توفر تقنية العلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي في مركز طب الأعماق
توفر تقنية العلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي في مركز طب الأعماق
عمان اليوم

مركز طب الأعماق بالمستشفى السلطاني .. تقنيات متطورة للعلاج بالأكسجين

17 سبتمبر 2022
يستقبل إصابات الغوص وفقدان السمع المفاجئ وتقرحات السكري
17 سبتمبر 2022

يعد طب الأعماق من أحدث مستجدات الطب والعلاج المتخصص لذا جاء تأسيس المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني ليقدم خدماته المتخصصة للعديد من المرضى باستخدام تقنيات وأجهزة متطورة ويتميز المركز بكونه الوحيد التابع لوزارة الصحة الذي يقدم خدماته بطاقة استيعابية عالية وبإدارة كوادر عمانية مدربة على أحدث الأجهزة في هذا المجال حيث يتم تقديم خدمات العلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي لجميع الحالات التي تستدعي هذا النوع من العلاج بعد تحويلها من طبيب مختص.

وقال الدكتور عادل بن سالم الخصيبي طبيب بالمركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني في حوار خاص مع «عمان»: يعد المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني من المراكز الصحية التخصصية الحديثة نسيبا حيث افتتح في يونيو 2018 كإضافة نوعية مميزة تقدم لمنظومة القطاع الصحي بسلطنة عمان، ومواكبة للتطور المستمر في الخدمات الصحية على مستوى العالم، يقدم المركز خدماته من خلال قسمين رئيسين: عيادة الغواصين وتختص بالفحص الشامل وكشف مدى كفاءة ولياقة ممارسة الغوص سواء كمهنة أو هواية بالإضافة إلى معالجة إصابة الغواصين، والقسم الآخر الأكبر للعلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي من خلال علاج المرضى في غرفة مخصصة تسمى «غرفة معادلة الضغط» ومن خلال يتم في غرفتين متعددة الأشخاص كل غرفة تسع ١٢ مريضا في الجلسة العلاجية الواحدة، وغرفة أخرى مفردة تسع لشخص واحد في كل جلسة علاجية. وتستغرق الجلسة الواحد ساعتين قابلتين للزيادة والنقصان حسب الحاجة الطبية بتقدير الطبيب المعالج.

  • أكسجين نقي

وعن طبيعة العلاج في المركز، أوضح الدكتور عادل أن طب الأعماق أو العلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي هو طريقة علاج يتنفس فيه المريض أكسجين نقي بنسبة 100% عند ضغط يزيد عن 1 ضغط جوي على مستوى سطح البحر وذلك من خلال رفع الضغط الجوي في الغرفة العلاجية بحيث يكون ضغط الهواء أعلى بمرتين أو بثلاث مرات من ضغط الهواء العادي. في ظل هذه الظروف، يمكن للرئة أن تتنفس كمية من الأكسجين أكثر مما تحصل عليه إذا تنفست الأكسجين النقي عند ضغط الهواء الطبيعي.

ويضيف الدكتور الخصيبي عن آلية عمل الأكسحين المضغوط: عادة جسم الإنسان يحتاج إلى الهيموجلوين الموجود بكريات الدم الحمراء لنقل الأكسجين لجميع خلايا الجسم لكن في ظروف الضغط الجوي العالي يذوب الأكسجين في البلازما وسوائل الجسم الأخرى مما يرفع مستوى الأكسجين المذاب في البلازما حتى 15 ضعف الكميات الطبيعية وهذا بدوره يحقق الهدف الأساسي حيث يساعد في علاج العديد من المشاكل الصحية من خلال وصوله إلى الأجزاء صعبة التروية بالدم حول الجسم مما يعزز قدرة الجسم على الشفاء بحيث يعمل على زيادة نسبة الأكسجين في جميع أنسجة الجسم و ينشط الدورة الدموية، ورفع مستوى الأكسجين يسبب انقباض الأوعية الدموية مما يقلل الوذمة وتورم الأطراف بالرضوض والحوادث مثل متلازمة الحجرات المغلقة والحروق، كما أن الأكسجين ضروري لعمل وتنشيط خلايا البناء في الجسم (فابيروبلاست)، ناهيك أن الأكسجين المضغوط يزيد من جذور الأكسجين الحرة التي تقوم بوقف نمو البكتيريا خاصة البكتيريا اللاهوائية و تساعد الكريات البيضاء القضاء عليها، والأكسجين المضغوط أيضا يؤثر على الوسائط الكيميائية الالتهابية مما يساعد ويوقف التفاعل الالتهابي داخل الجسم كما يزيد من كفاءة بعض الأنواع من المضادات الحيوية.

  • الحالات المرضية

وعن حالات العلاج التي يستقبلها المركز، أفاد الدكتور عادل الخصيبي: كما هو معروف دوليا أن العلاج بالاكسجين يخدم إصابات الغوص في حالات اختلال الضغط، فالغواص الذي يصعد إلى السطح سريعاً يكون عرضة لحالة مرضية تتجمع فيها فقاعات النيتروجين بأنسجة الجسم ويمكن أن تسبب الغثيان وألم العضلات والتشنج وربما الشلل، ويكون العلاج بإعادة الغواص إلى الضغط أو العمق ذاته الذي كان يغوص فيه ثم تتم إزالة الضغط عنه تدريجياً ما يحدث تراجع بحجم الفقاعات التي تكونت بالجسم.

كما يختص المركز بعلاج حالات انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات، بحيث يتم ضغط الجسم لتقليل حجم هذه الفقاعات وخروجها مع تنفس الأكسجين، وحالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون وذلك برفع تنافسية ارتباط الأكسجين بالدم والتخلص من الغاز السام، وحالات الغرغرينا والالتهاب بجرثومة الكلوستريد يا، إصابات السحق ونقص تروية في الإصابات الحادة، فقدان السمع المفاجئ، عدوى الأنسجة الرخوة وخراج داخل الجمجمة، التهاب العظم المزمن، الحروق الحرارية، والجروح المزمنة مثل( تقرحات قدم السكري وتقرحات الأوعية الدموية).

  • آلية العلاج

وذكر الخصيبي آلية العلاج بقوله: نستقبل المريض في المركز ويتم تقييم لياقته الصحية وقدرته على دخول غرفة معادلة الضغط بصورة آمنة من قبل الأطباء، بعدها يطلب من المريض تغيير ملابسه حيث لابد من دخول الجهاز بملابس قطنية فقط 100% ولا يسمح لدخول أي مواد معدنية أو بترولية المصدر كمساحيق التجميل والعطور كما لا يسمح بإدخال أي أجهزة إلكترونية شخصية تحتوي على بطاريات ليثيم، وخلالها يتم تعليم المريض خطوات معادلة ضغط الهواء في الأذن الوسطى حيث إن الشخص ربما يشعر بضغط كبير داخل أذنيه كما يشعر به أثناء نزوله داخل الطائرة أو نزوله من مرتفعات مع وجود ممرض بصورة مستمرة في غرفة الضغط لمساعدة المرضى.

وبسبب طول فترة بقاء المريض داخل وحدة العلاج بالأكسجين فإن الوحدة توفر مستوى جيدا من الراحة للمريض خلال الجلسة عبر توفير مقاعد مريحة وشاشات تلفاز.

ويجرى العلاج بالأكسجين تحت الضغط بالعيادات الخارجية من دون الحاجة للبقاء بالمستشفى وهناك جداول علاجية معتمدة دوليا لفترات العلاج وضغط العلاج حسب المرض، وأكثر الجداول العلاجية شيوعيا أخذ الأكسجين لمدة ساعتين يتخللها أوقات راحة، ويعتمد تكرار الجلسة على حسب الحالة فالشخص الذي تعرض إلى التسمم بأول أكسيد الكربون ربما يحتاج فقط إلى 3 جلسات أما من يعاني الجروح السكرية التي لم تلتئم فيحتاج من 20-40 جلسة، ويكتفي من يتعرضون لحالة الضغط أو تجمع الهواء أو الغازات كالغواصين إلى جلسة واحدة طويلة.

وأكد الدكتور عادل أن المركز يغطي طلبات المرضى المحولين من كافة محافظات سلطنة عمان سواء بالتحويل من مراكز الرعاية الصحية الثانوية أوالثالثية ليستقبل أكبر عدد من المرضى الذين هم بحاجة إلى طب الأعماق فقال: لا يخفى على أحد استمرارية التطوير فهو عنوان للنجاح فمنذ افتتاح المركز وهناك تطور نوعي وكمي في الخدمات المقدمة على مراحل مختلفة ويفخر المركز بكوادره العمانية المدربة والمؤهلة لخدمة المرضى على كافة المستويات، ونتطلع إلى رفع الطاقة الاستيعابية وزيادة مستوى خبرة الكادر الطبي وهذا يتطلب جهد وتعلم مستم حيث يعد طب الأعماق من المجالات الواعدة لعلاج الكثير من المشاكل الصحية ولكن يحتاج لمزيد من العمل والبحوث على المستوى المحلي والدولي.