جمعية الكتاب: حضور المرأة وجائزة المنجز الكتابي
كان من الابتكارات الجديدة في حقل جوائز الجمعية العمانية للكتاب والأدباء جائزة المنجز الكتابي التي حصل عليها كاتب هذه السطور. وأن يكرم المرء في بلده خير من ألف تكريم خارجها. أسعدني كثيرا الحصول عليها في دورتها الأولى، كما أشكر جريدة عمان على إبراز الخبر دون أن أنسى مباركات الأصدقاء وتهانيهم من داخل الوطن وخارجه.
كان من المفترض أن أسجل فقرة في برنامج المشهد الثقافي الذي يعده الزميل خلفان الزيدي، ولكن ربما بسبب أنه لم يتم التنسيق معي في ليلة الجائزة لم أحمل معي هاتفي في اليوم الثاني، وهي عادة أقوم بها أحيانا حين أعلم أنه لن تكون لدي مواعيد طيلة فترة الصباح فأترك الهاتف في المنزل وأخرج بدونه خاصة حين أنوي التركيز على موضوع ما أو إنهاء مقالة، وذلك لأن الهاتف بسبب الرسائل العديدة خاصة بعد الفوز بجائزة سأعلم بأنه لن يصمت حتى دقيقة سواء عبر الواتس أب أم الفيس بوك، حيث إنه ليس لي اشتراك في الوسيط تويتر، وربما لهذا السبب. لا شك أن وسائل التواصل تحمل معها قائمة طويلة من الإيجابيات ولكنها تضع مستخدمها في مهب جميع رياح الصدفة إن لم يقم بضبط رياحها وتوجيهها عوض أن تقوم هي بتوجيهه وتجعله «على قلق كأن الريح تحته» حسب بيت أبي الطيب الشهير الصالح لكل زمان.
الشكر الجزيل للجمعية العمانية للكتاب والأدباء وللجنة التحكيم على اختياري فائزا ضمن المترشحين الخمسة للجائزة التي أتمنى لها مستقبلا أن تحظى بمشاركات أوسع، كما أقترح لإدارة الجمعية -إن كان ما أراه مناسبا- هو أن تقوم بإخبار الفائزين قبل يوم على الأقل، ولكن ربما الجائزة تقصد من ذلك أن تفاجئهم بالفوز؟ ولكن لا بأس في إخبارهم، ولكي تحافظ على عنصر التشويق والمفاجأة –إن كان ضروريا- فيمكن أن يظل الأمر سريا بين الفائز والإدارة، كما يحصل في غير جائزة عربية. حيث يعلم الفائز بالنتيجة قبل ليلة واحدة ليكون مستعدا على أن يظل الأمر بينه وبين اللجنة والإدارة. وذلك لضمان حضوره. صحيح أن الإدارة توجه لجميع المشاركين وربما الصحفيين والإعلاميين والأعضاء رسائل ودعوات ولكنها تظل في بعضها مهنية وفي الأخرى اختيارية وذلك حسبا لظروف كل شخص.
لأنه قد يحدث كثيرا أن يدعى جميع المشاركين في المسابقة على ظن أنهم فائزون. هذا التفصيل ليس أكثر من اقتراح وربما لإدارة الجمعية رأي أكثر إقناعا.
الفائزون في المجالات الأخرى كذلك أتوجه إليهم بالتهنئة. يلاحظ هنا وعاما بعد عام بروز المرأة العمانية المثقفة وحيازتها المراكز الأولى، وهو دليل مثابرة وإصرار على التميز. حيث إن هناك - في الدورة الأخيرة - ثلاث مكرمات صاحب مسيرتهن الكتابية اجتهاد على أكثر من مستوى وكان أبرز مثال تكريم المبدعة جوخة الحارثي الفائزة بجائزة البوكر العالمية. دون أن ننسى إنجازات الشاعرة سعيدة خاطر والشاعرة بدرية البدري والمسرحية آمنة الربيع.
هناك كذلك أكثر من فائزة في جوائز الجمعية هذا العام، أود هنا أن أنوه بفوز رواية شريفة التوبي سجين الزرقة التي عالجت موضوعا في غاية الإنسانية وقد كانت كلمتها في البرنامج الإذاعي «المشهد الثقافي» مؤثرة وعميقة. كما أنوه كذلك بفوز أمل السعيدي بجائزة النص المفتوح العابر للنوع على باكورة مؤلفاتها «مدخل جانبي للبيت» هناك كذلك كاتبات حصدن جوائز في مجالات أخرى تم الإعلان عنها.
من المهم كذلك المباركة للجمعية العمانية للكتاب والأدباء على فتح فرعها في ولاية نزوى واختيار أحد أبناء هذه الولاية العلمية، الصحفي والإعلامي خلفان الزيدي ليكون مسؤولا عن هذا الفرع.
