نشاط تجاري وحضور كثيف في هبطات عيد الفطر السعيد

تشهد مختلف محافظات سلطنة عمان حركة تجارية نشطة وحضورا كثيفا في أيام هبطات عيد الفطر، إذ بدأت الهبطات في مختلف الولايات، والتي تضم جميع مستلزمات العيد الفطر من الأنعام والكماليات التي تحتاجها العائلات العمانية خلال أيام العيد السعيد، وتقام الهبطات بشكل سنوي تجهيزًا لاستقبال العيد، ويشارك فيها جميع فئات المجتمع.

تتميز ولاية السويق بوجود العديد من الأسواق الرائجة فيها والتي تخدم عددا من ولايات سلطنة عمان المختلفة والمجاورة لها حيث توجد بولاية السويق أربعة أسواق معروفة وذات شهرة واسعة هي: سوق الثرمد، وسوق الولاية، وسوق الخضراء، وسوق البداية تتوفر فيها كافة متطلبات الحياة الضرورية وتقام في ولاية السويق مع قرب عيد الفطر المبارك هبطات العيد في ظاهرة اجتماعية فردية يلتقي فيها البائع والمشتري وجهًا لوجه وبحضور جميع أطياف المجتمع صغارًا وكبارًا.

وتتعدد هبطات العيد في مختلف قرى ولاية السويق في فترات زمنية مختلفة حيث بدأت أولى الهبطات في قرية الثرمد من خلال هبطة الغريفة في 26 و27 من شهر رمضان المبارك بينما تكون هبطة البداية في الفترة من 27 إلى 29 من شهر رمضان، أما هبطة حصن السويق بسوق الولاية ستكون في 29 من شهر رمضان الفضيل حيث تشهد الهبطات حركة تجارية نشطة من خلال توفير ذبائح العيد ومستلزماته والفواكه والخضار والملابس والكماليات وألعاب الأطفال وغيرها ويشارك فيها الرجال والنساء والأطفال في مشهد ينتظره الجميع قبل قدوم العيدين عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى السعيد.

وتعتبر هبطة العلاية في ولاية إبراء واحدة من الهبطات الرئيسة والمهمة بالنسبة للمستهلكين والأطفال. تعرف أيضًا بـ«هبطة سابع»، حيث تقام في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك والسابع من ذي الحجة.

تتميز هبطة العلاية عن غيرها من الهبطات بأنها تحولت من فترة الصباح إلى فترة المساء، وذلك بعد انتهاء فترة جائحة «كوفيد-19». وأصبحت هبطة العلاية محطة جذب للمستهلكين الذين يعملون في فترة الصباح، حيث يمكنهم التسوق لمستلزمات العيد.

وتستهدف هبطة العلاية أيضًا الأطفال، حيث توفر أجواء بهية مع الأضواء المتلألئة التي تحيط بالسوق، وتحتضن الهبطة العديد من الألعاب التي يحبها الأطفال، بالإضافة إلى مستلزمات أخرى مثل الحيوانات المحبوبة مثل الطيور.

تحدث محمد الإسماعيلي، مصور الفوتوغرافي، عن الهبطة وقال أنه يأتي للهبطات بشكل دائم ليوثق اللحظات السعيدة في الهبطة، أن ما يجذبه بشكل خاص هو الزي التقليدي والباعة الذين يحافظون على الهوية والتراث التقليدي للمنطقة. وأشار الإسماعيلي إلى أن مشاركة الصور على منصات التواصل الاجتماعي تحظى بتفاعل إيجابي من الجمهور.

وفيما يتعلق بالدور الاجتماعي لمنصات التواصل الاجتماعي، التقينا بصالح السالمي، صاحب حساب «هنا إبراء» على منصة إكس. يوثق السالمي أيضًا الأنشطة الاجتماعية في الولاية ويعزز الهوية والتراث التقليدي للمنطقة عبر حسابه. وأشار السالمي إلى أن التفاعل مع منصة إكس يدفعه لنقل كل ما يتعلق بالهبطة وجذب المشاهدين المحليين والإقليميين والسياح.

كما تعد هبطة العلاية في ولاية إبراء أحد المهرجانات التقليدية الرائعة التي تساهم في إثراء الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المحلي. وتعكس الروح الاحتفالية والتراثية للمنطقة، وتعزز الانتماء والتواصل بين الأفراد.

جدير بالذكر أن هذه المناسبة تعتبر أيضًا فرصة للترويج للمنتجات المحلية والحرف التقليدية، حيث يتم عرض وبيع مجموعة متنوعة من المنتجات اليدوية والحرفية في السوق، وهذا يعزز دعم المشروعات الصغيرة ويعمل على تعزيز الاقتصاد المحلي الذي يعتبر فرصة ممتازة للتسوق والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية والتراثية، وتشكل وجهة مثالية للعائلات والسياح الذين يرغبون في تجربة ثقافة وتقاليد المنطقة.