1670719
1670719
الرياضية

رشيد جابر: أنتقد العمل وأحترم الأشخاص.. وهدفي المصلحة العامة فقط

19 يونيو 2021
19 يونيو 2021

لماذا الاعتراضات على القرارات الكروية بين الحين والآخر ؟

حاوره: ياسر المنا -

لم تكن قضايا الكرة العمانية بعيدة مطلقا عن الخبراء والفنيين من المدربين العاملين في الدوري أو المنتخبات الوطنية ودائما ما يدلون بدلوهم فيها ويتحدثون بلغة الشفافية وفق القناعات المستندة على التحليل وقراءات الواقع وربطه بتحديات المستقبل.

شهدت الكرة العمانية طوال الموسمين الماضيين تحديات كبيرة وعقبات وتعقيدات نتيجة تأثرها بتفشي جائحة كورونا مما أدى إلى تأجيل حسم الموسم قبل الماضي لعدة أشهر لاستكمال المباريات المتبقية في البرنامج وتم إلغاء الموسم الماضي بعد أن أوشك على الانتهاء في دوري الأولى وقطع نصف مشوار دوري عمانتل وألغيت مسابقات المراحل السنية قبل ذلك.

جاء أثر التأجيل والإلغاء ليلقي بظلاله على الموسم المقبل في وضع الخارطة وبرمجة البطولات التي درج اتحاد الكرة على قيامها كل موسم وهو ما فتح الباب واسعا أمام الكثير من وجهات النظر والجدل من جانب المدربين والإداريين والإعلاميين والجماهير.

وكما هو معروف أن مجلس إدارة اتحاد الكرة سبق له الإعلان عن برنامج الموسم المقبل بلقاء تشاوري مع المسؤولين في أندية دوري عمانتل والدرجة الأولى وتباحث مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول وبناء على محصلة ومخرجات هذه اللقاءات أصدر البرنامج كاملا وحدد مواعيد بداية الموسم وانطلاق مختلف المسابقات.

وكأمر طبيعي لم تمر الخارطة والبرنامج بدون إبداء بعض وجهات النظر هنا وهناك وفق رؤية فنية أو إدارية وهو الأمر الطبيعي المتوقع في دنيا كرة القدم التي تقبل دائما تباين وجهات النظر لذلك اكتسبت شعبيتها الكبيرة من بين المدربين الذين كانت لهم آراء واضحة بشأن مسارات الكرة العمانية وبرامجها، المدرب المخضرم رشيد جابر الذي عمل ما لا يقل عن 40 عاما في هذا المجال لاعبا ومدربا.

ظل المدرب المعروف وصاحب التجارب والخبرات التراكمية في عالم المستديرة رشيد جابر يصوب في الفترة الماضية الكثير من سهام النقد على القرارات الفنية المتعلقة بمسابقات الكرة العمانية وهو ما وضعه تحت أنظار الجميع وحظيت ردود أفعاله بشأن إلغاء الموسم الماضي وبرمجة الموسم الجديد بالكثير من النقاش والبحث والتعليقات وسط المهتمين والمتابعين لمسار الكرة العمانية.

يملك جابر بواقع عمله الطويل مع المنتخبات والأندية العمانية ووجوده حاليا على رأس الجهاز الفني لفريق نادي ظفار تجربة مثرية كونت لديه رؤية فنية تجعله قادرا على طرح الأفكار وفق ما يراه مناسبا وصالحا للتطوير وتجويد العمل الفني والإداري معا بما يخدم المصلحة العامة ويوفر أجواء صالحة تدعم الاستقرار وقطف الثمار.

تحدث المدرب الوطني رشيد جابر في حواره مع «عمان الرياضي» عن عدة محاور وأمور ركز فيها على الجوانب الفنية ووضع النقاط فوق الحروف حول الجدل المستمر لخارطة الموسم الكروي المقبل وما يجب أن يكون عليه هدف خدمة الدوري للمنتخب الوطني الأول وإعداده للمشاركات الخارجية.

فيما يلي محصلة حديث المدرب رشيد جابر من خلال إجاباته الواضحة والصريحة على جميع الأسئلة التي طرحناها عليه.

نتابع وجهات نظرك المختلفة فيما يطرح من قرارات أو مخططات لبرامج المسابقات فهل هذا يأتي في إطار النقد أو الرفض؟

- أكيد الأمر لا يتعلق بالرفض أو حتى النقد من أجل النقد أو تسجيل حضور بإطلاق آراء أو مواقف بشأن ما يصدر من قرارات فنية تخص الكرة العمانية، ومن الطبيعي أن يكون لكل صاحب خبرة وتجربة وشريك في العمل رأي واضح وصريح في كل القرارات التي تحدد مصير العمل الفني عبر برمجة المسابقات أو إلغائها أو حتى تحديث وتطوير، ومن دون شك المنطلق الأساسي هو المصلحة العامة والبحث عن الخيارات المثالية التي تساعدنا على التقدم والتطور بالاستفادة مما هو متاح من إمكانات.

هناك من ينظر إلى مواقفك بأنها تميل إلى النقد أكثر من الإرشاد ولك مواقف سابقة متشددة من قرار إلغاء الموسم الماضي؟

- لم تكن أراء متشددة أو ناتجة عن موقف شخصي تجاه مصدر القرار بل هي رؤية فنية بحتة تنطلق من رؤية عامة ترجح مصالح الكرة بشكل عام ليس نادي ظفار لأنه لا يستقيم أبدا أن تلغي مسابقة بجرة قلم وتهد كل العمل الذي تم بهذه السهولة أيا كانت التحديات والصعوبات، فكان يجب أن تقودنا إلى أن نفكر خارج الصندوق ونواجه التحدي بتطويع الأفكار والاجتهاد للبحث عن الحلول الأخرى من دون أن نلجأ إلى أسهل قرار ومن هنا كان موقفي من قرار إلغاء الموسم ودور رؤساء الأندية في ذلك وسعيهم إلى الإلغاء دون التفكير في السلبيات والأضرار الفنية وحتى الإدارية.

لم تبدِ رضا عن خارطة الموسم الكروي المقبل وظهرت لك وجهة نظر منتقدة البرمجة في أكتوبر أو حتى يناير العام القادم أي إنك لا تؤيد المقترحين فما هو التوقيت المناسب من وجهة نظرك؟

- بصراحة الحديث عن مقترح بداية الدوري في يناير من العام القادم مضحك ويدل على إصرار البعض على الحلول السهلة والتخلص من أعباء المسابقة بأقصر الطرق دون الاهتمام بالفوائد الفنية وحاجة البطولة إلى التطور الذي ينعكس إيجابا على الأداء العام وفتح مجالات أمام مكاسب فنية وإدارية وحتى استثمارية لأن الحاجة لتسديد فواتير العمل تجعلك تفكر بإيجابية وتتنوع في برامج البحث عن الدعم وبصراحة استغربت جدا من مقترح يناير وحسب رؤيتي من الجيد أن يبدأ دوري عمانتل في سبتمبر المقبل على أن تبدأ الأندية التحضير في أغسطس وينتهي في مايو وخلال العشرة أشهر يمكننا أن ننفذ المسابقات بصورة طيبة ويكون لدينا الوقت لتفادي أي مستجدات تحدث.

كثر الحديث عن تعارض برنامج المنتخب مع برنامج الدوري فكيف ترى ما يجب أن يكون لتحقيق الفوائد المشتركة؟

- القاعدة الذهبية تقول إن وجود منتخبات قوية وجيدة تعني أن مسابقاتنا جيدة وبخير ويجب أن لا ننظر لبرامج المنتخب وبرامج المسابقات برؤية منفصلة ولابد من رؤية تكون متكاملة والمنتخب وبرامجه من المفترض أن لا تكون أشبه بالجزيرة المعزولة عن الدوري وأن الدوري غير والمنتخب غير وهذا لا يجوز أبدا ويحدث خللا في البرامج الفنية، وقوة الدوري في قوة المنتخب والعكس صحيح.

وأضف لذلك انه يجب أن تكون الرؤية واضحة بشأن استحقاقات المنتخب وأيام الفيفا وأي برامج أخرى وان يكون البرنامج جزءا من خارطة الموسم بحيث لا تحتاج لتأجيل أو إيقاف المسابقة لإفساح المجال لتدريبات أو مباريات المنتخب وان يكون الأمر وحدة متكاملة خالية من المفاجآت.

تتحدث في بعض الأحيان عن لقاءات اتحاد الكرة مع رؤساء الأندية وتعتبرها غير ناجحة ومخرجاتها غير مفيدة في بعض الأحيان لماذا تقول ذلك؟

- أقول ذلك لأني انطلق من فكرة أن اتحاد الكرة عندما يكون بصدد التشاور في الأمور الفنية المصيرية والتي تتعلق بمصلحة الكرة العمانية من الأفضل والأكثر فائدة أن يستمع للآراء الفنية في ظل وجود الكثير من الخبرات وأصحاب التجارب واستعراض أي أمور فنية معهم يقود إلى أفكار طيبة ويساعد في الوصول إلى الحلول المناسبة والتي تحقق المصلحة العامة ومن المؤكد أن النقاش في وجود الفنيين سيكون مختلفا وينتهي إلى مخرجات فنية متكاملة تجد الحلول لكافة العقبات على عكس أن يحمل أي رئيس ناد رؤية ناديه الفنية وطرحها في مثل هذه الاجتماعات.

ماهي ملاحظاتك على المسابقات بصورة عامة ومردودها الفني والمعنوي على الأندية وتأثير ذلك في استمرارية النجاح؟

- أول ملاحظة مهمة تتعلق بضعف الحافز لأنه لا يعقل أن يكون حافز البطولة الأولى لا يتجاوز الأربعين ألف ريال عماني والنادي يصرف أكثر من هذا المبلغ في شهر واحد فقط وعلينا أن نكون واقعين ونعترف أن مشاكلنا التي تعترض نجاحنا تتمثل في المال والإدارة الاحترافية التي تعرف كيف تبتكر الحلول وتطور الموارد وفي حال استمرت هذه العقبات سيكون من الصعب أن نبلغ أهدافنا الكبيرة ولذلك لابد من التفكير في هذه المسائل بعقل مفتوح ورغبة في تصحيح الصورة.

وأقول أيضا في هذا الجانب أنه لابد من أن يكون الحافز مشجعا للأندية وحتى التي تحتل مراكز متقدمة وان يكون الحافز كبيرا ويتناسب مع حجم الصرف في ظل وجود إشكاليات مالية معروفة.