مكانة عالمية لجهاز الاستثمار
قبل 3 أيام أصدرت منصة البيانات العالمية أس دبليو أف (SWF) المتخصصة في تصنيف الصناديق السيادية للدول في العالم تصنيفا، قد يكون فاجأ البعض في الداخل والخارج بتصدر صندوق جهاز الاستثمار في سلطنة عمان قائمة صناديق الثروة السيادية في العالم بمعدل العائد على الاستثمار.
قد يكون مر البعض على الخبر مرورا عاديا، ولم ينتبه لأهميته خلال المرحلة المقبلة، وذلك عن المحافظ الاستثمارية لجهاز الاستثمار العماني «التنمية الوطنية والأجيال»، وحصوله على المركز الأول من حيث الأداء المالي مقارنة بالصناديق السيادية في العالم بمعدل 8.8 عن 2022، متصدرا 20 صندوقا سياديا في العالم، منها 6 صناديق حققت معدلات أرباح، فيما تعرضت 14 منها لخسائر.
حققت محفظة الأجيال التي تشمل استثمارات في الأسواق العامة أداء يتجاوز مؤشر الأداء العالمي بنسبة 9.5%، فيما حققت مؤشرات السهم العامة وسندات الدخل الثابت أداء تجاوز 10% على مؤشر أم أس سي آي (MSCI) و8.5% على قائمة مؤشر السندات العالمية، ونسبة 11% على مؤشر ستاندر آند بورز 500، و25% على مؤشر ناسداك، وكل هذه المؤشرات لها تأثير عالمي في تصنيفاتها، في الأسواق الخاصة ارتفع أداء محفظتها بنسبة 3.3% مقارنة بعام 2021.
وقد حقق هذا الإنجاز المالي العالمي هدفين مهمين جدا، الأول، أوضح أهمية نجاح اختيار المشاريع الداخلية والخارجية التي أقدم عليها الجهاز، ورؤية القائمين فيه على ذلك، وهذا يعني أنها كانت خطوات حققت المبتغى منها.
ثانيا، يعكس أهمية الشفافية التي يتبعها نظام الصندوق والحوكمة التي وصل إليها وفق المعايير الدولية، مما يبعث رسالة اطمئنان للراغبين في الاستثمار بسلطنة عُمان.
وقد حقق أهمية كبرى على الصعيدين الداخلي والخارجي، فالأول يعزز قوة سلطنة عُمان المالية في تصنيفات المؤشرات الدولية مما يسهم في تقدمها، ويحسّن مستواها التنافسي، ويساعد على استقطاب الاستثمارات الخارجية إليها من خلال طمأنة المستثمرين إلى جانب الشركاء في المشاريع الكبيرة، كما يعطي المزيد من القدرة على التوسع في الاستثمارات الخارجية المتنوعة والفريدة والمتقدمة منها.
وخارجيا يعزز من مكانة جهاز الاستثمار في سلطنة عُمان على المستوى الدولي، كونه يتبع نهجا متميزا، ويطمئن الدول الراغبة في الدخول بشراكات مع الحكومة في مشاريع قادمة وكذا المستثمرين، ويرسخ من مكانته كصندوق سيادي يتّبع معايير دولية ناجحة في أدائه.
يحسب لجهاز الاستثمار أمر مهم جدا وهو أنه يحقق هذا الإنجاز العالمي كأعلى عائد عن استثماراته عام 2022 م في أوقات اقتصادية ومالية استثنائية يمر بها العالم الذي للتو خرج من جائحة كورونا وما زال ينفض غبارها، ومن الصعب وقتها التكهن بالقراءات التحليلية لتوجهات الأسواق العالمية المتنوعة والمضطربة تحت وابل الأخبار والتحليلات المتواترة، حيث تعامل بحكمة مع كل تلك الظروف المحيطة والتحديات القائمة وانتقاء أفضل المشاريع الداخلية والخارجية التي يرى أنها ستحقق العوائد منها بأقل المخاطر من خلال استثماراته المتوزعة على 50 دولة في العالم، و160 شركة في الداخل.
