أهمية تطوير مسندم

13 يونيو 2021
13 يونيو 2021

سالم بن سيف العبدلي / كاتب ومحلل اقتصادي -

تعتبر محافظة مسندم بولاياتها الأربع: خصب وبخاء ودبا ومدحاء جوهرة ثمينة ينبغي إبرازها للعالم، لتصبح ذات جذب سياحي يتمنى الجميع زيارتها وقضاء أوقات جميلة فيها، هذه المحافظة الغالية على قلوبنا جميعا هي حارسة الخليج والمضيق تقع أقصى شمال السلطنة وتعتبر فريدة من نوعها من حيث تنوع تضاريسها وجبالها الشاهقة وخلجانها المتعرجة الهادئة والتي تكثر فيها الدلافين والتي تطفو أحيانا على السطح مشكلة منظرا جميلا ويظن البعض أن مسندم عبارة عن جبال وبحر فقط ، إلا أن الحقيقة يوجد بها تنوع بيولوجي، فهناك السهول والشواطئ الجميلة خاصة في ولاية خصب عاصمة المحافظة.

سبق وأن كتبنا عن هذه المحافظة الجميلة وأهمية تطويرها وتشجيع الاستثمار فيها وجعلها مكانا للجذب السياحي واليوم نعيد الكتابة والتذكير ببعض المقترحات التي كنا قد طرحناها وذلك بمناسبة صدور التوجيهات السامية والتي تأتي في إطار الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- بشأن تطوير محافظة مسندم وتحقيق تنمية شاملة مستدامة وتنويع اقتصادي قائم على المقومات التنافسية التي تمتلكها المحافظة، إضافة إلى جعلها أكثر جاذبية للاستثمار، حيث أقر مجلس الوزراء مجموعة من الاجراءات وأصدر عددا من القرارات والتي عند تطبيقها سوف تجعل من هذه المحافظة مكانا يشمل جميع الاحتياجات.

القرارات تضمنت إنشاء فرع لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمحافظة يضم عددًا من التخصصات، وهذه خطوة جيدة على أن تركز الكلية على تخصصات محددة تخدم المحافظة مثل اللوجستيات والعلوم البحرية والتسويق ولا تتفرع في تخصصات قد لا يحتاجها سوق العمل، شملت القرارات أيضا بناء منظومة متكاملة للمخزون الاستراتيجي بما يحقق الأمن الغذائي والدوائي في المحافظة والشيء الجدي هو ربط الأمن الغذائي بالدوائي وهذا يحتاج إلى جهد مضاعف وإنشاء مخازن للتبريد وصوامع للغلال وتصنيع غذائي ودوائي بحيث يخدم المحافظة والسلطنة بشكل عام.

ويعتبر موقع ولاية خصب فريدا من نوعه من حيث إطلالته على الخليج وقبل مضيق هرمز والذي يمر من خلاله عدد كبير من السفن والناقلات وهذا يؤهلها أن تكون حلقة وصل بين دول المنطقة والعالم خاصة إيران والهند وباكستان في نقل وإعادة تصدير لعدد من المنتجات والسلع، لذا فإن من القرارات المهمة التي صدرت والمتمثلة في تحويل ميناء خصب إلى منطقة لوجستية خاصة تهدف إلى توفير الخدمات والمرافق والتسهيلات لتنشيط حركة الاستيراد والتصدير وفتح خطوط مباشرة للتصدير، تنصب في هذا الإطار.

وإنشاء مناطق اقتصادية سياحية خاصة تكون بمثابة المحرك للاستثمارات السياحية للمحافظة ومنشط للحركة اللوجستية المرتبطة بها وإشهار منطقة محاس كمنطقة اقتصادية بهدف تنظيم ونمو الصناعات الخفيفة والمتوسطة والتخزين بما يدعم حركة ميناء خصب تنفيذ هذا القرار، سوف يجعل المنطقة ذات جذب سياحي واقتصادي وسوف ينشط من الحركة التجارية ويشجع القطاع الخاص المحلي والأجنبي على الاستثمار في هذه المنطقة وبالتالي خلق فرص عمل للشباب.

ويبقى أن نقول إن تنفيذ هذه القرارات وتطبيقها على أرض الواقع يحتاج إلى إرادة وعزيمة وعمل دؤوب والى إمكانيات مالية فهناك الكثير من القرارات السابقة للأسف الشديد لم نرها على أرض الواقع منذ إنشاء اللجنة العليا لتطوير مسندم في بداية الثمانينيات من القرن الماضي مرورا باستراتيجية تطوير مسندم وغيرها، من هنا فإن توجيهات جلالة السلطان -أيده الله- كانت واضحة ونصت على: «أهمية الإسراع في تنفيذ ما تم إقراره من قبل مجلس الوزراء والعمل على إعداد نظام إدارة وتشغيل تلك المناطق وهيكلة الحوافز والتسهيلات اللازمة لتعزيز تنافسيتها واقتراح الآليات المناسبة لطرحها على المستثمرين» ونأمل أن تكون هذه التوجيهات مرتبطة ومحددة بوقت وتاريخ محدد لتسهل متابعتها وتقييمها.