No Image
العرب والعالم

إسرائيل تواصل «القتل والتدمير» ومحاصرة المرضى والنازحين

31 مارس 2024
جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة.. وحماس تراقب حراك الوسطاء
31 مارس 2024

غزة «وكالات»: يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في وقت بدأت جولة جديدة من المفاوضات اليوم في القاهرة سعيا للتوصل إلى هدنة بعد مرور ستة أشهر تقريبا على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وقال مسؤولو الصحة في غزة: إن القصف العسكري الإسرائيلي أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين في أنحاء القطاع اليوم،

واستشهد 77 شخصا على الأقل ليل أمس في الغارات الإسرائيلية، حسبما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، فإنّ القتال لم يتوقّف في القطاع المحاصر والمدمّر، حيث بلغت حصيلة الشهداء 32782 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للوزارة. كما تهدد المجاعة سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص فيما تدخل المساعدات الإنسانية التي تخضع لرقابة من الجانب الإسرائيلي، بكميات قليلة إليه.

وبدأت اليوم جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة سعيا للتوصل إلى هدنة بحضور وفد إسرائيلي.

وكثف كل من الطرفين المتحاربين مفاوضات تجري بوساطة قطر ومصر حول تعليق الهجوم الإسرائيلي لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح 40 من أصل 130 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة.

وتسعى حماس إلى استغلال أي اتفاق في إنهاء القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية. واستبعدت إسرائيل ذلك قائلة إنها ستستأنف في نهاية المطاف الجهود الرامية إلى تفكيك القيادات الإدارية والعسكرية لحماس.

وقال مسؤول اليوم إن حماس لن تحضر المحادثات في القاهرة، إذ تنتظر ما سيقوله الوسطاء حول ما إذا كان هناك عرض إسرائيلي جديد مطروح على الطاولة.

وفي مؤشر إلى التدهور الكبير للوضع الإنساني، أفاد مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة العشرات جراء إطلاق نار وتدافع أثناء توزيع مساعدات فجر السبت في قطاع غزة.

وتحوّل العديد من عمليات توزيع المساعدات في هذه المدينة إلى مأساة منذ فبراير، حيث أسفرت عن استشهاد أكثر من مائة شخص. وقبل بضعة أيام، استشهد 18 فلسطينيا من بينهم 12 غرقا، فيما كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية أُنزلت بمظلات إلى القطاع وسقط بعضها في البحر.

وفي انتظار تحقيق اختراق جديد في مفاوضات الهدنة، يتواصل القتال في القطاع الفلسطيني خصوصا في محيط عدد من المستشفيات التي أصبح معظمها خارج الخدمة، والتي يتهم الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بالاختباء فيها.

وأفادت حماس بأنّ 107 مرضى لا يزالون «محتجزين» في المستشفى، بينما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّه لا يزال هناك مائة مريض و50 عاملا صحيا.

كما أفادت حركة حماس بأنّ القوات الإسرائيلية تتواجد في مجمّع مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات عسكرية تجري في مستشفى الأمل الواقع في جنوب القطاع أيضا.

من جهته، أشار مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، إلى أنّ هذا المستشفى يعدّ المؤسسة «الوحيدة المتاحة للحالات الحرجة»، ولكنّه يواجه حاليا نقصا في الدم.

وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، واصلت القوات الإسرائيلية حصار المستشفيين الرئيسيين، وقصفت الدبابات مناطق في وسط وشرق القطاع.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون: إن غارة جوية إسرائيلية قتلت تسعة في بني سهيلا قرب خان يونس، بينما قتلت غارة جوية أخرى أربعة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وفي دير البلح، قال مسؤولو الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية أصابت عدة خيام داخل مستشفى شهداء الأقصى، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عدد آخر، بما في ذلك بعض الصحفيين.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن القوات الإسرائيلية واصلت العمليات داخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وقال سكان يعيشون في مكان قريب إن القوات الإسرائيلية دمرت أحياء سكنية بالقرب من مجمع الشفاء.

وقال أبو مصطفى (49 عاما) «طلعت من البيت أجيب علاج من الصيدلية شفت شغلات كسرت قلبي، شوارع كاملة بالمباني اللي عليها اختفت»، كما قال عبر الهاتف من مدينة غزة «هذه ليست حرب، هذه إبادة جماعية».

ومثل بقية سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يكابد أبو مصطفى، وهو أب لستة، لتوفير الطعام لأسرته في شمال القطاع، حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.

وقال «بيكفي اللي صار فينا، بننام وبنصحى نحلم في وقف إطلاق نار ينهي الحرب ويحفظ أرواح الناس اللي ضايلة (باقية) في غزة»، رافضا ذكر اسمه خوفا من الانتقام الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات العاملة في مجمع الشفاء قتلت مسلحين كانوا يحصنون المنطقة وعثرت على أسلحة.