نوافذ :قيادة المستقبل

06 مارس 2023
06 مارس 2023

hotmail.com@ 680 Salim

تُشكل الأكاديمية السلطانية للإدارة نقطة فاصلة في مستقبل الممارسة الإدارية لسلطنة عمان بين الماضي والحاضر، وتعكس رعاية المقام السامي لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- لافتتاحها أهمية وجودها كونها مؤسسة مرجعية تحدد ما ينبغي ممارسته من أسلوب إداري يتوافق مع المرحلة، وينتظر منها تغيير مفاهيم الإدارة الحالية، والحاجة إليها كمرجعية في تنفيذ رؤية عمان 2040، ودورها في مواكبة التغيرات العالمية المتسارعة، وتصويب العديد من المسارات في اتجاه المستقبل، وتعزيز قدرات الجهاز الإداري للدولة وتطوير آليات عمله، واستهداف المسؤولين عن إعداد وتنفيذ هذه الرؤية.

كل ما ذكر من أسباب تشكل حاجة مستجدة لمرحلة حساسة ومهمة، فلم يعد العالم ينتظرك لتحسين مفاهيم الإدارة لديك وتجربة طرائقها؛ لأن الوقت لا يتسع في هذه الفترة لهذه المحاولات، عليك قيادة المستقبل باحترافية مع قليل من الأخطاء لتحقيق الأهداف التنموية، هذا هو المفهوم الذي ترتكز عليه الإدارة المقبلة، الذي تغير في إطار التنافسية بين الدول على تحقيق الإنجازات والمكاسب.

اليوم يختلف الوضع تماما؛ لأن الوقت يحتسب بالقيمة ولا بد من منهجية واضحة في استمرار بناء الدولة بطريقة فاعلة، فهناك أسس في الإدارة تختلف عن السابق تهدف إلى تقليل الأخطاء، وتوحيد الرؤى وهذه لا بد لها من كيان يدير دفتها في المرحلة القادمة، فمن هنا جاءت الحاجة إلى إنشاء الأكاديمية السلطانية للإدارة، وهي تطوير لمعهد الإدارة العامة السابق، فمن خلال برامج الأكاديمية السلطانية هناك أهداف أساسية تتمثل في تطوير قدرات القيادات الوطنية في مجالات رسم السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي لتحقيق التنافسية الوطنية، وبناء مجتمع متكامل من القادة في القطاعين العام والخاص، وإعداد كفاءات قادرة على قيادة المستقبل وفق منهجية مدروسة، وتوجيه مسارات العمل الاستراتيجي، وقراءة المشهد المستقبلي.

كل ذلك عبر عدد من المرتكزات، أولها وجود 4 مراكز متخصصة في تطوير القيادات، وهي القيادات الحكومية، ومركز قيادات قطاع الأعمال، ومركز تطوير الإدارة المحلية، ومركز الدراسات المستقبلية.

تعمل من خلال ثلاثة برامج يتمثل الأول في برامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي والثاني في البرنامج الوطني لتطوير القيادات واستشراف المستقبل والثالث في الماجستير في القيادة والإدارة.

وهي موجهة: الأول لأصحاب السعادة الوكلاء ومن في مستواهم، والثاني لأصحاب السعادة المحافظين والولاة، والثالث والرابع للقطاعين العام والخاص.

وما يضيف قيمة كبيرة لهذه الأكاديمية أنها ربطت مع عدد من الأذرع الدولية كجامعة أكسفورد ببريطانيا، وجامعة أريزونا بأمريكا والمعهد الدولي للتطوير الإداري بسويسرا، وكلية التعاون الدولي لرابطة البلديات بنيذرلاندز، ومنظمة التعاون الرقمي بالصين ومؤسسة محمد بن سلمان (مسك)، ومركز الإدارة العامة بالسعودية وكلية محمد بن راشد بالإمارات.

وفي إطار الحرص على الاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية يوجد بالأكاديمية السلطانية مجلس للمستشارين من مختلف دول العالم وعددهم 7 مستشارين، أبرزهم توماس ألفيس رئيس جمهورية أستونيا السابق، والبروفيسور بينج شيانج العميد المؤسس في كلية تشيانج كونج للدراسات العليا بسنغافورة، وسانجيف ساخرام العميد والرئيس التنفيذي لكلية ثيندربيرد للإدارة الدولية بجامعة أريزونا، وأربعة آخرون.

ورغبة في تحقيق أكبر قدر من استفادة المخرجات تم إنشاء مجلس للخريجين يهدف إلى ربط الخريجين بأنشطة الأكاديمية السابقة، إضافة إلى بناء شبكة من العلاقات والتعاون والارتباطات مع المؤسسات الرائدة المتخصصة دوليا في الإدارة الحديثة.

إنَّ وجود الأكاديمية السلطانية في هذه المرحلة يشكل أهمية بالغة كشريك أساسي يصنع إدارة المستقبل وفق الرؤى والاحتياجات في عصر تتعاظم فيه منافذ المعرفة؛ وتتسابق الشعوب إليها لتجويد نهضتها التنموية، وبانطلاقتها العالمية هذه، فإن الأمل معقود بها في تحقيق الغايات، وقيادة النجاحات لتغيير واقع الإدارة إلى أسلوب عصري يواكب متطلبات المستقبل.