبيرا تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته قال إن هؤلاء الذين أصابهم الهجوم "كانوا وراء الكثير من الهجمات على أصول إسرائيلية وأمريكية وكانوا يخططون لشن هجمات أخرى".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن السفارة الإيرانية "لم تكن هدفا".

وتوعد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالانتقام. وقال "سينال الكيان الصهيوني الخبيث عقابه على أيدي رجالنا البواسل. سنجعل الصهاينة يندمون على جريمة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق ومثيلاتها".

وقال علي شمخاني المستشار السياسي لخامنئي في منشور على منصة إكس إن الولايات المتحدة "تظل مسؤولة مباشرة سواء أكانت على علم بنية إسرائيل تنفيذ هذا الهجوم أو لم تكن".

وصرح مصدران أمنيان في لبنان بأن عضوا واحدا على الأقل في جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران قتل أيضا في الهجوم.

وكثفت إسرائيل حملة ضربات جوية مستمرة منذ سنوات على أهداف إيرانية أو أهداف لمتحالفين مع إيران في سوريا منذ بداية حرب غزة، لكن هجوم أمس الاثنين كان واحدا من أجرأ الضربات حتى الآن.

وواصلت فرق الدفاع المدني السورية العمل اليوم على إزالة الأنقاض فيما توقفت سيارات الإسعاف بالقرب من الموقع.

وقال سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري، الذي لم يصب في الهجوم، إن المبنى المدمر كان يضم مقر إقامته. وشوهد وهو يخرج من مبنى السفارة الرئيسي أمس مع أفراد الحراسة الأمنية.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "الصهاينة وبعد تكبدهم الهزيمة والفشل المتكرر إمام إيمان وإرادة المجاهدين في جبهة المقاومة، لجأوا الى الاغتيالات الغاشمة لإنقاذ انفسهم".

وأضاف "لكن يجب عليهم أن يعلموا بأنهم لن يحققوا مآربهم البغيضة... هذه الجريمة الجبانة لن تبقى من دون رد قطعا".

وقالت وفاء بدر، من سكان المزة، إنها كانت في المطبخ في منزلها عندما سمعت انفجارا هائلا. وأضافت أنها تعرضت لفقد الوعي لمدة 10 دقائق تقريبا، وإن سيارة أسرتها دمرت.

الحق في "الرد الحاسم"

قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن طهران تعتقد أن الهجوم كان يستهدف محمد رضا زاهدي، أحد القائدين العسكريين اللذين قُتلا.

وجاء في سيرة ذاتية مختصرة نشرتها قناة المنار التابعة لحزب الله "عمل العميد الشهيد زاهدي في قوة القدس من عام 2008 إلى عام 2016. وكان مسؤول العمليات في الحرس الثوري من عام 2016 إلى 2019. ثم عاد للعمل مسؤولا في قوة القدس في سوريا ولبنان من عام 2020 لغاية 2024".

ووجه الهجوم واحدة من أقوى الضربات التي يتلقاها الحرس الثوري منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة على بغداد عام 2020.

وتدعم إيران الجماعات التي دخلت الصراع في أنحاء المنطقة منذ اندلاع حرب غزة عندما شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر إذ تشن جماعة حزب الله هجمات من لبنان بينما أطلقت فصائل عراقية نيران على قوات أمريكية في سوريا والعراق وهاجم أنصار الله اليمن سفن شحن في البحر الأحمر.

ولا تتحدث إسرائيل عادة عن الهجمات التي تشنها قواتها على سوريا. وردا على سؤال حول الهجوم، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "نحن لا نعلق على تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية".

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أربعة مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم اعترافات بأن إسرائيل نفذت الهجوم.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي أن واشنطن أبلغت طهران بأنها "ليس لها أي علاقة" أو علم مسبق بالضربة الإسرائيلية.

ووصفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الضربة بأنها "انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية".

وقالت إن الهجوم "تهديد كبير للسلام والأمن الإقليميين"، وحثت مجلس الأمن الدولي على استنكار الهجوم وقالت إن طهران تحتفظ بالحق في "اتخاذ رد حاسم".

وتقول إحصاءات إسرائيل إن الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة. وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 32 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم الذي شنته إسرائيل بعد ذلك على القطاع.