1636653
1636653
الاقتصادية

عين شرضات في صلالة تأخذ جمال الطبيعة والقدسية الدينية

08 مايو 2021
08 مايو 2021

صلالة - أحمد بن عامر المعشني -

حبا الله محافظة ظفار بالعديد من المواقع الاستراتيجية الفريدة، فالتكوين الجغرافي المتنوع المحاط بسلسلة الجبال وتدفق جريان عيون المياه من الجانب الآخر يعتبر هذا التكوين محمية طبيعية تشكلت بأروع التفاصيل. لتضمن استمراريتها وديمومتها في الحياة وتمثل العيون المائية وجهات سياحية ‏‏يقصدها السياح من مختلف محافظات السلطنة وخارجها، فهي إضافة إلى كونها مواقع ترفيهية.

فعيون محافظة ظفار المائية حسب الإحصائيات تصل إلى 360 عين ماء منتشرة على سلسلة جبال ظفار، متوزعة على الشريط الجبلي، وعلى حواف الجبال المتاخمة للسهل الساحلي، بينما تنتشر أعداد قليلة منها في منطقة النجد، ومعظم العيون دائمة الجريان. وتلكم العيون استخدمت قبل عام 1970 كخزانات مائية وشريان حياة للمجتمع المحلي وبعد ذلك أصبحت تلك العيون رافدا للدخل الوطني وذلك من خلال جذب السياح الذين جاؤوا للاستمتاع بالأجواء والمناظر الخلابة المحاطة بتلك العيون.

جريدة «عمان» قامت بزيارة إحدى هذه العيون المائية المهمة التي تحظي عن غيرها من العيون المائية بزيارة العديد من الأفواج السياحية من داخل السلطنة وخارجها وذلك لقربها من قبر النبي ويطلق عليها عين النبي أيوب وتسمى عند المواطنين في نيابة غدو بولاية صلالة بمحافظة ظفار بعين «شرضات».

الدكتور سالم بن سهيل الكثيري المرشد السياحي وهو من النماذج العمانية الشابة الناجحة في قطاع السياحة رافقنا في رحلتنا إلى عين «شرضات» فتحدث عنها فقال: العيون مفردة لو تم التأمل بها تجعلك مدركا بأن الإنسان بجهازه البصري ينتج عند الفرح والحزن ماء، أما عيوننا المائية المتدفقة فهي عيون الأمل والحياة والجمال فمن خلالها يتدفق الماء الذي به جعل الله كل شيء حي.

فالعين المائية القريبة من ضريح النبي أيوب الموجودة في نيابة غدو بولاية صلالة بمحافظة ظفار والتي تبعد عن مدينة صلالة بحوالي 27 كيلومترا أخذت الجمال الطبيعي وزاد أهميتها قربها من ضريح النبي أيوب عليه السلام ما زاد في تميزها عن غيرها من العيون مع التأكيد على أن الروايات المختلفة التاريخية الدينية بوجود ضريح النبي أيوب لا يمكنها أن تعطي لنا حتمية وجود الضريح إلا من خلال جلب الأدلة والبراهين الموجودة بالمنطقة، فعندما نسرد الدلائل والبراهين التي تؤكد أن النبي أيوب- عليه السلام- موجود في هذه المنطقة فعلينا الرجوع إلى العهد القديم (للتوراة) في سفر أيوب الذي يحتوي على (42) إصحاحا ويذكر أن موطنه أرض عوص في سفر التكوين الإصحاح العاشر وأن موطن عوص هوسفار (ظفار) وكذلك عند الرجوع إلى كتب المستشرقين ووصفهم لمنطقة الأحقاف ووجود الأرض المفقودة في منطقة شصر التي تبعد عن صلالة 150 كيلومترا دلائل تقربنا أكثر وتؤكد لنا مدى صحة راوية وجود النبي أيوب- عليه السلام- الذي عاش في هذه المنطقة ظفار مع التأكيد للزيارات المورمونية المبرمجة والموجود لخارطتهم السياحية عندما يزورون قبر النبي أيوب عليه السلام.

وأضاف الدكتور سالم الكثيري أن الوصول إلى عين (شرضات) سهل جدا حيث إن الطريق معبد وتصل إلى الموقع المخصص لوقوف المركبات، وبعدها يقوم الزائر بالترجل على الأقدام ولمسافة حوالي 500 متر من خلال السلالم المعمولة على شكل حلزوني يتناغم مع تضاريس الطبيعية المحاطة بالمكان وتعطيك جمالية أخرى، مع الاستمتاع بزقزقة العصافير البرية واستنشاق الهواء العليل ويعتبر ذلك المشهد عاملا جاذبا لأصحاب التأملات الإبداعية وملهما لهم لإطلاق قدراتهم البشرية.

وتابع الدكتور الكثيري حديثه فقال: إن ما يميز عين (شرضات) هو وجودها بين جبلين مما شكل لها حماية طبيعية وملاذا آمنا لكل من يقصد العين بالإضافة إلى تمتعها بالظل في كل الأوقات فتجد ماءها دائما باردا طول اليوم وهي دائمة الجريان طوال العام. كما توجد حول العين العديد من الاستراحات المهيأة للزوار حتى يتمكنوا من المكوث فيها لساعات طويلة أو المبيت فيها كما يطل على العين من الجهة الغربية الجنوبية كهف جبلي تم تحسينه للسياح.

الدكتور سالم الكثيري أكد على أهمية توفير الكثير من الخدمات العصرية المتزنة لجميع العيون المائية والأماكن الساحية التي يرتادها المواطنون والسياح على حد سواء بما لا يؤثر على طبيعة المكان مع تواكبها مع متطلبات العصر لجذب السياح فتنظيم المواضئ، وسهولة الطرق للوصول إليها، وكذلك توفر الأسعافات الأولية لتلك المواقع على مدار العام من الأمور الحتمية لجذب كل من يرغب أن يستمتع بذلك الجمال الرباني. وأخيرا تحدث الدكتور سالم الكثيري المرشد السياحي عن وجهة نظره بالنسبة للقطاع السياحي فقال: يجب سن القوانين والتشريعيات الجاذبة لتسهيل إجراءات السائح، وتوفير التوعية المجتمعية والثقافة السياحية لدى أفراد المجتمع وإيجاد معاهد تخصصية للدورات التدريبية لتأهيل المرشد السياحي.