العلاج بالغذاء والأعشاب..

لا أزال منبهرة بكتاب الدكتور صبري القباني «الغذاء..لا الدواء» المليء بوصفات غذائية وعشبية للتداوي.

ومن أمثلة التداوي لمن يشكو من حصى الكلى، أن يتناول مغلي عشبة البقدونس على الريق لعدد محدد من الأيام، وسيلاحظ سقوط الحصى، وإذا كان يشكو من الرمل في الكلى فعليه أن يشرب مغلي البقدونس ٣ أيام. أما الثوم فقد أثبت فعاليته في علاج آلام الركب، وأغلب الذين تخطوا الأربعين من العمر يشكون من ذلك، فقد أصبح الأمر من أمراض العصر المنتشرة.

ويفضل أن يشوى الثوم بتعريض الفصوص مع قشرها للنار قليلا، أو بتعريض رأس الثوم كاملا لبخار الماء لفترة؛ للتخلص من الرائحة وحرقة الطعم. ثم يتناول ٤ فصوص يوميا ولمدة ٦ أشهر، وسيلاحظ اختفاء الآلام تدريجيا مع الأيام إن كان هناك بقايا غضروف لم يتآكل بعد، وأن يكون في جدول طعامه اليومي حبات من الزيتون الأخضر، وإذا كان ممن يتناول مسيلات الدم عليه أن يلجأ لطبيبه في إعادة تحديد جرعة مسيل الدم، فالثوم له دور معزز لسيولة الدم.

توجد آلاف العلاجات بالغذاء والأعشاب، ويعتمد نجاح استخدامها وتوخي الأمان على معرفة الجرعة المناسبة ووقت ومدة تناول الغذاء أو العشبة. وقع في يدي كتاب يؤرخ لمحاربة الطب العربي في العراق لدى دخول المستعمر الغربي إليها، فقد طارد المستعمر الأطباء، وسجن العاملين في مجال الطب العربي إلى أن تم القضاء عليه، فقد كانت بغداد حاضرة العالم العربي والإسلامي لقرون طويلة منذ نشوء الدولة العباسية، وكانت مركزا للطب والعلوم والتطور العلمي.

تقول إليزابيث لونجينيس مع عدد من الكتاب في دراستها عن الصحة العامة ومهنة الطب في العالم العربي: إنه إبان الاستعمار الغربي للعراق تم الآتي «وفي العراق ـ كما في الكثير من البلدان العربية ـ وُضعت الصحة العامة بشكل رئيسي تحت رعاية وزارة الداخلية، الأمر الذي يعني ارتباط الأعمال الصحية بالأمن. ولم يصبح تعزيز صحة السكان همًّا رئيسيًا للحكومة إلا مع استقلال العراق وإنشاء وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية في ثلاثينيات القرن العشرين».

من الأهمية بمكان أن نعيد الاعتبار للطب العربي الذي اعتمد على الغذاء والأعشاب في التداوي، وأن يتم ابتعاث مجموعة من الطلبة لدراسة طب التداوي بالغذاء والأعشاب، وهو ينتشر حاليا في دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة وكندا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، ثم يتم إنشاء عيادات له في المراكز الصحية، وسيغنينا عن الكثير من المصاريف التي يتطلبها الطب الحالي في علاجاته وأدويته الغالية، فما قيمة عشبة البقدونس للتخلص من حصى الكلى مقابل جهاز التفتيت وملحقاته؟ وما قيمة الثوم في مقابل العمليات المعقدة لاستبدال مفاصل الركب؟ والقائمة تطول...