الاقتصادية

كيف يتعامل المجتمع المحلي مع توافد السياح إلى المناطق السياحية والتراثية؟

12 أبريل 2024
12 أبريل 2024

طارق الساعدي: يجب عدم رفع الأسعار على السياح أو بيعهم بضاعة مغشوشة

مازن الجنيبي :نعرفهم بالحياة العمانية التقليدية وعاداتنا وفنوننا الأصيلة

حمد الجعفري : نوفّر لهم نصائح السلامة العامة ونحثهم على المحافظة على الممتلكات

ناصر أولاد ثاني: إرشادهم إلى الطرق القريبة والصحيحة للمواقع السياحية

شهاب الجمري: نكون عونًا ونثري السياحة المحلية ونرشدهم إلى الأماكن السياحية

نجلاء العريمية: نوجههم لزيارة الحرفيين العمانيين لاقتناء التحف والهدايا التذكارية

يعد القطاع السياحي من القطاعات المهمة التي تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي في سلطنة عُمان، لما له من دور كبير في استقطاب الكثير من السياح سنويا لزيارة المواقع السياحية والأثرية والتاريخية التي تتميز بها البيئة العمانية وطبيعتها الخلابة المتنوعة تضاريسها، كما تساهم في تحقيق قيمة محلية مضافة من خلال تمكين المنتج المحلي، وتعزيز الفرص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفيين والشركات المحلية في القطاع.

وكما هو معروف أن السائح قادم من ثقافة مختلفة نوعا ما وقد لا تتوفر لديه كل المعلومات الدقيقة عن المواقع السياحية وكذلك خصوصية المجتمع وثقافته وإرثه وتقاليده.

لذا فإن المجتمع المحلي له دور كبير ومهم في الدفع بعجلة التنمية السياحية، من خلال الاستفادة من الفرص الاستثمارية السياحية كإدارة المجمعات والمنتجعات السياحية، وإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة وحرفية تقدم خدمات سياحية ومنتجات محلية متنوعة للسياح، وتقديم تجارب فريدة متنوعة عن الفنون والعادات والأكلات الشعبية.

وكذلك في تعريف السائح ومساعدته وتقديم الانطباع الطيب عن ثقافة البلد وسماحة العماني وطيبه وكرمه وشهامته، لذا كان من الضروري تكثيف الاهتمام بتوعية المجتمع بالثقافة السياحية وكيفية التعامل مع السياح عند زيارتهم لسلطنة عمان، وتقديم المساعدة والنصائح للسياح وقت حاجتهم، بالإضافة إلى تقديم صورة إيجابية عن المجتمع العماني وعاداته وتقاليده الأصيلة، والتعريف بتاريخ البلد وأصالتها وعراقتها.

في هذا الاستطلاع الصحفي نقترب من المواطنين لنتعرف على كيفية تعاملهم مع السياح من مختلف الجنسيات خلال زيارتهم للمواقع السياحة في سلطنة عمان، كما يركز على أهم الأفكار والثقافات التي ينقلونها للسياح.

الترحيب بهم

في البداية قال طارق بن حميد الساعدي: نتعامل مع السياح بطريقة إيجابية ولطيفة، ونرحب بهم دائما في كل الأوقات، ونقوم بتقديم المساعدة لهم عند الحاجة. كما يحث المواطنين على ضرورة أن يكونوا بشوشين مع السياح، وعدم استغلالهم في التجارة كرفع الأسعار أو بيعهم بضاعة مغشوشة، كما يجب عليهم المحافظة على المواقع السياحية والحدائق، والمحافظة على جمال ونظافة البيئة العمانية. مشيرة إلى أنه يجب على المواطنين إعطاء السياح نصائح ومعلومات حول المواقع السياحية المختلفة، وإرشادهم إلى المكاتب السياحية التي تقدم جولات سياحية للمواقع التي يصعب الوصول إليها.

وتحدث الساعدي حول موقف صار له مع عدد من السياح، قائلا: سألني عدد من السياح كانوا يتنقلون عبر الدراجات الهوائية عن رغبتهم في إرشادهم إلى إحدى المناطق السياحة القريبة من القرية التي أسكنها، وقمت بإعطائهم إحداثيات المنطقة، وأهم المواقع السياحية المتوفرة فيها، بعدها عرضت عليهم فكرة اصطحابهم إلى أحد الوديان القريبة، ووافقوا وأعددت لهم جدولا سياحيا كاملا لمدة يوم، حيث قضوا يوما مميزا.

التعريف بالحياة التقليدية

في البداية قال مازن بن سعد الجنيبي: نرحب بالسياح ونشكرهم على اختيار سلطنة عمان كوجهة سياحية، ونعرفهم بأشهر المواقع السياحية، ونحاول تعريفهم بالحياة العمانية التقليدية والعادات والفنون العمانية الأصيلة. وتحدث الجنيبي حول موقف صار له مع أحد السياح، قائلا: «أراد سائح أن يركب أحد الجمال العمانية لكنه كان خائفا من السقوط، وبعد تشجيع أصدقائه قرر الركوب، ونجح بعد أن سقط أكثر من 5 مرات».

نصائح السلامة

من جهته قال حمد بن صالح الجعفري: نتعامل مع السائحين بكل احترام وتقدير ونرحب بهم، ونحثهم على زيارة المواقع السياحية، ونرشدهم إلى كيفية المحافظة على الممتلكات، ونقدم لهم بعض النصائح حول السلامة العامة. وتحدث الجعفري حول موقف صار مع السياح، قائلا: «في طريقي من العاصمة مسقط إلى محافظة جنوب الشرقية وجدت بعض السياح، أخذتهم معي وضيفتهم في بيتي، وذهبنا معًا في نزهة لزيارة المواقعالسياحية والأثرية التي تتميز بها ولاية جعلان بني بوعلي، واستمتعوا كثيرا بالرحلة».

الترحيب والتعامل الراقي

وتحدث ناصر بن محمد أولاد ثاني، قائلا: العماني أصيل وكريم ومتسامح بطبيعته، وراقٍ في التعامل مع الضيوف والترحيب بضيوفه والسياح القادمين إلى سلطنة عمان، كما يقدم الإجابة الكافية والوافية على أسئلة السياح، وإرشادهم إلى الطرق القريبة والصحيحة للمواقع السياحية التي يرغبون في زيارتها، وتحدث أولاد ثاني حول موقف صار له مع أحد السياح، قائلا: «رأيت أحد السائحين يهرول في إحدى المناطق وكان يرتدي «الفانيلة»، حيث قدمت له النصيحة بأسلوب لطيف بأن يجب عليه أن يرتدي ملابس محتشمة؛ لأنه في مجتمع محافظ، وعلى الفور لبّى ذلك، وعندما انصرف شكرني» وهكذا هم السياح يحتاجون للدعم والمساعدة والإرشاد الصحيح بصورة إيجابية؛ لأن السائح قادم من ثقافة مختلفة ويحتاج إلى وقت ودعم لكي يتكيف مع طبيعة البلد وأهله.

نقدم المساعدة

وقال شهاب بن حمد الجمري نتعامل مع السياح بكل احترام، ونعطيهم دائما الخصوصية ولا نضايقهم، كما نقدم لهم المساعدة وقت الحاجة، ونرشدهم لزيارة الأماكن السياحية والأثرية والتاريخية، ونحذرهم من خطورة ارتياد البحر في فصل الصيف، وتحدث الجمري حول موقف صار له مع السياح، قائلا: قديما وجدت بعض السياح الأجانب من محبي الصحراء والرمال، وقد نصبوا رحالهم عند أحد الكثبان الرملية وقاموا بالتزلج فوق الرمال، وكانت لديهم بعض الأجهزة التي تقيس صوت الرمال وحركته، فسألتهم عن كذلك، فأجابوني بأنهم يدرسون بعض الأنماط والحالات الرملية والمتنوعة حول العالم.

زيارة الحرفيين

وقالت نجلاء العريمية: عند زيارة السياح لسلطنة عمان نخبرهم عن مدى جمالية المواقع السياحية، ونقترح عليهم زيارة المواقع الطبيعية والتاريخية والأثرية، كما نوجههم لزيارة الحرفيين العمانيين من أجل اقتناء بعض التحف والهدايا التذكارية التي ترمز للبيئة العمانية. وتحدثت العريمية حول موقف صار لها مع السياح، قائلة: «سألني أحدهم في إحدى المرات، لماذا لا تتوفر كتيبات تعريفية وتفصيلية عن الأماكن السياحية، وذكر بأنه يجب أن يكون في كل الأسواق أركان خاصة بالمنتجات الحرفية العمانية التي ترمز لتاريخ وحضارة سلطنة عمان.

، وفورا قدمت له بعض المواقع التي تزخر بها عماننا الحبيبة وبعض الأسواق الشعبية التي تلبي طلبه وتعرفه على تاريخ عمان وحضارتها وإرثها.