مواطنون وعقاريون : التحول الإلكتروني في "الإسكان" نقلة نحو قطاع مزدهر
- تسهيل الإجراءات وتحقيق مبدأ المساواة والشفافية في الطلبات
- مطالب بإضافة نظام تتبع المعاملات وتفعيل الإشعارات عن طريق الرسائل النصية
- يجب توفير خدمات الرد الإلكتروني السريع للاستفسار عن المعاملات
شهد القطاع العقاري في الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا ونقلة نوعية في الخدمات الإلكترونية المقدمة من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني؛ لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة في مجتمعات مزدهرة، حيث انخفضت المعاملات الورقية داخل الوزارة بنسبة 60% في العام المنصرم وأطلقت العديد من المنصات كمنصة خدمات التطوير العقاري ومنظومة المعلومات الجغرافية. رحلة التحول الرقمي الشامل للرقي إلى مستويات خدمية آمنة تضمن الرضا وتدعم الاستقرار الاجتماعي في توفير آلية منح الأراضي السكنية الحكومية بطريقه سهلة بضغطة زر عبر خدمة "اختار أرضك"، التي تهدف إلى تبسط آلية منح الأرض وتسهيل عملية اختيارها وحجزها في بيئة آمنة رقميًا ضمن خرائط جغرافية رقمية، وتوفر الخدمة طرق منح حيوية بثلاث محاولات مختلفة للاختيار على النظام الإلكتروني، إضافة إلى خدمات إلكترونية ومبادرات تنفيذية تبشر بمستقبل مزدهر للقطاع العقاري في سلطنة عمان وفق ما عبر عنه مواطنون وعقاريون الذي استطلعت "عمان " آراءهم وانطباعاتهم ومدى استفادتهم من الخدمات والمنصات الإلكترونية التي أطلقتها وزارة الإسكان ومقترحاتهم للرقي بها.
يقول عمار الغاربي : إن الثورة الصناعية الرابعة وما يتبعها من تقدم في مجالات التقنية وإنترنت الأشياء، سوف تسهم في تسهيل حياة كل فرد يواكب هذا التطور وهذا ما نلاحظه من الانتقال بالحكومات التقليدية إلى الحكومات الذكية، والكرة الآن في مضرب وزارة الإسكان؛ لتسهيل وتعزيز الخدمات المتعلقة بالمواطنين والجهات الأخرى عن طريق الوسائل المختلفة التي ترتبط بمجالات التقنية وتطورها، وهذا سيعمل على تيسير التعامل العقاري.
عن مدى استفادته من المنصات الإلكترونية المقدمة أشار الغاربي إلى أن الاستفادة في الوقت الحالي ما زالت خجولة جدًا، تتمثل في متابعة المعاملات عن طريق خدمة مركز الاتصالات الذي تم الإعلان عنه مؤخرا عبر منصات التواصل الاجتماعي لوزارة الإسكان إلا أن المأمول من وزارة الإسكان الكثير.
مختبرات نوعية
متابعا الغاربي حديثه عن مقترحاته للنهوض بالخدمات الإلكترونية وتطويرها، بقوله: هناك تأخير حاليًا في إجراءات معاملات طلبات الأراضي الجديدة وتسجيل العقود وتجديدها، وتأخير في إصدار الملكيات بما يؤثر سلبًا على تنفيذ المشروعات نظرًا لعدم إمكانية استخراج تصاريح البناء، وحل هذه المشكلة يكمن في إصدار تعميم من الوزارة لمختلف المديريات التابعة لها بتسريع وتعزيز الخدمات للمجتمع، والعمل على برنامج لجميع المحافظات يتم من خلاله إشراك المجتمع بخطط الوزارة مع وجود مختبرات نوعية الهدف منها إيجاد حلول من أفراد المجتمع،
وتبدي منال بنت محمد البادية رأيها قائلة : إن منصات وخدمات وزارة الإسكان والتخطيط العمراني الإلكترونية يجب أن تكون أقرب للمواطن وللمجتمع؛ كونها مؤسسة حكومية خدمية من الدرجة الأولى ومنصة "اختار أرضك" التي أطلقت في الآونة الأخيرة من قبل الوزارة ستسهل على المواطن الكثير من المراجعات كخدمة الحصول والتقديم على أرض بطريقة حديثة وبعيدًا عن تراكمات الأوراق والنظام المتداول والبدائي لإنهاء أي خدمة متعلقة بطلب الحصول على أرض.
رضا تام
و قال منصور بن جمعة الساعدي: منصة "خدمة أرضك " إحدى الخدمات الإلكترونية المقدمة من الوزارة فهي خدمة سهلة ومريحة ولأول مرة تطبق في سلطنة عمان، حيث إنها تتيح للمواطن اختيار أرضه بسهولة ورضا تام، ونأمل من الوزارة أن تمنح المواطن الأرض على حسب المخطط المتاح أو المتوفر في ولايته وأن تكون هناك زيارة ميدانية للمخطط من قبل موظفي الوزارة للتأكد من توفر جميع الخدمات من طرق مرصوفة وكهرباء وماء وإنترنت.
الرد الإلكتروني
أما حمود الراشدي فيقول: ليس ممكنًا تقييم خدمات ومنصات حديثة تم تدشينها في العام الجاري لتوزيع الأراضي والمخططات أو أي خدمات أخرى، فمن الممكن حدوث عطل فني في النظام يؤخر إنجاز المعاملة أو تكون هناك بيانات شخصية غير دقيقة بالنسبة لاشتراطات الحصول على قطعة أرض؛ لذلك فإن توفير خدمات الرد الإلكتروني للاستفسارات والمساعدة كالنظام الحالي المطبق في هيئة تنظيم الاتصالات مهم جدًا، بحيث يتم الرد على الاستفسارات في اليوم نفسه دون الحاجة للانتظار.
ويشاركه ناصر البادي بقوله: إذ تم تفعيل تلك المنصات التفعيل الصحيح ومعالجة كل الأخطاء الفنية في حال وجودها سيسهم بشكل كبير في تسريع تخليص المعاملات والحصول على أرض دون الحاجة للمعاملات اليدوية التي تأخذ وقتا طويلا.
تتبع المعاملات
وقال محمد المقبالي: نحن بحاجه لمنصة رقمية متطورة وشاملة يستطيع المواطن من خلالها تخليص معاملاته بسهولة ويسر ومعرفة المستندات المطلوبة دون الحاجة لمراجعتها ذهابا وإيابا للوزارة، وأشار المقبالي إلى ضرورة تحديث المنصات وإضافة نظام تتبع المعاملات أو منافذ لخدمة المراجعين، وتفعيل الإشعارات عن طريق الرسائل النصية لحالة الطلب؛ لتسهل على مستخدمي المنصة أو المراجعين معرفة وتتبع معاملتهم بكل سهولة ويسر.
المساواة والشفافية
ويرى داود الكلباني أن الخدمات الإلكترونية سوف تعمل على تسهيل الإجراءات، وتقديم خدمات أفضل وأسهل مع توفير الجهد والمال ومواكبة التطور تماشيا مع النمو الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، مضيفًا أن وجود المنصات الإلكترونية تعزز من تسهيل الإجراءات وتحقيق مبدأ المساواة والشفافية في الطلبات فيكون هناك رضا تام في جميع الطلبات.
يشاركه الرأي يونس الحبسي قائلا : إن الاختيار يتم وفق آلية إلكترونية بعيدا عن التدخل البشري والمحسوبية وستكون مريحة حتى إذا كانت الفرص لا تتيح السكن على أرض يناسبني موقعها ولكن يبقى نظام الاستحقاق للأراضي تحت منظومة تحقق مبدأ العدل والمساواة بين الجميع.
ويضيف الحبسي: نأمل إعادة النظر في زيادة عدد المحاولات في تطبيق «اختار أرضك» من ثلاث مرات إلى خمس مرات لتحقيق الرضا التام والقناعة للمسجلين والمستحقين لمنح الأراضي السكنية.
عقار مزدهر
فهد بن سلطان الإسماعيلي مؤسس شركة تبيان للعقارات أشاد بالتحول والتغير الشامل الذي قدمته الوزارة في كل المجالات المختلفة لخدمة ودعم قضايا الإسكان والوساطة العقارية متابعا : أطلقت عدة مبادرات إلكترونية سابقة مثل منصة "أملاك" التي تمكن المواطنين والمتعاملين في السوق العقاري والخليجين والأجانب من تخليص معاملاتهم، حيث بالإمكان عبر هذه المنصة تخليص أكثر من ٥٠ معاملة في اليوم، فهي توفر الوقت والجهد دون الحاجة للسفر والتنقل، وتمكّن المتعاملين في السوق العقارية والمواطنين من إنهاء معاملاتهم من المنزل بكل سهوله ويسر.
وأشار الإسماعيلي إلى أن الخدمات الإلكترونية الجديدة المربوطة بالمنظومة الجغرافية تجمع كل المخططات الإسكانية في منصة واحدة، فبإمكان كل فرد معرفة الموقع الجغرافي للأرض ونوع الاستخدام سواء كان سكنيا ، أو تجاريا، أو صناعيا بضغطة زر، وهذا يضفي الشفافية واستدامة القطاع العقاري؛ فنحن العقاريين نرى في تحقيق الاستدامة جانبا إيجابيا ينعكس على التعامل في السوق العقاري والقطاع الخاص، ووجود الشفافية ودقة المعلومات وسهولة الوصول وكفاءة الفرص هو الأهم ، ويبقى النجاح حليف من يتميز في هذه الفرص الممنوحة للجميع بشكل متكافئ ومتساوٍ بخلاف ما إذا كانت المعلومات أو المزايا تنحصر لجهة أو جهتين في السوق حتى إن لم يكونوا متميزين فسوف يحققوا نجاحا ويجنوا أرباحا؛ لأنهم سيحصلون عليها بطرق غير متساوية، أما الآن مع وجود الشفافية الكبيرة وتوفر المعلومات والبيانات وسهولة الحصول عليها بشكل متكافئ يبقى النجاح حليف من يتميز في تقديم الخدمة أو المنتج العقاري السليم والأمين في طرحه ومن يتعامل مع العملاء بودٍ وأخلاق جيدة، ففي هذه الحالة تتحقق العدالة المهنية في السوق وتصبح الفرص متكافئة للجميع.
ويشير إلى أن هذا التطور والتحول الرقمي الإلكتروني الذي تشهده وزارة الإسكان والتخطيط العمراني سوف يعود بالنفع وستكون هذه المنصات حقا مكفولا للجميع دون استثناء وهذا التحول سيسهم في ازدهار القطاع العقاري .
