الخريف المزهر
شكل خريف ظفار مناسبة مهمة لمنتظريه عاما بعد آخر للداخل والخارج، ليصبح علامة فارقة في صيف الجزيرة العربية الحار الذي يدفع بالكثيرين من سكانها إلى شد الرحال إلى هذه البقعة من سلطنة عمان، حيث اعتدال المناخ وهطول الأمطار والرذاذ والاخضرار الذي بدأ باكرا في ولايات غرب محافظة ظفار منذ النصف الثاني من مايو الماضي. المناسبة السنوية التي استعدت لها الجهات المعنية لهذا العام، تميزت بالعديد من النقاط المهمة التي أعلنت تفاصيلها مؤخرا من قبل صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار وسعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار، كان أبرزها تمديد فعاليات الخريف إلى ٣ أشهر، وعودة بعض الفعاليات مثل السباق الدولي للدراجات الهوائية، الذي يعد أحد أهم المكاسب هذا العام، وتوزيع الفعاليات على 4 ولايات إضافية في المحافظة، ودعوة كل من ولايات صحار ونزوى وصور للمشاركة في الفعاليات التراثية، إلى جانب مسابقة «الدراج ريس» وعودة الماضي الذي يعد تجربة فريدة وغنية بمكوناتها التراثية والتاريخية، وزيادة عدد الفعاليات المتنوعة التي ستتيح المزيد من الخيارات أمام الزوار.
ولأول مرة تنظيم مهرجان ظفار الدولي للمسرح. المحاور التي ركز عليها القائمون على «الخريف المزهر» تمثلت في البيئة والصحة العامة والشباب والطفل والثقافة والفنون، وهو ما يتيح المزيد من الوجهات أمام الزائر وهذا يعد خطوة مهمة. هذا العام الذي يتوقع فيه أن يكون الإقبال على فعاليات الخريف أكبر من العام المنصرم الذي بلغ زواره قرابة المليون سائح من الداخل والخارج، واستفاد من الحركة الاقتصادية 1733 فردا ومؤسسة، ونظرا لزيادة الوقت والفعاليات والمواقع الجديدة التي ستكون لأول مرة في ثمريت وطاقة ومرباط وسدح، ويرفع من مستوى المهرجان اكتمال العديد من المشاريع التطويرية والواجهات الميدانية فيها، كما أن هناك الفنون التراثية والأسواق التاريخية والفعاليات الثقافية والمعارض المتخصصة. الخريف الذي يبهج النفس باخضرار دائم يعد مقصدا مهما للعائلة ومناخا استثنائيا وخيارا أفضل للباحثين عن سياحة متميزة، كما أنه يمثل فرصة للاستمتاع بالطقس الرائع والمناظر المبهرة والمياه الرقراقة، التي لا تتكرر كثيرا في الجزيرة العربية والبيئة المتنوعة والأجواء الخلابة التي تجعل منه خريفا مزهرا.
