سلطنة عمان تشهد موسما شتويا استثنائيا بتنظيم المهرجانات التي تزين المحافظات

-"ليالي مسقط" تختتم فعالياتها في 4 مواقع بعد جذب العديد من الزوار

يشهد موسم الشتاء في مختلف محافظات سلطنة عمان فعاليات وأنشطة متنوعة، حيث إن هذه الفعاليات والمهرجانات ساهمت في تعزيز حركة المناشط التجارية وتنمية الحركة السياحية جراء رفع النسب التشغيلية للمنشآت الفندقية والمخيمات السياحية، كما أن هذه الأنشطة لها دور فعّال في إبراز منتجات الأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى أنها فرصة لاستقطاب السياح من كافة دول العالم وتعريفهم بالمقومات السياحية عن سلطنة عمان وعن عادات وتقاليد المجتمع العماني من خلال إظهار التراث العماني في هذه الفعاليات.

حيث اختتمت أمس محافظة مسقط فعاليات "ليالي مسقط" وقد توزعت فعالياته إلى 4 مواقع مختلفة بأنشطة وعروض متنوعة جذبت الكثير من الجمهور، في حين شهدت محافظة شمال الشرقية مهرجان المغامرات الصحراوية وفعالية الرجل الحديدي وغيرها من الفعاليات التي ساهمت في إيجاد حراك مجتمعي جراء الإقبال الكبير من المجتمع على مناشطه وفعالياته المتنوعة وخاصة الترفيهية والسياحية التي استهدفت الأسر وأفرادها، ومن محافظة ظفار التي شهدت مهرجان الربع الخالي الذي استمر 10 أيام مختتما فعالياته أمس مساهما في مشاركة مختلف المناشط التي عززت الحركة السياحية والاقتصادية ككل، ومن جهتها أعلنت وزارة التراث والسياحة عن إقامة مهرجان التراث البحري بجنوب الشرقية الذي انطلق من 3 فبراير ولغاية الــ 19 من نفس الشهر وسيتخلل العديد من الفعاليات.

وحول فعاليات ليالي مسقط، فقد تباينت آراء الجمهور في مختلف المواقع، وفي لقاء مع "عمان الاقتصادي" أشادوا بمرونة دخول الفعاليات وأسعار التذاكر الرمزية التي تناسبت مع مختلف شرائح المجتمع، إلا أن البعض أشار إلى أن الفعاليات كانت دون مستوى الطموح المتوقع، كما أن أسعار الألعاب وخدمات المطاعم كانت مرتفعة وتحتاج إلى إعادة النظر فيها الأعوام القادمة، وطالبوا أن تكون الفعاليات في العام القادم مواكبة للمستوى المطلوب مقارنة بالدول المجاورة.

آراء زوار

حيث قال ناصر بن عامر الحجري من ولاية بدبد: إن زيارتي إلى ليالي مسقط تعد الأولى وخصوصا إلى متنزه القرم الطبيعي، مشيدا بمرونة دخول المتنزه وأسعار التذاكر الرمزية التي تناسب مختلف شرائح المجتمع، بالإضافة إلى أن الفعاليات التي كانت حول البحيرة جديدة وجاذبة للجمهور، إلا أن مستوى الفعاليات بشكل عام يراه عكس ما توقعه.

ومن جانبه قال خميس بن علي الحراصي من ولاية الرستاق : اعتدت زيارة مهرجانات مسقط الماضية، إلا أنني أول مرة أزور متنزه القرم الطبيعي، وأشار إلى وجود برامج متنوعة جديدة تستقطب الزوار، وأعرب عن إعجابه خصوصا بالعروض الروسية "النارية"، بالإضافة إلى العروض الجميلة على البحيرة التي تتخللها تشكيلات متنوعة ومميزة، كما أن توقيت ليالي مسقط كان مناسبا جدا مع إجازة منتصف العام الدراسي.

وأشار الحراصي إلى أن ألعاب الأطفال المواكبة للفعاليات تعتبر ألعابا تقليدية، كما أنها غير مواكبة لمتطلبات الجيل الحالي، مناشدا بالتجديد بما يتواءم مع مستوى فكر الأجيال الحالية.

أما عادل بن سعيد المعولي من ولاية السيب فهو يرى أن فعاليات ليالي مسقط كانت جميلة خصوصا حول البحيرة بوجود القوارب والإضاءة والعروض في مسرح القرية التراثية، لافتا إلى قصور التطوير في الألعاب بشكل عام والمبالغة في أسعارها مقارنة بألعاب المراكز التجارية ومستوى نظافتها.

من جهته قال وقاص بن سعيد الصبحي من ولاية نخل: إن ليالي مسقط هذا العام يعتبر مقبولا نوعا ما مقارنة بالأعوام السابقة لمهرجان مسقط، إلا أنه كان يتوقع أن يكون مستوى الفعاليات أعلى من المستوى الحالي حسب ما شاهده في مؤتمر ليالي مسقط، وأشاد ببعض الفعاليات الموجودة في متنزه النسيم، مطالبا بالتطوير بشكل أكثر مقارنة بفعاليات الدول المجاورة، بالإضافة إلى إشراك المشاريع ذات التقنيات والابتكارات في الأعوام القادمة.

وحول استطلاعات أجريت عبر أحد برامج التواصل الاجتماعي "التويتر"، ذكر البعض أن أسعار بعض المأكولات في العلامات التجارية المشاركة عال مقارنة مع الأسعار خارج الفعاليات، كما أن البعض طالب بمواكبة الفعاليات نحو المستوى المطلوب مقارنة مع الدول المجاورة، ومن جانب آخر أشاد الآخرون بالفعاليات وخصوصا مواكبتها لرغبة الأطفال في اللعب.

أنشطة متنوعة

هذا وقد بدأت فعاليات ليالي مسقط بتاريخ 19 يناير الماضي واختتمت الفعاليات أمس، وتركزت الأنشطة في متنزه القرم على محيط البحيرة منها عروض بحيرة القارب، وعروض الهيليوم، مع ديكور اليخت وعروض فنية للإبهار والليزر، مع عروض الماء الضوئية، وقد أقيمت العروض على فترات متكررة تناغمت بإيقاعات النوافير والأضواء الباهرة ، بالإضافة إلى وجود عربات لعرض الأغذية المتنوعة وسلسلة من المطاعم الراقية والمنتجات المختلفة حول محيط البحيرة، وقاعة سينما بشاشة عرض واستراحات مجهزة، وفعالية عروض الساحات والكرنفال، وعروض الخيل ومسابقات قفز الحواجز، وفعالية القوارب البشرية بتقنية إضاءات LD ، وفعالية عروض إضاءة الشلالات، وألعاب الأطفال .

كما احتضن متنزه النسيم عددا من الفعاليات، منها مشاركة مختلفة نوعيا لقرية مدغشقر، والقرية التراثية بمشاركة مختلف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة، بالإضافة إلى ألعاب للأطفال وعروض متنوعة كالسيرك وكرنفال الساحات، مع الفرق الفنية والاستعراضية.

أما الجمعية العمانية للسيارات فقد شهدت إقامة منافسات للتحدي والتنافس والإثارة كالدريفت، وفعاليات أخرى فيها مسابقات مختلفة، وجناح للأسر المنتجة، وللمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وعربات البيع والأغذية، والقرية اليابانية، وقرية ومسرح خاص للفنانين، وقرية لألعاب الأطفال، وفعالية "السكوترات"

في حين شهد مركز عمان للمؤتمرات والمعارض كرنفالا ترفيهيا للأطفال، واستعراضا لفقرات متنوعة من الشخصيات الكرتونية العالمية، وعروضا فنية وحفلات، ومسابقات وألعاب إلكترونية، وأركانا للأنشطة الترفيهية والعلمية بنمط ابتكاري مكنت الأطفال والزوار من التفاعل معها.