No Image
الاقتصادية

عودة الحياة إلى فلج العين في ينقل بعد انقطاع دام 30 عاما

18 يوليو 2025
18 يوليو 2025

Image

عاد فلج العين في ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة إلى الجريان مجددًا بعد انقطاع دام نحو 30 عاما، في حدث أعاد البهجة إلى قلوب الأهالي وأحيا آمالهم في إنعاش الزراعة والمساحات الخضراء التي تضررت بشدة جراء توقف المياه خلال العقود الماضية. ويُعد فلج العين من الأفلاج الداوودية القديمة، ويقدر عمره بحوالي 1400 عام ميلادي، ويتميّز بتقنية هندسية متقدمة تعتمد على نظام ضغط المياه، حيث يصعد الماء من ملتقى أربعة سواعد هي: الفحل والراكي والمغيري وأبو عمامة، ليرتفع داخل الحصن بمقدار متر، ومن هناك يصل إلى خارج الحصن بارتفاع يصل إلى متر وعشرة سنتيمترات، لري أكثر من 200 فدان تشمل نحو 860 مزرعة.

جهود أهالي الولاية

أهالي الولاية، وبجهود ذاتية استمرت على مدى سنوات، قاموا بأعمال تأهيل وصيانة شاملة لقنوات الفلج، شملت 12 مرحلة رئيسية. بدأت المرحلة الأولى بإزالة الردم من الكسر في مجرى الوادي، تلتها أعمال إصلاح السواقي داخل وخارج مساحة الحصن، وصولًا إلى صيانة المسارات الداخلية حتى نقطة «غراق فلاح». ويُعد «غراق فلاح» من أبرز منشآت الفلج، ويتكون من فتحتين بعمق خمسة أمتار يفصل بينهما ممر أرضي. وعند امتلائه، يروي ما يصل إلى 60 مزرعة، مع توزيع المياه إلى ثلاثة مساقٍ رئيسية: مسقى المهيجرية ومسقى عاهن وورحى الماء، وهو الأخير الذي كان يُستخدم في تشغيل آلة طحن الحبوب قديمًا.

كما يخدم فلج العين عددًا كبيرًا من المساقي المنتشرة في قرى الولاية، ومنها: عاهن والجوامع والغالبية والرمان والمران والنضروبة والشروا والصبخة والظهر، وغيرها من المساحات التي تعتمد بشكل مباشر على تدفق الفلج.

أعمال الصيانة وتحديات التنفيذ

وقال محمد بن حميد العلوي وكيل فلج العين: إن العمل على إعادة تأهيل الفلج بدأ منذ عام 2017 واستمر حتى 2020، حيث تم تنظيف الفلج بالكامل بجهود الأهالي وبتكلفة بلغت نحو 30 ألف ريال عماني. وأضاف العلوي: إن الكشف عن تدفق المياه تم بعد «منخفض المطير»، حيث بين المسح وجود مياه في «أم الفلج»، لكنها لا تصل إلى الحصن نتيجة وجود كسر في منطقة الضغط وردم بطول نحو 59 مترا. وبعد إزالة الردم وإصلاح المسار المتضرر عاد تدفق المياه بقوة، وشهدت الولاية انتعاشًا زراعيًا ملحوظًا. وأكد العلوي أنه أشرف شخصيًا على صيانة الفلج وتوزيع الحصص المائية، مشيرا إلى أن الفلج بات الآن يروي مساحة واسعة من المزارع في مختلف قرى وبلدات ولاية ينقل، مما يسهم في دعم الأمن الغذائي المحلي، وتعزيز استدامة الموارد المائية التقليدية في سلطنة عمان.