حملة للبحث عن «الهمستر»

23 سبتمبر 2023
23 سبتمبر 2023

بينما كانت الساعة تشير إلى العاشرة والربع صباحًا، قُرع جرس المنزل حيث تجمع الأهل لتناول القهوة بعد إفطار تقليدي أعدته الأُم التي اعتادت زيارة بيت ابنها نهاية كل شهر مُطمئنة عليه وعلى أحفادها منذ أن انتقل بأسرته الصغيرة من البلدة واستوطن مسقط قبل عشر سنوات مضت.

هرع الأطفال الصغار لفتح الباب بسبب قرع الجرس المتواصل ليعود أكبرهم فيُخبر الجَمع أن الجيران خرجوا في حملة تضامنية للبحث عن «روكي» الضّال الذي هرب من البيت منذ الليلة الماضية ولم يُعثر له على أثر.

توجهت الأم للابن قائلة: «أكيد هذا عامل المزرعة شارد وما محصلينه من يوم أمس».

وانطلقت في عدّ مساوئ الأيدي العاملة السائبة والمشاكل التي يتسببون في حدوثها واستشهدت لتأكيد ذلك بالعديد من الأمثلة التي حدثت في البلدة.

لم تترك لابنها مجالا للتعقيب بل أردفت: «المشكلة إنا نأّمن فيهم ولاّ من كان يصدُق العامل بو حميد بن سالم يشرد وهوه متربي معهم من يوم كان صغير؟ يقولوا كان عنده جوازين واحد عطاه حميد والثاني عنده».

ولما فرغت من حديثها صحح لها الابن مبتسما «يا مه ما شارد العامل.. شارد شي ثاني يقولوا له (همستر) يعني كما الفار مربيينه الجيران حال الصغيرين.. تو في هذا الوقت ما تستغربي حد يربي فار».

الحين عادي تشوفي شاب يقود (كلب) وسط الحارة ومسوي في رقبته ويديه سناسل أو يمّشيه على الشاطئ أو تسمعي عن بنت تغّفي سنور معها في الكرفاية.. أو ولد يحوط بغُول في رقبته.. تو ما حد ينقد أوين متطورين».

وواقع الحال يقول إن هناك أُسرًا تشتري لأبنائها فصائل غريبة من الحيوانات بلا هدف سوى التقليد وبسبب غياب الرؤى التي تطور من مداركهم ومواهبهم.. تجلب فصائل غريبة من الكلاب تطعمها كأبنائها وتصطحبها في نزهاتها دون أدنى مسؤولية.. هناك أُخرى مهووسة باقتناء القطط الغريبة التي تُستورد من الخارج وثالثة تهوى بالقوارض أو «الهمستر» التي تُشبه الفئران.

وبطبيعة الحال هذه ليست دعوة لعدم اقتناء الحيوانات الأليفة التي يُحبها الأطفال ويأنسون لوجودها في المنازل إنما تربية ما هو مألوف منها ولا يشكل أي خطر بعيدًا عن تقليد الأجانب مع مراعاة ألا يُلحق وجودها بالمنزل أي ضرر بالأطفال أو السُكان فهناك دراسات عِدة توصلت إلى أن القطط على سبيل المثال كانت من ضمن أسباب العقم لدى بعض الفتيات كما أنها قد تُسبب الإجهاض إضافة إلى مختلف أمراض الحساسية .

وبلا شك فإن اقتناء حيوانات من فصائل تعدُ قاتلة ومتوحشة كالكلاب التي تستخدم في مهام كالحراسة والكشف عن الجرائم والصيد واقتفاء مدمني المخدرات يقض مضجع الأسر في التجمعات السكنية لما قد تسببه من مخاطر فهناك حالات كثيرة سُجلت فيها حالات هجوم كلاب خرجت عن السيطرة استهدفت أطفالا وبالغين وتسببت في هلاكهم.

آخر نقطة..

لا يؤمن بمقولة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» إلا الفاشل لأن الغيب قد يأتي بما لا يسُره ولا يُرضيه. إن المُضي دون تخطيط واثق في طريق الحياة هو أقصر الطرق التي تؤدي إلى الفقر والذُل والمهانة.

عمر العبري كاتب عماني