No Image
الاقتصادية

سلطنة عُمان تسجل أعلى تناسب للارتفاع في نشاط ريادة الأعمال بمراحلها المبكرة

24 يناير 2022
من بين 44 دولة حول العالم وفق دراسة مسحية للمرصد الدولي لريادة الأعمال
24 يناير 2022

الاقتصاد العماني منقاد بالابتكار وريادة الأعمال بناء على «رؤية عمان 2040» -

سياسات تُشجع رواد الأعمال للوصول إلى الأسواق الدولية -

90 % من المؤسسات الريادية إيراداتها تأتي من الأسواق المحلّية -

توصيات بإدراج ريادة الأعمال في المناهج المدرسية وتأسيس البرامج الحاضنة -

أكد تقرير فريق المرصد الدولي لريادة الأعمال الخاص بسلطنة عُمان إنّ الاقتصاد العماني منقاد بالابتكار وريادة الأعمال بناء على «رؤية عمان 2040م» وتهدف «رؤية عُمان2040م » إلى تنويع الاقتصاد العماني وزيادة أسهم القطاعات غير النفطية.

كما أنّ الاقتصاد العماني متجّه إلى الارتكاز على التنويع الاقتصادي المتين المعتمد على تنويع المصادر بالتركيز على التكنولوجيا والمعرفة والابتكار، ويعد هذا الانتقال المؤشر الموجه للحكومة لوضع سياسات وبرامج من شأنها تشجيع المواهب المحلية للمشاركة الفعّالة في التنمية الاقتصاد للسلطنة بإشراكهم في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة.

ويلقي التقرير الضوء على نتائج الدراسات المسحية للمرصد الدولي لريادة الأعمال في السلطنة؛ ليقدّم صورة مفصّلة عن وضع ريادة الأعمال في السلطنة، ويشمل التقرير مقارنات مع النتائج الخاصة بالدول الأخرى في المنطقة.

وأظهرت نتائج مسح المرصد العالمي لريادة الأعمال الذي شاركت فيه 44 دولة حول العالم في عام 2020م أن مجمل نشاط ريادة الأعمال في مراحلها المبكِّرة في سلطنة عُمان يتراوح بأكثر من ضعفين بين العامين 2019م و2020م، إذ ارتفع من 6.7% إلى 16%، وهو أعلى تناسب للارتفاع من بين كافة الاقتصادات المشاركة في المرصد العالمي لريادة الأعمال، وقد تكون هناك تفسيرات مختلفة لهذا التميّز، بما فيها أنّ شريحة كبيرة من المواطنين العمانيين الذين كانوا ينوون البدء بعمل تجاري في السنوات الماضية (وكان 63% في عام 2019م) انتهى بهم الأمر بتأسيس مشاريعهم في 2020م.

المواقف الاجتماعية

وحول المواقف الاجتماعية من ريادة الأعمال أظهرت النتائج أن سلطنة عُمان تفوّقت على كافة الدول المشمولة في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال بالحصول على نسبة إيجابية متعلّقة بالذين يعرفون أحدًا بدأ بمشروع تجاري في السنتين الماضيتين، كما أن السلطنة تحتل موقعًا أفضل فيما يتعلق بآراء السكان الذين شملهم الاستطلاع في عام 2020م الذين يعرفون رائد عمل بدأ نشاطاً تجارياً في العامين الماضيين.

وأيضا أظهرت النتائج وجود موقفا إيجابيا للظروف المتعلقة بتأسيس مشروع تجاري، ويرى أكثر من 89% من السكان العمانيين أن وسائل الإعلام العامة والإنترنت تقدمان تغطية جيدة للشركات الجديدة الناجحة، وهي نسبة مرتفعة بعد المملكة العربية السعودية.

وأخيرا، فإن نتائج عام 2020م تظهر أن معظم السكان البالغين في السلطنة يعتقدون أن رواد الأعمال يحظون بمكانة عالية واحترام في المجتمع (90.22%) وهي ثاني أعلى مستوى في دول الخليج بعد المملكة العربية السعودية.

وبيّنت نتائج المسح أن إجمالي نشاط ريادة الأعمال ومكوناته في السلطنة ارتفع من 7% في عام 2019م إلى 16.3% في عام 2020م رغم وجود الجائحة وهو ما يمثل نسبة زيادة حوالي 9.3%. وتعكس هذه الزيادة السياسات الفعالة والإيجابية التي تنتجها الحكومة لتشجيع هذا القطاع الواعد، وكذلك الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للتخفيف من آثار جائحة كورونا.

وارتفع معدّل السلطنة في إجمالي النشاط الريادي بسبب نسبة كبيرة من المواطنين العُمانيين الذين طمحوا في البدء بمشروع تجاري وبالفعل حققوا ذلك الطموح عام 2020م. وقد منح هذا السلطنة المرتبة الرابعة في التصنيف لهذا المؤشر، بعد الكويت والمملكة العربية السعودية وقطر. وقد سجلت دولة الكويت المعدّل الأعلى فيما يتعلّق بإجمالي النشاط في المراحل المبكِّرة في الاستقرار.

وأوضحت نتائج المسح أن سلطنة عُمان تقع في المرتبة الثانية بعد الكويت فيما يتعلَّق بنوايا البدء بمشروع تجاري جديد في الثلاث السنوات القادمة.

وتوضح النتائج أنّ سلطنة عُمان لا تزال تتمتع بخلفية ثقافة ريادية رفيعة رغم الجائحة، وتتبعها في الترتيب جمهورية مصر العربية ودولة قطر والمملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة ثم المملكة العربية السعودية.

الأسواق الدولية

وأوضح التقرير أن السياسات في سلطنة عُمان تُشجع الشركات - المبكِّرة منها والقائمة - إلى الوصول إلى الأسواق الدولية وعدم الاقتصار فقط على السوق المحلي، ولدى السلطنة الكثير من الحوافز الاستثمارية والفرص في هذا الشأن. وتشير النتيجة إلى أنّ نسبة كبيرة من المنشآت التي أُسست في الفترة الأخيرة لديها منتجات مبتكرة تمكنها من المنافسة خارج الأسواق الوطنية.

إلا أنه ما زالت المؤسسات في السلطنة تمتلك حصة سوقية صغيرة في الأسواق الدولية، وتشير النتائج إلى أن الأنشطة في المراحل المبكرة لديها حصة تقدر بـ 13.7% في الأسواق الدولية. ولدى الأنشطة التجارية حصة تقدر بــ 0.30% فقط في الأسواق الدولية، ويمكن تعليل ذلك أن أكثر أنواع القطاعات في السلطنة هي في الجانب الاستهلاكي، وعليه فإن هذه المؤسسات تخدم عادة الزبائن المحليين على عكس اتجاهات القطاعات الأخرى.

وأظهرت نتائج التقرير أنّ أغلبية المؤسسات التجارية في سلطنة عُمان لم يسبق لها الدخول في الأسواق العالمية، إذ إنّ 90% من إيراداتها تأتي من الأسواق المحلّية.

مسح الخبراء

وأظهر التقرير فيما يتعلق بمسح الخبراء في سلطنة عُمان أن من أهم العمليات لدعم نشاطات ريادة الأعمال تتجسد في توفير المزيد من التسهيلات لروّاد الأعمال من القطاعين العام والخاص، وإنهاء الإجراءات للبدء بمشروع تجاري بالمحطّة الموحَّدة، وإدراج ريادة الأعمال في المناهج المدرسية، وتقديم الدعم الثقافي والاجتماعي، وتعزيز قطاع الريادة باستخدام التكنولوجيا المتطوِّرة وتحسين الإبداع والابتكار في المنتجات والخدمات المقدَّمة، وتأسيس البرامج الحاضنة والحاضنات، وتقديم المزيد من التمويل للمشاريع الريادية الناشئة وتسهيل الوصول إلى رأس المال، ووضع نظام وطني للمناقصات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك تبسيط الإجراءات بالمكاتب الحكومية وتطوير نظام وضع السياسات، وتشجيع مشاريع التجارة المنزلية والتجارة الجانبية.

ويرى العديد من الخبراء أنّ البرامج الحكومية في «رؤية 2040» جديرة بالتقدير، وكذلك يمكن الإشارة إلى أن دورريادة الأعمال أداة من شأنها أن تساند خطّة السلطنة الاستراتيجية الهادفة إلى التنويع الاقتصادي، ويوصي الخُبراء إلى تطوير قطاع ريادة الأعمال كي يزداد عدد الحاضنات والعناصر الأخرى التي تعطي زخمًا كبيرًا لقطاع ريادة الأعمال. ويُسلِّط الآخرون الضوء على رأس المال المساهِم ذي جودة عالية لبعض أنواع المشاريع، وعلى المساندة من المجتمع.

تأثير جائحة كورونا

نتيجة لتفشي جائحة كوفيد-19 على النطاق العالمي، اضطرت الحكومات لوضع سياسات ضرورية، مثل: ضوابط حظر التجوال والإغلاق والتباعد الاجتماعي؛ لمواجهة مخاطر الجائحة. إضافة إلى ذلك فإنّ بيئة الأعمال تحت وطأة جائحة كوفيد-19 ترتبت عليها تغيّرات سريعة وظروف غير يقينية بالمستقبل نتيجة جائحة كوفيد-19.

لذا ترتّب عليها نتائج عديدة في صورة مبادرات لمشاريع ريادية جديدة، وكذلك إغلاق العديد من المشاريع الموجودة في سلطنة عُمان لمّا سُئل المشاركون في المسح عن انطباعهم تجاه إنشاء مشروع تجاري جديد أو إغلاق مشروع تجاري موجود أصلا بسبب أزمة جائحة كوفيد-19، أظهرت النتائج أنّ أغلبية المجيبين (65%) كانوا على علم بوجود شخص واحد على الأقل توقف عن إدارة مشروع أو فقد امتلاك مشروع نتيجة جائحة كوفيد-19.

بينما يعرف نسبة 62.4% فرد واحد على الأقل بدأ في مشروع تجاري جديد نتيجة لأوضاع أحدثتها جائحة كوفيد-19.

الجدير بالذكر أنّ هناك من المجيبين من عرف شخصين على الأقل بدأوا في مشروع تجاري جديد أثناء تفشي الجائحة، لكن عدد هؤلاء أقل بقليل من الذين يعرفون من توقفت مشاريعهم؛ أي بنسبة 45.5% و49.2% على التوالي.

ورغم ذكر نسبة ارتفاع المشاريع الجديدة في سلطنة عُمان بضعفين مقارنة بعام 2019م، فإنّ نتيجة المسح تُبيِّن أنّ أكثر من النصف (52.7%) من المشاريع الريادية في مراحلها الأولى تدلّ على أن البدء بمشروع ريادي جديد في 2020م كان أصعب بكثير مقارنة بالعام السابق. بينما تبيّن -من تأكيدات ملّاك ومديري المشاريع القائمة من قَبل- أنّ النتائج كانت أقل بـ 46.7% بالنسبة لمن واجهوا نوعا ما صعوبات أكثر في البدء بمشاريع ريادية جديدة مقارنة بالعام السابق.

وبهذا يتبيّن من النتائج السابقة أنّ هناك تفاوتا ملحوظا بين المجموعتين المستجيبتين في ظروف تفشي الجائحة نفسها؛ لأنّ روّاد الأعمال الجُدد تأثروا تأثرا بالغا بظروف الجائحة مقارنة بالملّاك و مديري المشاريع الثابتة.

بالمقارنة مع عام 2019م، فإن نتائج عام 2020م تظهر أن السكان العمانيين البالغين يوجد عندهم انطباع معتدل عن قيم ريادة الأعمال الفردية. وتظهر نتائج المسح ارتفاعا بنسبة 13% في عام 2020م، إذ إنّ 84% من البالغين في سِن العمل يعرفون أحدا بدأ بمشروع تجاري في السنتين الماضيتين مقارنةً بنسبة 71% في عام 2019م.

ويعني هذا ارتفاع 11% في عام 2020م بنسبة 83.79% مقارنة بـ 72.31% في عام 2019م المتعلقة بالسكان البالغين أنفسهم الذين لاحظوا أنّ هناك فرصا و ظروفا متاحة حولهم للبدء بمشروع تجاري.

كما تظهر القيم الاجتماعية المؤشرات الإيجابية المتعلقة بالسكان البالغين أنفسهم الذين لاحظوا فرصا أو ظروفا حولهم للبدء بمشروع تجاري.

وتوضح نتائج المسح أنّ هناك مؤشرات إيجابية في المواقف الفردية من رواد الأعمال المحتملين، ويمكن أن يُعزى ذلك إلى التحولات السياسية والاقتصادية في سلطنة عُمان، حيث أشارت نتائج المسح إلى ارتفاع نسبة السكان من الفئة العمرية من 18 إلى 64 الذين يعتقدون أنهم يمتلكون المهارات والمعرفة المطلوبة (القدرات المدركة) لتأسيس عمل جديد إلى 64.46% في عام 2020، مقارنة بنسبة 56.32% في عام 2019، وقد أشار 83.79 % من السكان البالغين في السلطنة أن هناك فرصة جيدة في تأسيس عمل جديد في منطقة سكنهم (الفرص المدركة).

شاركت 44 دولة في مسح المرصد العالمي لريادة الأعمال في عام 2020م، ويتم جمع بيانات هذا التقرير من طريق استبيانين، الأول يُعنى بـ «بالمواطنين البالغين» والآخر متعلق باستبانة «الخبراء المحليين»، وتم استخلاص نتائج استبيان المواطنين البالغين من استطلاع آراء عينة عشوائية شملت 2000 فرد من العمانيين ضمن الفئة العمرية 19-64 سنة، وقد تم أخذ العينات عشوائيًا لتمثل جميع الفئات العمرية وكلا الجنسين، فيما تم استخلاص نتائج استبيان الخبراء المحليين من مقابلات أجريت مع 36 خبيرًا محليًا، وقد جاء اختيارهم بعناية فائقة، إذ يمثلون أهم مكونات بيئة ريادة الأعمال بالسلطنة.

تجدر الإشارة إلى أن فريق المرصد الدولي لريادة الأعمال الخاص بسلطنة عُمان أنشئ في مايو 2019م تحت مظلّة مركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى، المدعوم من قِبل كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات بالجامعة.

ويتعاون المشروع مع هيئة تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة شريكا رئيسا وأساسا وإنّ فريق فرع عمان للمرصد الدولي لريادة الأعمال تولّى مسؤولية تقييم نشاطات ريادة الأعمال وسياقها، وتقديم المعلومات والتشخيصات أساسا لتقديم الدعم لتصميم الأعمال الكافية للنهوض بفعالية مشاريع ريادة الأعمال وتأثيرها الاجتماعي الاقتصادي.

ويعد هذا التقرير الثاني الذي اشتغل عليه هذا الفريق بإعداد مفصّل.