No Image
الاقتصادية

تباين أسواق النفط والأسهم العالمية وسط توترات الإمدادات ومخاوف فائض المعروض

15 ديسمبر 2025
15 ديسمبر 2025

"وكالات": سادت حالة من الترقب أسواق الطاقة والمال العالمية، في ظل تباين أداء أسعار النفط متأثرة بعوامل جيوسياسية ومخاوف تتعلق بفائض المعروض، وكذلك تأثير تطورات الإمدادات والتوترات الدولية، وفي الوقت ذاته انعكس هذا المشهد على الأسواق المالية العالمية، حيث سجلت الأسهم الأوروبية مكاسب مدعومة بعودة شهية المخاطرة، في مقابل تراجع الأسواق الآسيوية ولا سيما اليابانية تحت ضغط أسهم التكنولوجيا واستمرار القلق بشأن تقييمات قطاع الذكاء الاصطناعي.

تقلبات النفط بين الإمدادات والمخاوف

وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر فبراير القادم 61 دولارًا أمريكيًّا و33 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم انخفاضًا بلغ 49 سنتًا مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي والبالغ 61 دولارًا أمريكيًّا و82 سنتًا.

تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر ديسمبر الجاري بلغ 65 دولارًا أمريكيًّا و4 سنتات للبرميل، منخفضًا 5 دولارات أمريكية و4 سنتات مقارنةً بسعر تسليم شهر نوفمبر الماضي.

على الصعيد العالمي استقرت أسعار النفط اليوم، إذ وازن المستثمرون بين أثر تعطل الإمدادات الناجم عن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مقابل المخاوف من فائض المعروض وتأثير احتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتا أو 0.25 بالمائة إلى 61.27 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 15 سنتا أو 0.26 بالمائة إلى 57.59 دولار للبرميل.

وانخفضت العقود الآجلة للخامين بأكثر من أربعة بالمائة في الأيام القليلة الماضية، على خلفية توقعات فائض النفط العالمي في عام 2026.

وقال جون إيفانز المحلل لدى (بي.في.إم) "كان من الممكن أن يؤدي الانخفاض التدريجي في أسعار النفط وتسجيل أدنى مستوياتها منذ بداية الشهر في جميع أسواق العقود الآجلة الرئيسية الأسبوع الماضي إلى مزيد من التسعير السلبي لولا تصعيد الولايات المتحدة للموقف فيما يتعلق بفنزويلا".

وانخفضت صادرات فنزويلا من النفط بشكل حاد منذ أن احتجزت الولايات المتحدة ناقلة نفط في وقت سابق وفرضت عقوبات جديدة على شركات الشحن والسفن التي تتعامل مع الدولة المنتجة للنفط الواقعة في أمريكا اللاتينية، وفقا لبيانات شحن ووثائق ومصادر بحرية.

وتراقب السوق عن كثب التطورات وتأثيرها على إمدادات النفط، وأفادت رويترز بأن الولايات المتحدة تخطط لاعتراض المزيد من السفن التي تحمل النفط الفنزويلي في أعقاب عملية احتجاز ناقلة النفط مما يزيد الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو.

الأسواق العالمية تتباين بين البورصات

على صعيد الأسواق العالمية ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم مع تداول معظم القطاعات في المنطقة الخضراء بعدما عاد المستثمرون إلى الأصول التي تنطوي على مخاطر.

وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 بالمائة إلى 580.35 نقطة ليظل قرب أعلى مستوى له على الإطلاق خلال يوم تداول. وزادت البورصات المحلية الرئيسية أيضا، إذ ارتفع مؤشر إسبانيا 0.8 بالمائة وارتفع مؤشر لندن 0.4 بالمائة .

وشهد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي انخفاضا أسبوعيا في اللحظة الأخيرة يوم الجمعة متأثرا بخسائر وول ستريت، بعد أن أدى تحذير من شركة برودكوم الأمريكية لصناعة الرقائق بشأن هوامش الربح إلى إحياء المخاوف بشأن فقاعة محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي.

وشهدت السوق انتعاشا كبيرا اليوم وارتفع 19 من إجمالي 20 قطاعا رئيسيا، مع صعود قطاعي البنوك والطاقة بأكثر من واحد بالمائة لكل منهما.

وكان قطاع الرعاية الصحية هو الوحيد الذي سجل خسائر متأثرا بانخفاض خمسة بالمائة تقريبا في شركة الأدوية الفرنسية سانوفي بعد تصاعد التوقعات بأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ستؤجل قرارها بشأن دوائها للتصلب المتعدد توليبروتينيب.

وانخفضت أسهم شركات التصنيع الدفاعي الكبرى إذ انخفض سهما راينميتال ورينك 1.6 بالمائة واثنين بالمائة على التوالي.

على صعيد متصل تراجع المؤشر الياباني بأكثر من واحد بالمائة اليوم متأثرا بهبوط أسهم التكنولوجيا التي اقتفت أثر نظيراتها في وول ستريت وسط استمرار المخاوف من أن تكون هناك مبالغة في التقييمات.

وانخفض المؤشر الياباني 1.3 بالمائة لينهي اليوم عند 50168.11 نقطة. وكانت مجموعة سوفت بنك التي تستثمر في الشركات الناشئة التي تركز على الذكاء الاصطناعي وشركة أدفانتست لتصنيع أدوات اختبار الرقائق والتي تورد لشركة إنفيديا هما الأكثر تأثيرا في تراجع المؤشر وبفارق كبير عن غيرهما.

وعلى النقيض، ارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا الذي لا تتمتع أسهم التكنولوجيا بثقل كبير عليه 0.2 بالمائة إلى 3431.47 نقطة.

ومن بين 225 سهما على المؤشر الياباني، كان عدد الأسهم المرتفعة 130 والمتراجعة 94، فيما استقر سهم واحد.

وقالت فوميكا شيميزو الخبيرة الاستراتيجية لدى شركة نومورا للأوراق المالية "هذا ليس ضعفا واسع النطاق في أسهم عبر قطاعات مختلفة، وإنما يبدو الأمر وكأنه تناوب بين القطاعات" بعيدا عن أسهم التكنولوجيا الكبيرة التي حققت أداء قويا هذا العام.

وهوى سهم مجموعة سوفت بنك ستة بالمائة وتراجع سهم أدفانتست 6.4 بالمائة وتسببا معا في نحو 560 نقطة من إجمالي هبوط المؤشر الياباني الذي بلغ 668 نقطة. وانخفض سهم شركة فوجيكورا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي 4.4 بالمائة .

وخلال تداولات يوم الجمعة، انخفض المؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات بأكثر من خمسة في المائة جراء إقبال المستثمرين على قطاعات أخرى غير التكنولوجيا وسط مخاوف من فقاعة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي اليابان، استفادت أسهم الشركات التي تعتمد بشكل أساسي على الاستهلاك المحلي من الإحجام عن أسهم التكنولوجيا. وارتفع قطاع السكك الحديدية 2.1 بالمائة ليكون الأفضل أداء بين القطاعات في بورصة طوكيو للأوراق المالية والتي يبلغ عددها 33 قطاعا، وارتفع كل من قطاع الخدمات وقطاع التجزئة بأكثر من 1.7 بالمائة.

وقفز مؤشر القطاع المصرفي اثنين بالمائة قبل الزيادة المتوقعة في أسعار الفائدة يوم الجمعة. ويعزز رفع الفائدة العوائد من الإقراض والاستثمار.