25 لوحة فنية تبرز إبداعات طلبة "التوحد"
افتتحت وزارة التنمية الاجتماعية متمثلة بالمركز الوطني للتوحد "معرض اضطراب طيف التوحد للفنون"، الذي ضم 25 لوحةً فنيةً فرصةً لاستكشاف عوالم متنوعة من الإبداع والتعبير الذاتي بمشاركة فنانين مميزين من الاشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وذلك بقاعة دار الفنون للموسيقى بدار الأوبرا السلطانية العمانية.
رعى حفل افتتاح المعرض صاحبة السمو السيدة ميان بنت شهاب آل سعيد، وحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية.
تضمن حفل افتتاح المعرض عرضًا مرئيًا يجسد دور المركز الوطني للتوحد في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وتعزيز قدراتهم الفنية عبر صقل وتنمية مهاراتهم ودمج الفن في مختلف برامجهم وأنشطتهم، وكذلك دور المركز في توفير بيئة داعمة ومحفزة تساعدهم على الاندماج في المجتمع وتحقيق إمكاناتهم الكاملة، كما يظهر العرض المرئي ما يؤكد عليه المركز الوطني للتوحد أن للفن تأثيره العميق والإيجابي على حياة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد كونه وسيلة تعبيرية قوية تمكنهم من التواصل والتفاعل الاجتماعي وتحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز الثقة بالنفس.
وشهد حفل افتتاح المعرض تدشين صاحبة السمو السيدة ميان بنت شهاب آل سعيد قصة "نوح"، مقتبسة من واقع حياة طفل عماني وهي نتاج جهود فريق عمل متخصص بالمركز الوطني للتوحد، وبدعم من الشركة العمانية للاتصالات عمانتل.
كما تم خلال الاحتفال توقيع اتفاقية دعم السلسلة القصصية القادمة، وقع الاتفاقية سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، والشيخ طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاتصالات "عمانتل".
قالت الدكتورة نادية بنت علي العجمية مديرة المركز الوطني: يسعى مركز التوحد الوطني من خلال كوادره المتخصصة تأهيل أشخاص ذوي طيف التوحد في كافة المجالات واحد تلك المجالات هو مجال الفن والابتكار والرسم وغيره، وتبذليل العديد من التحديات في التعامل مع حالات اضطرابات طيف التوحد كونها حالات خاصة بحاجة دائمًا إلى متخصيين في هذا المجال تم تدريب الكوادر بطريقة متخصصة، كما تم توفير مدربين وتأهليهم بما يتعلق باضطرابات طيف التوحد ليكونوا ممكنين لتقديم خدمة الفن بطريقة مبتكرة وأقرب لهذه الفئة من خلال الدخول إلى عالمهم وقدراتهم وإمكانياتهم.
وعلى هامش افتتاح المعرض ذكرت غيداء بنت عبدالله الفارسية مدربة أشغال يدوية بمركز الوطني للتوحد: قمنا بتدريب طلبة اضطراب طيف التوحد على المشغولات الفنية وكيفية رسم لوحة الفنية خطوة خطوة ومعرفة أساسياتها، رغم مواجهتنا بعض الصعوبات بسبب تفاوت نسب الإدراك الذهني لطلبة اضطراب طيف التوحد إلا أن إنجاز أعمال لوحات الفنية كانت مصدر دعم ونجاح وثقة بالنفس بالنسبة لهم ، مشيرة إلى أنه ومن خلال المعرض زاد شغفهم بحب هذا الفن والمواصلة على القيام بلوحات فنية اخرى للمشاركة في المعارض الفنية فوجودهم في المعارض يكسر حاجز اضطراب التفاعل الاجتماعي مع المجتمع.
وبينت حنين بنت علي اللواتية أن المعرض ضم 25 لوحة فنية من إعداد 5 من طلبة اضطراب طيف التوحد، واستوحت اللوحات الفنية من موضوعات مختلفة تخص المجتمع العماني، حيث تم تأهيل الطلبة وفق خطط فردية مخصصة لكل حالة، وتتضمن أهداف مفصلة على حسب إمكانية كل حالة وذلك من بعد عمل تقييم من قبل الاخصائيين المتواجدين بالمركز الوطني للتوحد.
وأضافت: واجهتنا بعض التحديات والتي تخص السلوكيات للنمطية التي تصاحب هذه الفئة ولكن الأهم من ذلك اجتيازها بوجود الصبر والالتزام والدقة في العمل.
وعن قصة نوح قالت سمية بنت موسى الكندية "كاتبة": تم تدشين كتابي قصة "نوح" ويعد عمل تطوعي بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والمركز الوطني للتوحد، وتعتبر قصة "نوح" أول قصة ضمن سلسلة قصصية مقتبسة من واقع حياة الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد، والقصة حقيقة تحكي واقع طفل عماني، كيف هي حياته وأيامه مع طيف التوحد والمواقف التي تزعجه والتي يحبها، وهي مخصصة للأطفال من سن 6 إلى 10 سنوات وبلغة سهلة وكلمات بسيطة وبرسومات جميلة، مشيرة إلى أن القصة صدرت بعناية فائقة لتلبي حاجات وتطلعات هذه الشريحة المهمة في المجتمع، وتهدف إلى توفير مصدر توعية وتثقيف عن اضطراب طيف التوحد.
