الدولة البوسعيدية ورسوخ الهوية الوطنية
10 نوفمبر 2025
10 نوفمبر 2025
نعيش هذه الأيام ذكرى مرور 281 عامًا على تأسيس الدولة البوسعيدية بقيادة الإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي في 20 نوفمبر 1744م؛ حيث كانت بمثابة الانطلاقة التي رسخت العمق التاريخي والثقافي والحضاري لعُمان على مر القرون.
هذا الإرث العظيم يعكس رسوخ الهوية الوطنية، والاعتزاز بسلاطين البلاد، والارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم منذ الإمام المؤسس وصولًا إلى العهد الزاهر لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي يقود نهضة متجددة امتدادًا لأسلافه المؤسسين الذين عملوا بثبات لترسيخ أركان الدولة البوسعيدية، وضمان الوحدة والاستقرار والاطمئنان التي ينعم بها المواطنون، فكانوا صمام أمان عُمان أمام التحديات والمتغيرات التي تعصف بالعالم؛ ليبقى الوطن هو الحضن الدافئ للعُماني.
تجسّد فترة تأسيس الدولة البوسعيدية على يد الإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي اللبنة الأولى لوضع أساس وحدة البلاد تحت راية واحدة وهدف مشترك ومصير واحد أمام التحديات والتهديدات الخارجية في صورة رسمت ملامح السيادة الوطنية، ورسّخت مفهوم اللحمة الوطنية مستندة إلى قيم الاستقرار والانفتاح السياسي والاقتصادي.
وتواصل الدولة البوسعيدية بتكاتف العُمانيين مسيرة البناء والتجديد التي بدأها المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي في عام 1744م ويقود نهضتها المتجددة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى يومنا هذا بكل عزم واقتدار؛ حيث أشار جلالته إلى ذلك في خطابه يوم 11 يناير 2025م بمناسبة مرور خمس سنوات من تولي جلالته مقاليد الحكم، قائلا: «إنّهُ لمن دواعي سُرورِنا وتكريمًا لأسلافِنا من السّلاطين واستحضارًا ليومٍ مجيدٍ من تاريخِ عُمان الحافلِ بالأيامِ المشرقةِ أن نُعْلِنَ في هذا المقام بأن يكونَ يومُ العشرينَ من نوفمبر من كلِّ عامٍ يومًا وطنيًّا لسلطنةِ عُمان وهو اليومُ الذي تشرَّفتْ فيه الأسرةُ البوسعيديّة بخدمةِ هذا الوطنِ العزيز منذُ العامِ (1744) على يدِ الإمامِ المؤسّسِ السّيد أحمدَ بنِ سعيدٍ البوسعيدي الذي وحَّدَ رايةَ الأمَّةِ العُمانيةِ وقادَ نضالَها وتضحياتِها الجليلةِ في سبيلِ السّيادةِ الكاملةِ على أرضِ عُمان والحريّةِ والكرامةِ لأبنائِها الكرام، وجاءَ من بعدِهِ سلاطينٌ عِظام حملوا رايَتَها بكلِ شجاعةٍ واِقتدار وأكملُوا مسيرَتَها الظافرة بكلِ عزمٍ وإصرار».
لقد تجلّت العلاقة الوطيدة بين القيادة البوسعيدية التي يواصل نهجها الحكيم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وبين المواطنين في أبهى صورها من خلال التواصل المباشر، وتعزيز نهج المشاركة المجتمعية والإنصات لما يبديه المجتمع من وجهات ونظر وآراء في مختلف الجوانب التي تهم وتخص الوطن والمواطن التي بلا شك تشير إلى تجسيد الولاء والاحترام المتبادل، ويعكس مدى أهمية اللقاءات الدورية بين القيادة والمواطنين ما يعكس نهج الدولة البوسعيدية بقيادة سلاطينها على مر العصور في الاهتمام والاستماع لتطلعات المواطنين، وبناء جسور من الحوار في مشهدٍ يعكس تلاحم القيادة والمجتمع.
إن الاحتفال باليوم الوطني لسلطنة عُمان في 20 نوفمبر من كل عام الذي يصادف تأسيس الدولة البوسعيدية قبل 281 عاما يمثل امتنانًا وعرفانًا لما أنجزه سلاطين عُمان على مدار ثلاثة قرون استطاعوا خلالها الحفاظ على وحدة البلاد وتعزيزها، واستقرار الدولة، واستقلال القرار السياسي العُماني في التعامل مع مختلف الأحداث والمتغيرات على الساحة الدولية. وهو ما يبعث على الفخر والسرور والامتنان للقائد المؤسس الفذ الذي رسم ملامح الدولة وسطّر بطولاتها في سجّلات التاريخ المضيئة بأمجاد عُمان.
إننا ننعم اليوم بإرثٍ راسخٍ من التاريخ العريق الذي أسسه سلاطين الدولة البوسعيدية منذ عام 1744م، وننعم أيضا بالقيادة الحكيمة الفذّة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، ونعيش من خلالها مرحلة مشرقة مزدهرة من التطوّر والنمو والاستدامة في مختلف المجالات والقطاعات التنموية وعلى مختلف الأصعدة.
وما نعيشه اليوم من نهضة وتطور ونماء هو نتاج رصيدٍ من التاريخ العريق والنهج الحكيم الراسخ للدولة البوسعيدية التي رسمت ملامح الحاضر، وستصنع المستقبل الواعد لعُمان وشعبها.
إن الاحتفال باليوم الوطني فرصة لاستذكار المنجزات التي تحققت بقيادة سلاطين عُمان الملهمين، وإعادة إحياء المشاهد التاريخية العظيمة منذ تأسيس الدولة البوسعيدية إلى عهد مجدد نهضة عُمان جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأدامه عزًّا وفخرًا لعُمان وشعبها.
