No Image
الاقتصادية

مؤتمر الاستدامة يناقش الانبعاثات الكربونية والحلول للتحول إلى الطاقة النظيفة

15 فبراير 2023
70 دولة حددت هدفا صفريا للانبعاثات العالمية
15 فبراير 2023

- أكثر من 3000 شركة ومؤسسة مالية تعمل لتقليل الانبعاثات

- سلطنة عمان وضعت الطاقة النظيفة ركيزة أساسية في رؤية عمان 2040

ناقش مؤتمر الاستدامة الثالث تقصي أثر انبعاثات الغازات الدفيئة جراء الأنشطة المتنوعة المسببة للانبعاثات الكربونية في القطاعات المتنوعة والأساسية كصناعة مواد البناء والطيران، والنفط والغاز ومؤسسات التمويل. رعى المؤتمر الذي نظمه مركز عمان للحوكمة والاستدامة بالتعاون مع شركة اوكيو للاستكشاف والإنتاج صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وممثلي الجهات المعنية ورجال الأعمال وصناع القرار من داخل وخارج السلطنة.

وقال السيد حامد بن سلطان البوسعيدي، المدير التنفيذي لمركز عمان للحوكمة والاستدامة: إن هذا المؤتمر يأتي تزامنا مع المرحلة القادمة من رؤية عمان 2040 والتي تمثل الطاقة النظيفة فيها ركيزة أساسية للوصول إلى الحياد الكربوني، حيث سلط الضوء على قضية بيئية في غاية الأهمية بتقليل الغازات الدفيئة، مضيفا، أن كل الدول تسعى للوصول إلى الحياد الصفري والحد من الانبعاثات بشكل عام من 2030 إلى 2050.

كما أشار البوسعيدي إلى أن المؤتمر يركز بشكل أوسع في الوسائل المتبعة لتقليل الانبعاثات ودور المؤسسات المختلفة كالنقل والطيران وقطاع الغاز والنفط والطاقة، لافتا إلى وجود حلول مختلفة تتم مناقشتها للحد من الانبعاثات الغازات الدفيئة كتحسين وسائل النقل واستخدام التقنية في استخراج النفط والغاز، بالإضافة إلى توعية المجتمع فيما يتعلق باستخدام الطاقة، والحفاظ على البيئة كإعادة التدوير والتقليل من التلوث وزراعة أماكن التصحر.

70 دولة تحدد هدفا صفريا

وفي كلمته التي ألقاها المدير التنفيذي لمركز عمان للحوكمة والاستدامة أشار إلى أن العالم من أجل تجنب أسوأ آثار تغير المناخ والحفاظ على كوكب صالح للعيش، يجب أن تقتصر زيادة درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، موضحا أنه حاليا أصبحت الأرض أكثر دفئًا بنحو 1.1 درجة مئوية مما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر، مع استمرار الانبعاثات في الارتفاع، ويجب خفض الانبعاثات بنسبة 45٪ بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050 لإبقاء الاحترار العالمي لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية على النحو المطلوب في اتفاق باريس.

مشيرا إلى أن هناك جهدا عالميا للوصول إلى صافي انبعاثات صفري، حيث توجد أكثر من 70 دولة حددت هدفا صفريا يغطي حوالي 76% من الانبعاثات العالمية، كما أن أكثر 3000 شركة ومؤسسة مالية تعمل لتقليل انبعاثاتها بما يتماشى مع علم المناخ، وانضمت أكثر من 1000 مدينة وأكثر من 1000 مؤسسة تعليمية وأكثر من 400 مؤسسة مالية إلى السباق إلى الصفر متعهدة بإجراءات صارمة وفورية لخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2030 .

الاحتباس الحراري

وقال إبراهيم بن أحمد العجمي، المشرف على موظفي أعمال الشؤون المناخية، إن التغيرات المناخية تعزى إلى النشاط البشري الذي يقضي إلى التغير في تكوين الغلاف الجوي العالمي الذي يتضمن مصادر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري جراء حرق الوقود لإنتاج الطاقة، والعمليات الصناعية المختلفة، وإدارة النفايات المنزلية والتجارية والصناعية، والعمليات الزراعية والحيوانية، وإزالة الغابات والأشجار، والانبعاثات الكربونية الشاردة.

مضيفا، أن ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية الناتجة عنها دعت إلى مخاطر وتأثيرات سلبية على النظم البيئية والمناخية والإيكولوجية والاقتصادية على كوكب الأرض، وأصبحـت واضحـة بما يؤكد تعرض العديد من دول العـالم لحالات زيـادة حـدة الجفـاف ونقص في تساقط الأمطـار، وشـح في المـوارد المائية، ارتفاع غير مسبوق في درجـات الحـرارة، وذوبان الجليد في القطبين، وزيادة في حرائق الغابات، وارتفاع مستوى البحار والمحيطات، وزيادة في قوة وعدد مرات حدوث الأعاصير المدارية والفيضـانات، وزيادة في العواصف شديدة البرودة.

لافتا إلى أن التخفيف من التغيرات المناخية ومعالجتها يتم من خلال اتباع سياسات وخطط معالجة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في القطاعات التنموية ذات الصلة كزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة، والتقنيات منخفضة الكربون في القطاعات التنموية، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وزيادة مصارف الكربون الخضراء التي تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي مثل الغابات والمسطحات الخضراء وعمليات التشجير والاستزراع.

التحديات التمويلية

من جانبه قال هشام السيد أحمد عيسى عضو مجلس إدارة بمركز عمان للحوكمة والاستدامة: إن التحديات التمويلية هي أبرز التحديات التي تواجه الدول النامية في عمل مشاريع الحد من الانبعاثات الكربونية أو التوجه نحو الحياد الصفري، حيث إن خفض الانبعاثات يحتاج إلى تمويل عال، ومن التحديات الأخرى كذلك آلية بناء القدرات الوطنية للعمل في المجال تحتاج إلى وقت وجهد، وضعف التقدم التقني في الدول النامية، كما أن مستوى تنفيذ المشروعات جراء زيادة التعاون العربي أدى إلى وجود صعوبات ولا بد من مجابهتها للتغلب عليها.

وتطرق المؤتمر عدة جلسات حوارية ونقاشية في إدارة تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والإبلاغ عنها، وعروض مرئية وأوراق عمل عن الحلول المقدمة من مؤسسات التمويل في الحياد الكربوني، بالإضافة إلى جلسة نقاشية حول رفع كفاءة استهلاك الطاقة والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.