عمان اليوم

مظاهرالعيد ..عادات أصيلة تتوارثها الأجيال

29 يونيو 2023
29 يونيو 2023

تتوارث الأجيال في العادات والتقاليد الأصيلة ومنها مظاهر العيد التي يجسدها المواطنون خلال عيدين الفطر والأضحى كتجهيز الملابس وشراء الحلوى العمانية والبهارات والمكسرات والتحضير للشواء والمشاكيك، ويحاول الآباء نقل هذه العادات لأطفالهم من جيل إلى جيل للمحافظة على دوامها واستمراريتها، "عمان" في هذه المساحة أبرزت العادات والتقاليد العمانية التي توارثها الآباء للحفاظ عليها من الاندثار.

إذ يقول فارس بن أحمد المرشودي: من العادات المهمة التي نحرص على نقلها لأطفالنا هي المخرج أو العيّود، وينتظرها الأطفال بفارغ الصبر في أول أيام عيد الأضحى، حيث يقوم عدد المواطنين بعرض العديد من المنتجات المتمثلة في الحلويات المختلفة، وألعاب الأطفال، والمكسرات، والمشاكيك والمشروبات الغازية وغيرها من المواد الاستهلاكية التي تجذب الكبار قبل الصغار، وعادة ما تقام هذه العادة خلال الفترة الصباحية داخل أو بجانب السوق المركزي أو بجانبه أو في أحد الأماكن المفتوحة .. مشيرا إلى أن الأطفال يتحمسون للذهاب وشراء المنتجات المختلفة واللقاء مع أصدقائهم.

تبادل التهاني

من جانبها أشارت سمية بنت راشد الناصرية إلى أن الأكلات الشعبية كالعرسية أو الهريس أو القبولي تعد من أهم العادات التي يجب أن تستمر ويتوارثها الأبناء من الآباء، وتناولها في صبيحة العيد قبل التوجه لأداء الصلاة، ثم تعوديهم على الذهاب للصلاة في مصلى العيد المخصص لذلك، وبعد الانتهاء من أداء صلاة العيد يتم تبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة، واصطحابهم إلى السلام على الأقارب والأهل والجيران .. مضيفة: أن حصولهم على العيدية من العادات الجميلة أيضا التي ترسم البهجة والغبطة على نفوسهم، حيث يحرص الجميع أثناء تبادل التهاني على توزيع العيدية وإدخال السرور في نفوسهم ابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة.

وأبدى سالم بن حمد الفارسي رغبته في استمرار أطفاله تعلم تجهيز الشواء العماني والمشاكيك إذ لهذه العادة الأصيلة طعم ونكهة خاصة لدى الكثيرين في أيام العيد، وتعتبر من الأكلات الشعبية المفضلة، حيث تحرص جميع العائلات على تناولها خلال عيد الأضحى والاستمتاع بمذاقها الطيب، وغالبا ما يتناول الشواء مع الأرز ثاني أيام العيد، أما المشاكيك عادة ما يقوم الأهالي بإعدادها وتناولها مع الخبز والعسل ثالث أو رابع أيام العيد.

وأوضح أن الأهازيج الشعبية من العادات المهمة التي يجب أن يشارك فيها الأطفال لتستمر لأجيال متعددة، إذ تقام في عيد الأضحى السعيد الأهازيج الشعبية في مختلف الولايات ويتغنى أبناؤها بالعديد من اللوحات الفنية الجميلة مثل فن "الرزحة" مصحوبة بصوت طبول الكاسر والرحماني والأبواق التي تضفي جمالًا على هذا الفن.

الحلوى العمانية

وتضيف سهام بنت سيف الناعبية: أحرص على تعويد أطفالي على العديد من العادات والتقاليد التي يجب أن يحملوها معهم ولا يستغنوا عنها أبدا، ويأتي العيد ليعلمنا أن هذه العادات هي ما تميز العماني وتحدد هويته، ونظرا لحب أطفالي للحلوى العمانية فأحرص دائما على وجودها على مائدة الطعام كل عيد، حتى أننا حاولنا صناعة الحلوى بطريقتنا الخاصة لأشجعهم على جعلها عادة لكل عيد.. مشيرة إلى أن صناعة الحلوى العمانية عند النظر لمكوناتها البسيطة تبدو وكأنها سهلة الصنع، ولكن لها أسرار في الصنع إذ تتضمن مكونات عديدة من أهمها السكر البني أو الأحمر المُحلى والزعفران الأصلي وماء الورد الجبلي الأصلي والهيل والسمن البقري العماني ونشا القمح، وتعد الحلوى العمانية ركن من أركان الاحتفال بالأعياد.

وقال إبراهيم بن صالح المعمري: من العادات التي تنفرد بها ولاية الرستاق وبعض ولايات جنوب الباطنة فعالية "العزوة" وهي شبيهة بيوم المخرج أو العيّود، وتكون وقت المساء من بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وتتضمن فعاليات متعددة كالفنون الشعبية الرزحة والعازي، وأيضا بيع ألعاب الأطفال والحلويات، وتستمر طيلة أيام العيد وتبدأ من اليوم الثاني للعيد، وأحرص كل عيد على اصطحاب أطفالي لهذه الفعالية، والاستمتاع مع أصدقائهم.

السبلة العمانية

وقال الشيخ بدر بن هلال بن نبهان البحري عن عادة الآباء والأجداد التي أصبحت متوارثة جيلا بعد جيل ،اجتماع الأهالي في السبلة أو ما تسمى بـ"المبرز": ، مشيرا إلى أن للعادات العمانية بريقها الخاص وخاصة في المناسبات الدينية، وقد عهدنا آبائنا وأجدادنا يجتمعون بعد صلاة العيد سواء كان عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحي المبارك ، حيث يجتمع أهالي القرية جميعهم في المبرز مشكلين لوحة فنية جميلة يسودها الألفة والمحبة وجميعهم على قلب رجل واحد ،حيث يتم فيها تبادل التهاني والتبركات بمناسبة العيد .

وأكد أن هذه العادات تلعب دورا رئيسيا في تأصيل الموروث العماني وترفع الوعي لدى الأبناء والشباب بأهميتها ، حيث تعد مدرسة ينهل منها الجميع وهي تدعو للتمسك بالشمائل والأخلاق التي بنى بها الأجداد حضارة متماسكة ويجب أن تصان ويغرس فيها تلك المباديء والقيم ، مشيرا أن السبلة العمانية كانت ولا تزال تعلب دورا مهما في صقل الشخصية العمانية ، حيث جلوس الكبير والصغير في مكان واحد يبعث في نفوسهم معنى المجتمع الواحد ،وتتأصل فيها العادات والمبادىء الحميدة ومنها إحترام الصغير للكبير ، وأسلوب تبادل الحديث واستنباط السمت العماني وغيرها من السلوكيات الأصيلة .