نجاح السياحة الشتوية

نجحت السياحة الشتوية في سلطنة عمان هذا العام برؤية أفضل تبشر بمستقبل واعد خلال الأعوام القادمة للحراك الذي لامسه المجتمع وتجاوبت معه الجهات المعنية واستطاعت أن تبرهنه واقعا معاشا في محافظات سلطنة عمان.

وإن كانت نسبة الحراك السياحي ما زالت خجولة ولا ترقى للطموحات لكن في فكر المستقرئ لهذا الواقع لا سيما خلال الفصل الشتوي الحالي فإن هناك نسبة تحول إيجابي من خلال استثمار المقومات وتعزيزها وتنشيطها بشكل أفضل يوازي ما تتمتع به المحافظات من ميزة تنافسية تدعو لأهمية تفعيل هذه السياحة بشكل يولد رافدا ماديا ومعنويا يخدم توجهات الرؤية ويسهم في نماء المجتمع سياحيا ويجد بدائل عن السياحة الخارجية.

عمان بها من المقومات الكثير ولعل تنوعها التضاريسي يعد واحدا من أهم العوامل الكامنة وراء زيادة أعداد السياح الأجانب وكذلك المواطن الذي بات أقرب لاستغلال مفردات السياحة الداخلية في بلاده.

الفعاليات والترفيه من أهم عوامل صناعة السياحة بشتى فصولها وإذا ما أردنا تفعيل المواقع السياحية فعلينا أن نكون أكثر انفتاحا وأن نفكر خارج الصندوق ولعل واقعنا السياحي يتطلب اليوم تفعيل واستقطاب وإنشاء الشركات السياحية القادرة على صناعة الفعاليات وصناعة الترفيه وتقديم أفضل الخدمات في مواقع سلطنة عمان السياحية سواء كانت في فصل الشتاء أو مختلف فصول العام.

السياحة صناعة، متى ما استطعنا تهيئة البنية الأساسية لها والأرضية الصلبة لمقوماتها سننجح في رفد الاقتصاد النامي بمكونات الذهب الأسود منذ سنوات النهضة الأولى، واليوم الكثير من دول العالم تتحدث بلغة السياحة كعامل جذب اقتصادي له من الإيرادات الكثير عبر استغلال كافة المقومات التي حبا الله بها عماننا الحبيبة.

علينا أن نستفيد من التجارب كما علينا أن نتعلم من الدروس، فالتنافس في قطاع السياحة بين الدول اليوم يدعو لمزيد من الجهد والعطاء لاستثمار مقومات المحافظات وتعزيزها وإيجاد خيارات متنوعة لمستقبل سياحي يدعو للتفاؤل، ولعل حراك السياحة الشتوية هذا العام في شتى المواقع وفي مختلف المحافظات عامل إيجابي وسانحة طيبة تبشر بالخير وتدعو للتفاؤل عبر تنوع الثراء السياحي في عموم سلطنة عمان.

نأمل أن تكون عمان خريطة سياحية متكاملة عبر استثمار مكونات محافظات سلطنة عمان وإيجاد رؤية سياحية متكاملة وأن تكون عمان مشروعا سياحيا قادما وناجحا بإذن الله عبر الاهتمام بهذا القطاع وجعله صناعة دائمة على مدار العام ولعل السياحة الشتوية واحدة من الجماليات.

سيف الناعبي كاتب في الشؤون المحلية