في الشباك :ارحل..ارحل

31 يناير 2024
31 يناير 2024

ارحل..ارحل كلمات تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية مطالبة برحيل الاتحاد العماني لكرة القدم بعد خروج المنتخب الوطني من دور المجموعات في نهائيات كأس آسيا المقامة حاليا في قطر والمستوى الهزيل الذي قدمه في مبارياته الثلاث التي لعبها والأحداث التي صاحبت المشاركة في هذه البطولة والتصريحات والمواقف التي حدثت كلها كانت عوامل أسهمت في ردة الفعل الغاضبة على واقع الكرة العمانية.

سيرحل مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم مثل ما رحل آخرون وسيبقى وضعنا الكروي كما هو عليه دون تغيير طالما الوضع الرياضي لم يتغير ليس في لعبة كرة القدم وحدها إنما في جميع الألعاب الرياضية التي وضعها ليس أفضل حالا من كرة القدم.

تجتهد مجالس إدارات الاتحادات الرياضية كما اجتهد آخرون قبلهم وفق الإمكانيات المتاحة لهم ونجحوا في جوانب وأخفقوا في جوانب أخرى لكن هذه النجاحات كانت وما زالت وقتية لأن الواقع الذي تعيشه الرياضة العمانية ليس في أفضل حال.

ينتسب للاتحاد العماني لكرة القدم 50 ناديا وهم يمثلون الجمعية العمومية ولكن الأندية الفاعلة التي تشارك في مسابقات الاتحاد لم تتجاوز 24 ناديا هذا الموسم بمعنى أقل من نصف أعضاء الجمعية العمومية.

الأندية هي أساس الألعاب الرياضية ومنها يخرج الإداري واللاعب والمدرب والحكم وغيرها من مكونات اللعبة لكن وضعها القائم لا يسمح لها أن تقوم بهذا الدور في ظل ضعف الإمكانيات المتوفرة لها وجمدت أندية أنشطتها وأندية أخرى اختفت تماما.

أين أندية فنجاء والعروبة والطليعة والسويق والنصر وظفار ومسقط وأهلي سداب ونادي عُمان، ألم تكن هذه الأندية هي الرافد والمنبع لنجوم بزغت في المنتخبات الوطنية؟!

علينا أن نرجع لأصل المشكلة التي نعاني منها وأن نجد لها الحلول الناجعة وليست الحلول الوقتية وواقعنا نعرفه جيدا وإذا عالجنا المشكلة من جذورها فإننا قادرون على الأفضل في ظل توفر المواهب لدينا وبما أنه لا يوجد اهتمام بهذه المواهب والمشاركة خجولة في دوري المراحل السنية فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على واقع منتخباتنا الوطنية.

مدارس تعليم الكرة التي ظلت الرافد الأساسي للمنتخبات الوطنية والتي خرّجت لنا جيلا ذهبيا من اللاعبين اختفت، ودائرة المنتخبات الوطنية التي كانت بديلا عن أكاديمية التفوق الرياضي والتي أشرفت عليها الوزارة المعنية لسنوات اختفت هي الأخرى واستُبدلت بمراكز التدريب التي وضعت كبديل لكنها لم تحقق الأهداف المرسومة لها حتى الآن.

وفق المعطيات الحالية والوضع القائم أتمنى أن تعيد الوزارة المعنية النظر في الدعم المقدم للأندية والاتحادات الرياضية وبما أنها الجهة المشرفة على الأندية والاتحادات فإنني اقترح أن تسلم الوزارة الاتحادات والأندية المصروفات الإدارية ورواتب الموظفين فقط، وتتولى الوزارة كافة الأمور المالية الأخرى من دفع رواتب لاعبي الأندية والأجهزة الفنية وتجهيز الفرق الرياضية ورواتب مدربي المنتخبات الوطنية وتجهيزها، ومكافآت الدوري وتشغيله من كافة الجوانب، وتكاليف المعسكرات والمشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية على أن يقدم كل ناد واتحاد أو لجنة رياضية خطة سنوية بمتطلباته واحتياجاته مبكرا للوزارة.

لا يعقل أبدا أن تكون موازنات الأندية المرصودة (40) ألف ريال عماني ومصاريف كرة القدم وحدها تتجاوز 250 ألف ريال عماني كأقل تقدير، ولا يعقل أن يكون دعم اتحاد الكرة (3) ملايين ريال عماني ونطالب منهم المستحيل في ظل وجود 7 منتخبات يشرف عليها الاتحاد و10 مسابقات سنوية ينظمها ورواتب موظفين وأجهزة فنية وإدارية وحكام وغيرها من الأمور وينطبق الحال على بقية الاتحادات الرياضية التي لا يتجاوز الدعم المقدم لها 300 ألف ريال عماني وبعضها 100 ألف ريال عماني شاملة رواتب الموظفين والمدربين والمسابقات والمنتخبات الوطنية والمشاركات الخارجية.

علينا أن نكون منصفين في تقييمنا للأمور وإذا كان هناك خطأ ما فإن الأنظمة الأساسية للاتحادات الرياضية والأندية منحتها الاستقلالية التامة في المحاسبة واتخاذ القرار المناسب لأنها هي المعنية بالأمر، وإذا كان رحيل مجلس إدارة اتحاد الكرة هو الحل لكل هذه المشكلات فإنني أنضم للمطالبين برحيل مجلس إدارة اتحاد الكرة.. ودمتم.