الاقتصادية

حارة العين .. مشروع تراثي وسياحي يبعث التاريخ من جديد

19 مايو 2021
منظومة اكتملت بجريان فلج السواد
19 مايو 2021

حارة العين الأثرية بقرية إمطي التابعة لولاية إزكي تشهد حاليا مشروعًا تراثيًا وسياحيًا وثقافيًا سيكون له دور كبير كعامل جذب للمثقفين والسياح وكذلك الفنانين التشكيليين حول العالم.

«عمان الاقتصادي» قام بجولة ميدانية في الحارة الأثرية، للوقوف على هذا المشروع الواعد والمتميز، حيث تم الانتهاء من عدة مراحل، منها ترميم بوابة صباح الصارم والممرات الداخلية والمجلس العام مع إضافة بعض الجماليات للمسجد والتنور ومكان صناعة الحلوى وكذلك المدخل والحائط والبئر، وتركيب الإنارة التجميلية أمام المدخل وممرات الحارة.

ويساهم هذا المشروع الكبير في تحول قرية إمطي إلى مقصد باعتبارها قرية فنية سياحية تتم فيها استضافة فنانين من أنحاء العالم، وإقامة ملتقيات تشكيلية وتصويرية وأنشطة فنية مختلفة بحيث تكون داعمة لنشاط القطاع السياحي في الدولة.

ويعرف عن قرية إمطي أنها تتميز بطابع معماري هندسي يعكس مهارة الإنسان العُماني القديم، وهندسته في التصميم والبناء. وتعد ولاية إزكي أحد أقدم المدن العمانية ذات التاريخ العريق، وتقع بمحافظة الداخلية.

ويواصل مشروع (تخليد اللحظة الأثرية بالفن) أنشطته الترميمية بحارتي العين والسواد بقرية إمطي بمبادرة من الفنانة التشكيلية مريم بنت محمد الزدجالية وأهالي القرية وبالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة، وذلك بهدف إبراز معالم بلد يزخر بتراث عريق وتاريخ يتوغل لآلاف السنين، والذي ساهم فيه الإنسان العماني ببناء القلاع والحصون والقرى الأثرية التي تشتهر بجمالها الخلاب وهويتها المتميزة.

خدمة التراث

يقول حمود بن محمد العزري -رئيس فريق بوابة زوار عمان الإلكترونية: إن المشروع يسهل إقامة فعاليات متعددة فنية سياحية ثقافية وهو من المشروعات الاستثنائية التي ستقدم أنموذجًا لتوظيف المواقع التاريخية وشد الأنظار إليها، ويجسد مدى قدرة الفنان على تسخير الفن لخدمة التراث، والفنانة مريم الزدجالية بخبرتها الطويلة ستقدم للجمهور تجربة فريدة في إيجاد التجانس بين مفردات مختلفة في هذا الموقع.

وأضاف العزري: إن هذه الفكرة التي تطرحها الفنانة مريم لإحياء الموقع وتضافر هذه الجهود جميعا هي مؤشرات نحو الإحساس الفردي والجماعي بمسؤولية المشاركة مع الجهات الحكومية نحو إيلاء هذه المواقع الرعاية وغرس قيم المحافظة عليها في فئات المجتمع المختلفة وفي الأجيال الناشئة من طلبة المدارس.

القرية الأثرية القديمة هي كتاب يحكي تاريخ ماضي الآباء والأجداد بما تحويه من أدوات تراثية تشهد على عراقة الماضي الأصيل.

من هنا تولدت فكرة الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية بإنشاء معرض فني ثقافي باختيارها قرية إمطي (العين والسواد) لتحظى بهذا التجسيد الرائع لتحيي من خلاله ماضي الآباء والأجداد كنوز لا توصف تحملها هذي القرية تحكي كل قطعة بها تاريخا عظيما ما بين أدوات ووسائل الطبخ وأدوات التشييد من أبواب وشبابيك بجانب أدوات الحياة اليومية التي استخدمها آباؤنا وأجدادنا في هذه القرية للزراعة وتربية المواشي.

الأحياء العمانية

وقال حمود العزري: إن عُماننا الحبيبة حباها الله بموروثات جميلة وكل من يزورها يلفت انتباهه الحارات القديمة المترامية في معظم الأحياء العمانية، بيوت حجرية وبعضها طينية أسقفها خشبية من حطب الكندل وجذوع النخيل، هجرها سكانها واتجهوا نحو البيوت الحديثة، ومن هذه الحارات حارة العين بقرية إمطي بولاية إزكي، كما أن منظومة الحياة قد اكتملت بجريان فلج السواد بطريقة هندسية فريدة بين بيوت الحارة والمزارع والذي شقته الأيادي البارعة، فهذه الحارة تشكل كنزا تراثيا فعندما تتجول فيها تشاهد جمالها وسحرها وتحس بالراحة والدفء بحيث تشعر بأنك تمشي ضمن حكاية تروي حياة سكانها، حيث كانت الحارة عبارة عن مدينة مصغرة لها أبوابها ومساجدها ومدارسها لتحفيظ القرآن الكريم تغرس في النشأ جذور العادات والتقاليد العريقة قبل أن تلقن الأطفال العلم وتربي الأجيال على مبدأ العلم والعمل والكفاح من أجل الحياة.