No Image
الاقتصادية

نماذج ناجحة للأسر المنتجةمواطنون يوظفون مهاراتهم لتحقيق متطلباتهم وزيادة دخولهم

26 يونيو 2022
أنموذجا لنجاح الأسر العُمانية المنتجة في مواجهة الغلاء
26 يونيو 2022

نمط الأسرة المنتجة سلوك عرف به المجتمع العماني قبل أن تغزونا أنماط عيش جديدة بحكم انفتاحنا على النظام الاقتصادي الجديد، فلقد كانت الأسرة العمانية قديما تعتمد على نمط معيشي يضمن حاجياتها الأساسية، أما الآن وبفعل الحداثة وتطور الحياة صارت احتياجات ومتطلبات الأسر تكبر شيئًا فشيئًا، ولم يعد بالمقدور تلبية المتطلبات المتزايدة، ولا تزال تداعيات ارتفاع الأسعار تلقي بظلالها سلبًا على الكثير من الأسر العمانية، فقد سجلت الأسواق المحلية قفزة كبيرة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

وأشارت آخر بيانات صادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى ارتفاع معدل التضخم في سلطنة عُمان خلال شهر مايو الماضي بنسبة 2.4 بالمائة، وأظهرت أحدث البيانات للمسح الشهري لأسعار المواد الاستهلاكية الصادرة أن ارتفاع مؤشر الأسعار في شهر مايو الماضي يُعزى إلى ارتفاع أسعار المجموعات الرئيسية كمجموعة التعليم بنسبة 5.1 بالمائة، ومجموعة المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية بنسبة 5.0 بالمائة، ومجموعة النقل بنسبة 3.5 بالمائة، ومجموعة الصحة بنسبة 2.8 بالمائة، ومجموعة السلع والخدمات المتنوعة بنسبة 1.5 بالمائة.

الأمر الذي دفع العديد من الأسر العمانية للعودة إلى نمط الإنتاج والاكتفاء الأسري لتلبية احتياجاتها الأساسية.

أصبحت قادرًا بشكل تام على خدمة نفسي وجميع أفراد العائلة و أي شخص يطلب الخدمة من حولي في كُل ما يتعلق بالنِّجارة هكذا قال هشام بن هلال السيابي وهو يسرد لـ"عمان الاقتصادي" قصته في عالم النجارة وتلبية احتياجاته واحتياجات أسرته.

وأوضح السيابي قائلا: بدايتي كانت في كلية السيب المِهنية، حيث تعلمت وتدربت هناك على أساسيات أحد أهم مجالات الأنشطة الصناعية وهي النِّجارة، حيث اكتسبت خِبرة حرفية كبيرة عن طريق المشاهدة و الملاحظة والتدرج في التدريب على يد نجار ماهر، ثُم تخرجت بشهادة ماهِر في النِّجارة.

  • النجارة

وبين السيابي أنه خلال خِبرته في هذا المجال، فقد قام باستخدام أدوات النِّجارة المتوفرة لديه كالمفك والبراغي و المسامير والمطرقة و الكماشة والمنجرة و الدسار والمتر وأدوات الثقب و المناشير اليدوية والكهربائية وغيرها؛ في صنع و تشكيل وتصليح تُحف فنية للزينة وقطع أثاث صالحة للاستعمال وغيرها؛ من خلال إعادة تدوير الخامات المتوفرة في محيطه كخشب الأشجار الجافة و بقايا قطع الأثاث القديمة مثل إطارات الأبواب و الخزانات و الطاولات و الكراسي الخشبية التالفة.

وأضاف السيابي قائلا: تطورت خبرتي في مجال النِّجارة بشكل سريع وملحوظ عن طريق اجتهادي وعملي المتواصل في الورشة المنزلية الخاصة بي، حيث إني أصبحت أتقن مهارات النجار كالدِقة أثناء العمل والتصميم والتنسيق بين حركة اليد والعين والخبرة في كافة أنواع الخشب بالإضافة إلى المهارات التي أتقنها سابقًا كالمهارات الحسابية والمهارات الفنية ففي الأصل أنا رسام، وأسعى لتحسين وتطوير حرفتي أكثر للحصول على وظيفة في هذا المجال لأني أشعر أن هذه الوظيفة هي الوظيفة المثالية لي وأستطيع الإبداع فيها بشكل كبير، وأطمح أيضًا لفتح مشروع خاص بي لجعل منتجي متوفرًا في جميع الأسواق العُمانية.

  • الزراعة

وحقق خالد بن حمد العبري اكتفاءً ذاتيًا لأسرته من بعض الخضراوات والفواكه دون اللجوء إلى الشراء من الخارج، وتكبد مصاريف إضافية فقام بشراء قطعة أرض زراعية صغيرة بالحي السكني الذي يقطن فيه وقام بزراعة النخيل، والثوم، والبصل، والطماطم، والخيار، والليمون، والباذنجان، والكوسة، والنعناع، والجرجير، البقدونس، والبطاطا الحلوة، والحناء العماني، والبطيخ، وفيفاي رد ليدي الذي يتميز بسرعة النمو.

كما يقوم العبري ببيع الفائض من احتياجاته من مزرعته الصغيرة في الأسواق الاستهلاكية المحلية في ولاية عبري والولايات القريبة منها، وما زال يتوسع في مزرعته بزراعة منتجات جديدة كالقمح وغيرها من المزروعات المحلية والخارجية لتحقيق اكتفاء ذاتي دون الحاجة للأسواق الخارجية وإيجاد دخل إضافي لأسرته في ظل موجة ارتفاع الأسعار وفرض الضرائب.

  • الخياطة

في حين باتت الخياطة مصدر زرق واكتفاء ذاتي لفايزة بنت عبيد الحارثية التي تدربت على الخياطة عن طريق الجمعية الخيرية فتنسج أناملها أجمل الملابس المطرزة التقليدية والحديثة وفساتين لأطفال، وغيرها. بعد نجاحها في إتقان عملها والخروج بمنتجات ذات جودة عالية بأجمل التصاميم والخيوط المطرزة جذبت نساء حارتها وجاراتها، فقررت أن تلتحق الحارثية بمعمل للخياطة بمنطقة السفالة بولاية إبراء لتوفير دخل لها ولأسرتها وسد احتياجاتها واحتياجات أسرتها وتحقيق اكتفاء ذاتي دون الحاجة للتعامل مع محلات خياطة الوافدين أو جلبها من الخارج، حيث ينتج المعمل في اليوم 100 قطعة من الملابس بمختلف أنواعها وأشكالها وتلقى إقبالا كبيرا ودخلا جيدا.

وكذلك الحال مع سالمة بنت ناصر المشايخية، حيث تروي قصتها قائلة: إن الخياطة ممتعة جدًا وذات دخل أسري جيد وتغنيك عن التعب والمشاوير التي تقضيها في محلات الخياطة واختيار الخياطين كون معظمهم وافدين واللغة عائق بينا حيث لا يمكن الاعتماد عليهم في جودة الخياطة وعدم الإتقان في الشكل النهائي للملابس، حيث دائمًا ما كنت أعاني من إتلاف ملابسي، حيث كنت أحب مهنة الخياطة والتغيير في ملابس أطفالي وإضافة بعض التفاصيل الجميلة عليها كالدمج بين الألوان والقصات والإضافات مما يضفي عليها رونقًا وشكلًا جميلًا.

متابعة حديثها: "سمعت ذات يوم عن إعلان لمدربة عمانية اسمها صفية صاحبة مشروع "الأنامل الذهبية" تقوم بعمل ورشات وبرامج تدريبية في الخياطة فأسرعت للتسجيل لديها، وبعد البرنامج قمت بشراء آلة الخياطة فاستغنيت عن محلات الخياطة بالأسواق والمحلات العالمية للملابس الجاهزة، وحققت اكتفاء ذاتيا بالاعتماد على نفسي في خياطة ملابسي وملابس بناتي وتكوين دخل لي ولأفراد أسرتي.

وتضيف: أصبحت الآن وسائل التعلم كثيرة ومنتشرة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مثل: الواتساب والانستجرام ومحركات البحث كاليوتيوب فأنصح ربات البيوت الراغبات في سد احتياجاتهن، وتحقيق اكتفاء في خياطة الملابس في تعلم هذه المهنة فعليها إقبال كبير من المجتمع العماني وفرصة لتحقيق دخل جيد أو دخل إضافي للأسرة.

وختامًا، أصبح تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر والاستغناء عن الاحتياجات غير الأساسية ضرورة ملحة، في مازالت الأسعار في ارتفاع مستمر، كما يعد الاكتفاء الذاتي سبيلًا إلى الاعتماد على النفس وتطوير الإمكانات الذاتية، والتقليل في المقابل من الاعتماد على الخارج من السلع الأساسية.