انطلاق المرحلة الثانية من النسخة السادسة لمسابقة "شيف عُمان" بمشاركة 16 طبقًا مبتكرًا
في أجواء باردة وعليلة، وقف 16 طاهيا عُمانيا، متوترين أمام مواقد النيران الموجودة على الطاولات المتوزعة في موقع مسابقة "شيف عُمان" لعام ٢٠٢٥، في نسختها السادسة، بمطعم روزنة، وقلوبهم تدق بسرعة متشوقين لمعرفة زملائهم في الفريق والعنصر الرئيسي المفترض وجوده في أطباقهم حسب القرعة، حيث جرى تقسيم المشاركين بالقرعة إلى أربعة فرق. بحيث يقدم كل فريق أربعة أطباق، ليصل إجمالي الأطباق المشاركة في هذه المرحلة إلى 16 طبقا، في تحد ركز على الابتكار في المطبخ العُماني ودمجه مع المطابخ العالمية.
وتقوم فكرة المرحلة الحالية على اختيار مكون أساسي يعتبر "نجم الطبق" لكل فريق بالقرعة وهذه المكونات تمثلت في "الليمون العُماني اليابس"، "رمان"، "نارجيل" و"التمر"، لتكون عنصرا مشتركا في جميع الأطباق التي سيقدمها الفريق، مع إلزام المتسابقين بابتكار أطباق تجمع بين الهُوية العُمانية والنكهات العالمية، في إطار يعكس تطور الذائقة في وجباتنا المحلية.
وأكدت جناد البلوشية محاضر بقسم التسويق بكلية عُمان للسياحة وأحد منظمي المسابقة أن جميع المكونات المستخدمة في هذه المرحلة كانت في غالبيتها من الإنتاج المحلي، شملت الخضروات والفواكه، والألبان، والبيض، واللحوم، والدواجن، إلى جانب منتجات غذائية أخرى موردة من جهات عُمانية، بهدف دعم المنتج الوطني وإبراز قدرته على المنافسة.
وحول آلية التأهل، أوضحت أن الفرق المتأهلة في هذه المرحلة ستنتقل إلى المرحلة النهائية، حيث سيتم اختيار ثمانية متسابقين للتنافس الفردي، وصولًا إلى تتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى.
وأشارت البلوشية إلى أن المسابقة في نسخها السابقة أسهمت في رفع مستوى الوعي المجتمعي بمهنة الطهي، وزيادة الإقبال على تخصصات فنون الطهي، خصوصا بين طلبة كلية عُمان للسياحة، إضافة إلى تزايد اهتمام الشباب بالانخراط في هذا المجال المهني، كما أسهمت المسابقة في فتح آفاق مهنية حقيقية للفائزين، حيث حظي بعضهم بفرص ترقية مباشرة أو توظيف في فنادق ومؤسسات عالمية، إلى جانب إتاحة برامج تدريبية متخصصة للفائزين لتطوير مهاراتهم.
وبينت أن عدد المتقدمين في هذه النسخة من المسابقة بلغ 34 مشاركا، تم تصفيتهم إلى 16 متسابقا في المرحلة الثانية، مع الإشارة إلى أن نسبة المشاركة النسائية كانت الأعلى، وفي المقابل كان هناك حضور لافت للشباب، ما يعكس إقبال الجنسين على هذا القطاع.
وأكدت البلوشية أن المسابقة تواصل أداء دورها المجتمعي بوصفها مبادرة غير ربحية تهدف إلى تمكين الشباب وإيصال رسالة المطبخ العُماني إلى العالمية، بدعم من شركة عمران ووزارة التراث والسياحة، وبشراكة مع مبادرة "صنعتنا" المعنية بقطاع الغذاء.
وأكد الشيف عيسى البلوشي، رئيس أول للطهاة في الطيران العُماني ورئيس لجنة التحكيم في مسابقة "شيف عمان"، أن مشاركته في هذه النسخة تأتي امتداداً لمسيرته الطويلة معها، مؤكداً أن المسابقة تحمل بعداً مهنياً ووطنياً في آن واحد، وذلك لارتباطها باسم الشيف العُماني وهُوية سلطنة عُمان.
موضحا أن المسابقة أظهرت تطوراً ملحوظاً في أداء الشيف العُماني، وقدرته على إبراز هُويته المهنية، ملاحظاً أن هناك تطورا من نسخة إلى أخرى، وهو ما يعكس الجهود المبذولة في تطوير منظومة المطبخ العُماني، وبين البلوشي أن المنافسة كانت قوية، وأن النتائج عكست تطورا واضحا في مهارات الشباب الطهاة، من حيث الفكرة أو التنفيذ أو الالتزام بالهُوية .
وأكد رئيس اللجنة أن المطبخ العُماني مطبخ تراثي غني، إلا أن تقديمه بأسلوب عصري أصبح ضروريا من أجل الوصول إلى مختلف الأذواق، مشيراً إلى أن المتسابقين نجحوا في تقديم أطباقهم بروح حديثة دون الإخلال بجوهرها، حيث استطاع المشاركون إيصال فكرة أن الطبق العُماني يمكن أن يكون تقليديا في نكهته، ولكنه عصري في شكله وتقديمه.
وأوضح البلوشي أن الابتكار في الطعام العُماني لا يعني المساس بالهُوية، بل تطوير طريقة العرض والتقديم بما يخدم انتشار المطبخ العُماني عالميا،. مشيراً إلى أن المطبخ العُماني لا يقل شأناً عن المطابخ العالمية، كالإيطالي أو غيره، مؤكدًا أن لدينا أطباقا عمانية عديدة كالشواء والمشاكيك والقبولي وغيرها من المأكولات التقليدية تمتلك مقومات الانتشار العالمي، لكنها تحتاج إلى منصات ومسابقات تبرزها بالشكل الصحيح.
وأكد أن الحفاظ على النكهة التقليدية مع الابتكار في التقديم يعتبر تحديا كبيرا، إلا أنه قابل للتحقيق، فقد استطاع الطهاة المشاركون في هذه المرحلة دمج نكهات عُمانية مع أطباق عالمية، أو العكس، وهذا يؤكد أن المطبخ العُماني قادر على الوصول إلى الوجهات العالمية، إذا استمر العمل به بنفس الوتيرة.
