نوافذ : شمس واحدة لا تكفي

07 يونيو 2022
07 يونيو 2022

Ashuily.om

مبادرات تتلمس طريقها لجعل الشمس مصدرا للطاقة البديلة في سلطنة عمان، ويقود هذه المبادرات برنامج «ساهم» الطموح الذي دشنته هيئة تنظيم الخدمات العامة لتشجيع الأفراد والمؤسسات على تركيب الألواح الشمسية ووصفته الهيئة بأنه «سيؤدي إلى انخفاض انبعاثات غازات الكربون الضارة والحفاظ على جودة الهواء، وصون وتوفير موارد الغاز الطبيعي» وتوفير الفرص الوظيفية وغيرها من الفوائد.

مثل هذا المشروع ليس بجديد في العالم فكثير من الدول لا سيما المتقدمة منها خطت خطوات كبيرة في مجال الانتقال إلى الطاقة الخضراء البديلة في توليد الكهرباء فأنارت قرى ومدنا بأكملها بطاقة الشمس. وقد تكون ألمانيا أفضل الأمثلة في استغلال هذه التقنية، حيث تعد أكبر مستخدم للألواح الشمسية الصغيرة الحجم في العالم وتوفر هذه الألواح ما نسبته 60% من الطاقة التي تستهلكها ألمانيا من هذه الألواح، علاوة على استخدام وسائل أخرى بديلة للطاقة مثل توربينات الرياح والأمواج وغيرها من البدائل الصديقة للبيئة التي يتوقع الألمان بأنها سوف تنقلهم إلى العالم الجديد المعتمد على الطاقة البديلة بدلا من الطاقات التقليدية كالغاز الطبيعي والنفط والفحم الحجري وحتى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء.

واشتملت التجربة الألمانية على برنامج «لتركيب 100 ألف لوح من الألواح الشمسية على أسطح المنازل مدعومة بقروض ميسرة للراغبين في التحول إلى الطاقة البديلة مع توافر رسوم جذابة مقابل الطاقة المباعة من قبل المستهلك للحكومة أو الشركة المشرفة على الكهرباء».

ألمانيا كما قلت ليست الوحيدة التي استغلت شمسها الباردة في التنمية والتطوير والتحول التدريجي إلى الطاقة البديلة، بل إن العالم يضج بمثل هذه التجارب وهنالك العديد من الأمثلة على استخدام مزارع الطاقة الشمسية في كل أنحاء العالم، حتى هنا لدينا تجربة رائدة جميلة في هذا النوع من الشراكات في إقامة المزارع الشمسية منها على سبيل المثال مشروع مرآة بشراكة بين شركة تنمية نفط عمان وشركة جلاس بوينت لتوليد البخار بالطاقة الشمسية في جنوب منطقة الامتياز في حقل أمل التابع للشركة وبطاقة إنتاجية تبلغ 1021 ميجاواط حراري حيث يستخدم البخار في عمليات الاستخلاص المعزز للنفط لاستخلاص النفط اللزج. كما يمكن استخدام الفائض من الطاقة لإنارة المنازل وتوفير الكهرباء لأكثر من 209 آلاف شخص في سلطنة عمان حسبما ورد في موقع الشركة على الشبكة.

المبادرات المحلية لجعل سلطنة عمان على خريطة الدول السباقة في تقنيات الطاقة الخضراء تكللت بوضع الخطة الوطنية للطاقة بكافة أشكالها وأنواعها، حيث تستهدف هذه الخطة دراسة التوجهات الاستراتيجية لقطاع الطاقة لتشمل كافة التقنيات الخضراء بما فيها الاستفادة من الهيدروجين الأخضر، وما تأسيس التحالف الوطني للهيدروجين الأخضر إلا إرساء لمكانة سلطنة عُمان على خريطة تطوير إنتاج الهيدروجين النظيف واستخدامه، حيث يضم هذا التحالف 13 مؤسسة رئيسية من القطاعين العام والخاص.

وبجانب الهيدروجين الأخضر وطاقة الشمس تقف توربينات ظفار الـ13 عاليا لتزيد من إنتاج الطاقة الكهربائية المولدة من الرياح إنتاج كهرباء، حيث بلغ إنتاج الكهرباء من هذه التوربينات أكثر من 30 جيجاواط ساعة ومن المؤمل أن يتوسع المشروع بإضافة توربينات إضافية مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الدراسات أكدت على وجود مستقبل واعد في طاقة الرياح، ويمكن ربط مجموعة من توربينات الرياح على السواحل من صور جنوبًا إلى محافظة ظفار لتميزها بطاقة رياح عالية.

هذه بعض من ملامح خطة التحول إلى الاقتصاد الأخضر التي حددتها رؤية عُمان 2040 والمستقبل حافل بالكثير من المفاجآت في مجال توليد الطاقة الخضراء النظيفة بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان وتوافر كل المقومات الطبيعية من شمس ورياح وبحار وغاز طبيعي ونفط وفحم حجري وموارد تعدينية تتضافر كلها في توفير طاقة مستقبلية للعالم أجمع.

شمس واحدة لا تكفي للأرض، وهذا ما تحاول الصين حاليا القيام به من تجارب نووية حيث أطلقت مفاعلها النووي «الشمس الاصطناعية» وتهدف هذه التجارب إلى محاكاة الشمس في تفاعلاتها لإنتاج كميات هائلة من الطاقة، وكما يقول القائمون على هذا المشروع إن هذه التجارب لا تسعى إلى توليد كهرباء قابلة للاستخدام لكن لتطوير مجال فيزياء الاندماج النووي.