تدشين الفيلم الوثائقي «عمان تحت المجهر»
أقيم اليوم الأحد حفل اطلاق الفيلم الوثائقي «عمان تحت المجهر»، وذلك برعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد، وأقيم الاحتفال بدار الأوبرا السلطانية، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، وعدد من الضيوف، ويسلط الفيلم الضوء على كنوز عمان الطبيعية والنادرة التي لا تتواجد إلا في هذا الجزء من العالم.
وكان قد سبق حفل التدشين مؤتمر صحفي أقيم صباح اليوم بقاعة عمان بوزارة التراث والثقافة.
وقالت ميساء الهوتية المؤسس والمدير التنفيذي لمشروع عمان تحت المجهر: «انطلقت الفكرة في 2014 بهدف تسليط الضوء على كنوز سلطنة عمان التي لا يعرف الكثيرون عنها، وكان الواجب تسليط الضوء عليها. بدأ تنفيذ المشروع باستدعاء مصورين من مختلف أنحاء العالم بلغ عددهم 12 مصورا لاكتشاف عمان بعدساتهم وتم التركيز على تصوير الوجوه وتصوير الطبيعة، وأقيم على إثرها معرض فوتوغرافي دعي إليه سفراء دول مختلفة».
وأضافت: «بحار سلطنة عمان ثروات غنية، فعقدنا العزم على اكتشاف هذه الكنوز برفقة المصورين، وزرنا عدة محافظات، وكان المصورون معجبين بالاختلاف الذي لا يشبهه أي مكان آخر في العالم».
ويعد فيلم «عمان تحت المجهر» الأول من نوعه في الوطن العربي عن الحياة البرية والفطرية، خاصة أن يتناول حياة كائنات نادرة مثل الحوت الأحدب والنمر العربي و5 أنواع من السلاحف من أصل 7 إلى جانب السلاحف الخضراء والذئاب والثعالب والضباع العربية والتي قد لا تكون موجودة بعد عقدين من الزمان.
وصوّر الفيلم على مدى عامين، وكان العمل في فترة الجائحة أمرا صعبا بسبب عدم تمكن فريق العمل من السفر إلى عمان، إلى جانب إغلاق بعض الأماكن التي كان مخططا التصوير فيها، وخاصة أنه صادف مواسم خروج هذه الكائنات وكاد أن يفوت ذلك اقتناص اللقطات على فريق العمل.
والفيلم عبارة عن بحث واستكشاف، حيث تم تصويره في أماكن مختلفة مثل مصيرة ومسندم وبر الحكمان وجبال ظفار وبمساعدة المرشدين السياحيين والمحليين تمكن الفريق من السفر إلى كل زاوية في عمان، كما كان الفريق محظوظا بلحظات نادرة كانت فيها هذه الكائنات في قبضة الكاميرا، فقد تمكنوا من تصوير أنثى النمر العربي وصغيرها، إضافة إلى 21 نوعا من الحوت الأحدب في بحر العرب. أما في الليالي المقمرة في جزر الديمانيات فتمكنوا من تصوير السلاحف البحرية وهي تضع البيض في الحفر قرب الشاطئ، كما رصدوا من خلال اللقطات المتتالية 120 نوعا من القرش الحوتي في بحر عمان، وفي نزوى تم تصوير الأفاعي والعقارب.
لم تخلُ كواليس الفيلم من مغامرات في أماكن وعرة، ورحلات بحث بين الثعابين والأفاعي والمشي بين الكهوف حيث تقطن الكوبرا العربية، وفي أحوال أسوأ أكلت الضباع والذئاب كاميرات الفريق الفخية، ولم ينجُ من الكاميرا التي نهشتها سوى بطاقة الذاكرة التي حكت للمصورين فيما بعد كيف حدثت نهايتها، وكان مصير كاميرات أخرى: نقلها إلى أماكن بعيدة بسبب الأهالي الذين استاؤوا منها.
