No Image
الاقتصادية

العوابي.. وجهة سياحية متنوعة تحتاج إلى دعم وتطوير

03 يونيو 2023
03 يونيو 2023

تعد ولاية العوابي في محافظة جنوب الباطنة مقصدا بارزا للسياح والزوار الذين يبحثون عن الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة، وتستقبل الولاية عددا كبيرا من السياح طوال العام، وتشهد زيادة في الإقبال خلال مواسم الأمطار وفصل الصيف، نظرا إلى تنوع تضاريسها حيث تتواجد بها السهول المنبسطة والجبال الشاهقة والوديان الجميلة والبساتين الخضراء والعيون المائية و الأفلاج الخصبة، هذا التنوع البيئي يوفر فرصا متعددة للاستمتاع بجمال الطبيعة واكتشافها.

بفضل جمالها الطبيعي وتاريخها الغني، تعد العوابي وجهة مثالية للاستكشاف. تتوفر فيها العديد من الأماكن السياحية والمعالم التاريخية التي تستحق الزيارة.

رافد اقتصادي

وقال أحمد بن سعيد البحري: إن السياحة في جميع الدول تعد رافدا مهما للاقتصاد وتعزز الدخل القومي، وتلعب دورا حيويا لتسويق مقومات البلد والمواقع السياحية والأماكن التاريخية، وتسهم في تبادل الثقافات والتعرف على عادات وتقاليد الشعوب، موضحا أن الإنسان عندما يسافر إلى بلد آخر، يتعرف على ثقافاته وعاداته وتقاليده، وبالتالي يحدث التبادل الثقافي بين الشعوب، وتبرز أهمية دور المجتمع في هذا السياق، حيث يقوم بالاستثمار والترويج للسياحة باستخدام كل الوسائل المتاحة، بدءًا من التقنيات والوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي وصولاً إلى العمل التوعوي والتثقيف لأفراد المجتمع.

وأشار إلى أن توعية وتثقيف أفراد المجتمع بأهمية السياحة وفوائدها الاقتصادية، وتشجيعهم على تأسيس مشاريع سياحية صغيرة ومتوسطة، وتحفيز الشباب على استغلال إمكانياتهم والاستفادة من تدفق حركة السياح، مما يحقق النمو الاقتصادي وتعزيز فرص العمل وتنمية المجتمع المحلي.

وبين البحري أن ولاية العوابي تحتضن العديد من المعالم الأثرية والتاريخية، التي تعكس حضارة وتراث هذه الولاية. وتُعد هذه المعالم كنزًا ثمينًا في محافظة جنوب الباطنة. ومن بين المعالم الأثرية المهمة في العوابي، تبرز الحصون التي تتواجد في الولاية، منها حصن العوابي، والذي يعرفه البعض بالبيت الغربي أو بيت الفوق، ويقع الحصن على مدخل وادي بني خروص من الجهة الغربية، ويسيطر على مدخل الولاية ونقطة توزيع فلج العوابي، ويعود بناؤه إلى أوائل القرن الثالث عشر الهجري، وكان مقرًا للوالي. وحصن الصلوت، الذي يقع على قمة جبل ويطل على فلج قرية ستال بوادي بني خروص، كما يوجد حصن الهجير، وهو يتألف من بناءين منفصلين يقعان في هضبة جبلية ترتفع عن سطح الأرض بحوالي 250 مترا، ويكشفان قرية الهجير. وحصن السافل، الذي يقع في مسفاة الشريقيين بوادي بني خروص.

وبالإضافة إلى الحصون، تحتوي العوابي على مساجد أثرية شهيرة، تحمل دلالات دينية وتاريخية. من بينها مسجد الغمامة، والذي يقع في قرية الهجار بوادي بني خروص، وقد بناه الإمام وارث بن كعب الخروصي. وتم ترميمه مؤخرًا للحفاظ على جمالياته وقيمته التاريخية.

وأشار إلى أن قرية العلياء بولاية العوابي تتميز بمجموعة من الكتابات الصخرية الفريدة، التي تروي أحداث وتاريخ الماضي الذي مرت به القرية، وموضحا أن هذه الكتابات استمرت على مدار السنوات الطويلة على الرغم من التعرض لظروف التعرية، وأصبحت اليوم معلما يجذب زوار القرية، حيث يأتون للاطلاع على محتواها والتعرف على تفاصيلها التاريخية، ويأخذون الصور التوثيقية لها.

وعن شركة العلياء الأهلية أوضح البحري أن الشركة تهدف إلى تطوير وتنظيم الحركة السياحية داخل القرية، تحت إشراف وزارة السياحة، وتقوم الشركة بإدارة وتشغيل المشروع السياحي في القرية، وتلتزم بالضوابط والمعايير التي وضعتها الوزارة. مشيرا إلى أن الشركة توفر مركزًا لتقديم الخدمات للزوار، الذي يعمل على تقديم التوجيه والإرشاد للزوار، وتوفير مجموعة من المعلومات المفيدة عن القرية ومعالمها السياحية. كما يقوم المركز بإعداد قاعدة بيانات لتجميع وتحصيل أعداد السياح القادمين إلى القرية، وتوفير المنشورات والكتيبات التعريفية التي تسهم في تعزيز الوعي السياحي.

آثار تاريخية

وقال طارق بن محمد الخروصي: إن الولاية تتمتع بتنوع المقومات السياحية والطبيعية والتاريخية. وتشتهر الولاية بالعديد من المعالم الأثرية مثل الحصون والأبراج والبيوت القديمة التاريخية، بما في ذلك حصن العوابي ومساجد الصلوت وبرجي السد والنجور وبيوت المسفاة. ومن بين المعالم السياحية الأخرى في الولاية، يبرز وادي بني خروص مع قراه المتعددة، والذي يتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، مشيرا إلى أن الصبيخاء وفلج بني خزير تعدان جزءا من المعالم السياحية في الولاية التي تتميز بجمالها الطبيعي وتوفر تجارب فريدة للزوار.

وأكد الخروصي، أن هذه المناطق الطبيعية الخلابة والآثار التاريخية تعد محط اهتمام للزوار الذين يقصدون ولاية العوابي، موضحا أن الولاية تشهد تدفقا كبيرا من السياح، خاصة عند هطول الأمطار وجريان الأودية والشعاب، وتتشكل البرك المائية.

وأعرب الخروصي عن تقديره للأدوار الكبيرة التي تقوم بها جميع الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية في تعزيز الجانب السياحي في ولاية العوابي، وحماية والحفاظ على هذه المقومات السياحية، متأملا أن تتبنى بعض الأفكار الإبداعية التي تستهدف جذب السياح وتعزيز الحركة التجارية في الولاية، مثل بناء النزل التراثية وتطوير أكشاك البيع والمقاهي ذات الطابع التراثي المطور، وتوفير الدورات المياه والممرات المسفلتة، معبرا عن أمله أن ترى هذه الأفكار النور قريبًا بالتعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمع.

أفكار ومقترحات

وأشار أحمد بن سالم الشريقي إلى تنوع بيئة ولاية العوابي وتضاريسها المتنوعة، حيث يمكن الوصول بسهولة من مركز الولاية إلى قمم الجبال وبطون الأودية، كما توجد مزارع خصبة ومدرجات زراعية في عدة قرى، وعدد من العيون المائية و الأفلاج.

أكد الشريقي أن الأودية في ولاية العوابي تتمتع بمناظر خلابة، وخاصة عند هطول الأمطار، حيث تصبح وجهات سياحية جذابة عند وجود المياه، وتظل هذه المياه في بعض الأحيان لفترات طويلة، مشيرا إلى جمال المدرجات الزراعية الموجودة في مزرعة جلب، والتي تعد عاملا مهما في جذب السياح والزوار إلى وادي بني خروص، حيث يستمتعون بجمال المناظر الطبيعية ويلتقطون الصور.

واقترح أحمد بن سالم الشريقي استغلال المواقع الأثرية والتراثية كمزارات سياحية من خلال تطويرها وصيانتها وتحسينها، وتوفير الخدمات الأساسية في تلك المواقع مثل المرافق العامة ودورات المياه والمصليات والمقاهي الصغيرة والكافيهات. كما يمكن تشجير تلك الأماكن وإنشاء مظلات للجلوس وبعض الألعاب البسيطة للأطفال.

وأضاف إنه يمكن أيضًا استضافة معارض للحرفيين من أبناء الولاية الذين يمتلكون مهارات حرفية يدوية ومشغولات فنية مثل السعفيات والنقش على الخشب وصناعة البخور والمنسوجات اليدوية وغيرها. يمكن عرض هذه المشغولات في معارض لجذب السياح والزوار. وبالنسبة للبيوت الأثرية، يمكن استغلالها من خلال إعادة ترميمها وصيانتها وتحويلها إلى مساكن تراثية للإقامة. كما يمكن استغلالها لإقامة متاحف أو مقاهٍ تاريخية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة فريدة واكتشاف التراث المحلي.

مقومات سياحية

وأكد محمد بن حمد الخروصي أهمية قرية العلياء في وادي بني خروص كمقوم سياحي في ولاية العوابي، نظرا لموقعها الجغرافي، حيث يحدها جبل الأخضر من الجنوب وولاية نخل من الشمال، وما تتميز به القرية من أجواء باردة في الصيف ومناظر طبيعية خلابة ووجود البرك المائية التي يمكن الوصول إليها سيرا على الأقدام، بالإضافة إلى المواقع الأثرية والمعالم مثل بيت الصاروج الذي يعود لفترة الإمام سيف بن سلطان اليعربي والكتابات الصخرية وضريح الشيخ أبي نبهان الخروصي.

وأضاف الخروصي إن المناظر الطبيعية والآثار في القرية تسهم في تنشيط السياحة الداخلية، حيث يأتي السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها للاستمتاع والاستجمام في مناظرها الطبيعية والاستمتاع بالبرك المائية الكثيرة، مشيرا إلى أنه يوجد بعض الخدمات التي تنقص القرية مثل وجود مرشد سياحي وضرورة إنشاء مرافق أخرى مثل دورات المياه في مواقع متعددة وإقامة مظلات للاستراحة وتوفير حاويات لرمي المخلفات، بالإضافة إلى وضع لوائح إرشادية لتعريف الزوار بالمواقع السياحية.

البيئة الجغرافية

وقال صالح بن عابد الخروصي: إن ولاية العوابي، التي تقع في جنوب الباطنة، تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، حيث تعد نقطة اتصال ورابطة بين العديد من الولايات والمحافظات. وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع العوابي بالعديد من المعالم السياحية الطبيعية والأثرية. ومن بين هذه المعالم، يبرز حصن العوابي، الذي يعد صرحا شامخا يتمركز في مركز الولاية. وتوجد أيضا العديد من الأبراج والحوائر القديمة المنتشرة في قرى الولاية، والتي تحمل في جنباتها وجدرانها قصص وكفاح الإنسان العماني عبر العصور المتعاقبة.

وأوضح الخروصي، أن ولاية العوابي تتمتع بمناظر خلابة ومتنوعة تجذب الزوار إليها، ويمكن للزائرين الاستمتاع بجمال الجبال الشاهقة بألوانها الزاهية والبراري والسهول الممتدة، بالإضافة إلى الأشجار والنباتات البرية المعروفة التي تزين المنطقة، ويمكنهم أيضًا استكشاف الينابيع المتدفقة من بطون الأودية والمزارع والحقول الخضراء التي تغطي معظم قرى ولاية العوابي.

ويأمل الخروصي من الجهات المعنية تعزيز ولاية العوابي ودعم الأهالي والشباب وتشجيعهم على الاستثمار في قطاع السياحة، فعلى سبيل المثال يمكن أن يتضمن إنشاء كشكات على الطرق وترميم البيوت القديمة والحوائر وتحويلها إلى نزل سياحية وإقامة مقاهٍ ومطاعم شعبية.

وإقامة برامج وفعاليات مصاحبة في قرية العلياء التي تحظى بنصيب الأسد في الجانب السياحي بالولاية، حيث يمكن لهذه البرامج والفعاليات أن تسهم في جذب المزيد من السياح وتعزيز الحركة السياحية، مؤكدا أهمية التعاون والتكاتف بين جميع الجهات لتحقيق التطوير والاستثمار في القطاع السياحي في ولاية العوابي.

ميبان البوتة

وقال صالح بن علي الهطالي: إن من بين الأماكن السياحية في الولاية شلال البوتة "ميبان البوتة"، الذي يقع في وادي الجمل بقرية الهجير، ويتميز الشلال بارتفاع يصل إلى حوالي 50 مترا، ونقاوة المياه المتدفقة منه وبرودة مياهه صيفا وشتاءا يبعد عن قرية الهجير خمسة كيلومترات، مشيرا إلى أنه يعد مكانا مناسبا لهواة التسلق والمغامرات، ويستقطب الكثير من الزوار، مردفا أن الموقع ينقصه جميع الخدمات التي يحتاجها السياح والزوار لتوفير تجربة سياحية مريحة وممتعة للزوار.

بيئة جبلية

وقال محمد بن سالم الحلحلي: إن قرية حلحل في ولاية العوابي من الأماكن السياحية تنفرد باعتدال طقسها والذي يشبه اعتدال مناخ ولاية الجبل الأخضر وتتميز القرية بتنوع تضاريسها و بيئاتها الجبلية والتي يقصدها السياح كثيرا بقصد رياضة المشي الجبلي والاستمتاع بمناظرها الخلابة التي تشتهر بها قرية حلحل حيث يوجد بها العديد من الأشجار والنباتات المتنوعة أشجار العلعلان والبوت والخوخ والمشمش والعنب والرمان.

وأشار الحلحلي قائلا: من الضروري إيجاد خدمات لقرية حلحل كإيصال خدمات الكهرباء وشق طريق للقرية وهذا الاهتمام له دور كبير لرفع القيمة السياحية في الولاية.