No Image
منوعات

معين العبيدي... حقوقية بارزة تصنع فارقا في اليمن

23 ديسمبر 2022
23 ديسمبر 2022

صنعاء "د.ب.أ": منذ حوالي 18 عاما تواصل المحامية اليمنية معين العبيدي نشاطها في المجال الحقوقي، متغلبة على كافة العوائق التي تعاني منها بلادها الجريحة بأوجاع الحرب.

تقيم العبيدي في مدينة تعز الواقعة تحت سلطة الحكومة اليمنية، وتعد واحدة من أبرز المحاميات والمدافعات عن حقوق الإنسان في البلاد.

العبيدي حاصلة على ليسانس من كلية الحقوق في جامعة تعز بتقدير جيد جدا، إضافة إلى دبلوم في القانون العام من جامعة أسيوط المصرية.

ولم تثنيها ظروف الحرب عن مواصلة تحقيق أحلامها التعليمية، حيث تعكف حاليا على نيل درجة الماجستير.

وفي لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، تحدثت معين العبيدي عن نشاطها المتعدد في الجوانب الحقوقية والسياسية والإنسانية، حيث بدأت العمل في المجال الحقوقي محامية عام 2004 في اتحاد نساء اليمن، حيث تابعت حينها أوضاع النساء السجينات والفقيرات، وأسست آنذاك فريقا قانونيا يتكون من 12محاميا ومحامية، وقادت الفريق لمدة سبع سنوات إدارياً وفنيا ؛ و تولت العديد من القضايا للنساء السجينات والمعنفات، حيث قدمت لهنَّ العون القانوني في المحاكم والاستشارات، بالإضافة إلى برامج توعوية في بعض المراكز النسوية على مستوى الأرياف.

وقد حصلت العبيدي خلال تلك الفترة على دورات تدريبية وتأهيلية في مجال العنف ضد المرأة، والقانون في حقوق الإنسان، ورصدت الانتهاكات التي تتعرض لها النساء بعد أن التحقت بالعديد من التدريبات في المرصد اليمني لحقوق الإنسان.

وفي عام 2010، تم إجراء انتخابات لمجلس نقابة المحامين فترشحت وفازت كأول امرأة في عضوية مجلس النقابة، وتولت مسؤولية الحقوق والحريات.

وبعدها بفترة قليلة تقدر بأقل من سنة اشتعلت ثورة 2011 ضمن ما سمي بالربيع العربي، فمارست عملها برصد الانتهاكات التي يتعرض لها الشباب أثناء المسيرات والمظاهرات وأسست لجنة قانونية في ساحة الثورة برئاستها.

وعندما انتهت الاحتجاجات المتعلقة بثورة 2011، وحدثت تسوية سياسة بين أطراف النزاع، عملت بعدها على توثيق كافة الانتهاكات التي تعرض لها الشباب في محافظة تعز وقدمت هذه الملفات إلى النيابة لتحقق بالانتهاكات التي حدثت.

بعد ذلك عملت كمنسقة لمشروع حوارات محلية ومارست العمل في المسار السياسي منذ عام 2012 حتى الآن، ومازالت تعمل مع الأحزاب السياسية في تعز وتحاول قدر الإمكان ردم الشرخ الموجود بينها.

وفي عام 2016 تقدمت للعمل في مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أجل رصد الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون أثناء الحرب، ومازالت تعمل معها إلى الآن في رصد وتوثيق الانتهاكات.

كما عملت مع بعض المنظمات في تقديم استشارات في بناء السلام وتحليل النزاعات، ونجحت في الالتحاق ضمن الفريق الاستشاري النسوي لمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج.

الوساطة لحل النزاع أسهمت العبيدي في جانب الوساطة بين أطراف الصراع خلال فترة الحرب، وركزت على ملفات فتح طرقات تعز وتبادل المعتقلين والأسرى، وأزمة المياه.

وأفادت "د.ب.أ" بأنها اقتحمت هذا المجال بسبب الأوضاع التي باتت تعيشها محافظة تعز وانقسامها مابين سيطرة الحوثيين والحكومة الشرعية.

وحكت معين قصة تنقلها بين طرق وعرة وصعبة في محافظة تعز نتيجة قطع الطرق فيها منذ نحو ثماني سنوات.

وتشير إلى أنها كانت تسافر من مدينة تعز لزيارة ابنتها المتواجدة في منطقة أخرى بالمحافظة المحاصرة، ومرت بجميع الطرقات التي تستغرق ساعات طويلة، وشاهدت مأساة الناس المرضى غير القادرين على دفع أجرة المواصلات، وكذلك المعاناة في معبر الدحي الخاضع لسيطرة الحوثيين جراء التفتيشات والإهانات التي يتلقاها العابرون يوميا.

ولفتت إلى أنه"بطبيعة عملها مع السياسيين منذ عام 2012، باتت لا تواجه صعوبة في التواصل معهم والقيام بوساطات لبعض القضايا، فحاولت جاهدة استثمار هذه العلاقات والعمل على إقناعهم بفتح طرق تعز".

ويحاصر الحوثيون تعز من معظم منافذها، منذ بداية العام 2015، ما تسبب في تدهور أكبر للوضع الإنساني وضعف شديد في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.

وبالنسبة لملف الأسرى والمعتقلين تقول معين إنها" شرعت بالعمل عليه من أجل الإفراج عن جميع المحتجزين وإعادتهم إلى عائلاتهم، لكن تولى الأمر وسطاء من بعض الأشخاص الفاعلين، وحاليا تقدم لهم أحيانا بعض تسهيلات تساعدهم في حل هذا الملف الإنساني الحيوي".

وفي سياق نشاطها في حل بعض القضايا عن طريق الوساطة المحلية، تمكنت معين من صنع تقارب بين أطراف النزاع من أجل حل أزمة المياه في مدينة تعز.

ونجحت مع زملاء وزميلات في التواصل مع السلطات الحكومية وجماعه أنصار الله الحوثية من أجل السماح بتدفق المياه إلى المدينة من الآبار الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وبالفعل؛ بدأ حل أزمة المياه داخليا بالمدينة، وذلك في تسليم الآبار والخزانات التي كان بعض المتنفذين يسيطرون عليها وتم تسليم أغلبها لمؤسسة المياه الحكومية، ومن ثم عقد مفاوضات مع جماعة أنصار الله من أجل السماح في إدخال المياه إلى مدينة تعز.

وتوضح العبيدي أن" الانتهاء من أزمة المياه ما زال في طور المفاوضات، وتأمل أن تكلل بالنجاح، حيث ثمة توافق مبدئي على حل القضية، وربما ثمة أمور فنية تحتاج إلى إنجاز هذا الملف".

وخلال الفترة القليلة الماضية، كانت معين أحد الذين حضروا طاولة المفاوضات بناء على الهدنة الأممية التي أعلنت مطلع أبريل الماضي وانتهت بداية أكتوبر 2022، وكان من بنودها تشكيل لجان من الحكومة والحوثيين من أجل الجلوس والتفاوض لفتح الطرقات في تعز.

وكان مكتب المبعوث الأممي قد استدعى مجموعة من الوسطاء الذين عملوا من أجل فتح الطرق، وحضرت معين طاولة المفاوضات بين طرفي النزاع، وساعدت في تقديم الاستشارات والمقترحات، ومازالت تحاول الوصول مع الأطراف إلى إتفاق بهذا الخصوص.

وفي نظرتها لواقع مستقبل اليمن تشدد العبيدي على أنه "في حال قرر المجتمع الدولي والإقليمي والأطراف المغذية للصراع ووصلت إلى حالة قناعة بأن ينتهي هذا النزاع، فممكن أن تتوقف الحرب والوصول إلى تسوية سياسية".

وأضافت "الآن لا يمكن حسم الحرب عسكريا مهما حاولت الأطراف إيهام الناس أنه سيتم من خلال الحسم العسكري... لن يحصل ذلك إلا عن طريق تسوية سياسية ومفاوضات على تقاسم الثروة والسلطة".