نوافذ : نوفمبر.. ما بعد الخمسين
Salim680@hotmail.com
يبهجنا العيد الوطني الذي ارتبط بنا وارتبطنا به خلال نصف القرن الماضي، وكان يمثل نقطة فاصلة بين مرحلتين للبناء، الأولى مضت بكل إنجازاتها والثانية تمثل أحلامنا كمواطنين، كبرت معنا تلك الأحلام منذ الفترة السبعينية إلى العقود الأربعة التي تلتها، واستطعنا أن نحقق أغلبها من بنية أساسية شاملة شاهدة للعيان.
لكن النصف الثاني الذي انطلق منذ عامين كمرحلة ثانية من العمل لإنجاز ما هو أكبر من الماضي مع تولي القيادة الحديثة المجددة لسلطنة عمان، أمامه الكثير من التحديات التي تجعلنا نختلف في التفكير عن الأجيال السابقة والتي تدفعنا إلى تغيير العديد من الأساليب التقليدية التي يجب أن نحدث مكانها طرقا مبتكرة، فكل مرحلة تحتاج إلى أدواتها.
ومرحلتنا المقبلة التي دشنت معها «رؤية عمان 2040 « قبل عامين فعليا تحتاج إلى نتائج واقعية في الأيام القادم.
حتى يمكن أن نحتفل بذكرى نوفمبر الذي لم يعد للأفراح والأهازيج فقط، بل للتقييم والمراجعة والتطوير أولا، والمعالجة والإبداع والابتكار والاستثناء في مشاريعنا القادمة.
نوفمبر المجيد الذي ينتظره المواطن لابد له أن يضيف ذلك الفارق للمواطن، فهو يحتاج إلى التخفيف عنه من الأعباء والالتزامات وترفع من القدرة على الإنتاجية التي نريدها وهي أن نحقق إنجازاتنا بالأرقام التي يجب أن تكون أفضل من العام الذي سبق.
نوفمبر يمنحنا الفرصة لتغيير إدراكنا للمستقبل وفي أي المسارات التي ستضيف لنا المزيد من النجاحات وعلى أي المجالات علينا أن نركز على رفع مستوى الإيرادات والمجالات المفتوحة في الصناعة والتجارة والاستثمار وتطوير البنى الأساسية وفي العلوم ومشاريع الفضاء والتعليم والتطوير في البشر.
لابد أن تتسارع خطواتنا خلال المرحلة المقبلة وأن تكون مؤشرات النمو أكبر من الوضع الحالي، فالعالم يتسارع نموا أيضا وليس متوقفا، فلدينا تحديات جمة سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية.
الرؤية الواضحة التي نرى بها المستقبل هي نصف النجاح الذي سنحققه، وإن كانت مشوشة فإن ذلك سيؤخر خطواتنا وسنقضي وقتا في إصلاحها فيما يتقدم من حولك، وبالتالي سندفع ثمن تلك الرؤية غير الواقعية.
السنوات القادمة تمثل أكبر التحديات، وهي أصعب من بناء الدولة الحديثة التي استغرقت أكثر من 50 عاما، لأن الوضع العالمي ليس مستقرا وهو أكثر خطورة من العقود الخمسة الماضية.
وكذا الاقتصاد العالمي ليس مطمئنا أيضا وهذا ما قد يصيب العالم في مقتل، تكون فيه الدول الصغيرة أكبر المتأثرين بسببه وتحديات أيضا غير منظورة نتوقعها في الطريق ولا نراها في الوقت الراهن.
