أحد السدود الصغيرة لحفظ مياه الأودية والانتفاع منها للري...تصوير ـ حسين بن علي المقبالي
أحد السدود الصغيرة لحفظ مياه الأودية والانتفاع منها للري...تصوير ـ حسين بن علي المقبالي
عمان اليوم

عمق الرباخ.. أكثر من 250 قبرا بقيت لغزا في 6 مواقع مختلفة

13 أبريل 2023
النخيل الباسقات والحمضيات والموز والمانجو أشهر مزروعاتها
13 أبريل 2023

يحمل التاريخ العماني في جعبته أحداثا دونت وأخرى ما تزال سرا دفينا لم يتم التنقيب عنها وإحداها قصة أكثر من 250 قبرا في 6 مواقع مختلفة بقرية عمق الرباخ في ولاية قريات، إذ وضعت وزارة التراث والسياحة بالقرب منها لوائح كمواقع أثرية إلا أن سبب وجودها ما يزال سرا دفينا لم تسبر أغوارها لليوم في انتظار بدء الوزارة عمليات التنقيب بهذه المواقع، ويؤكد القاطنون في القرية أن هذه القبور وجدت قبل أن يستوطن الأجداد في هذه المنطقة دون أن يترك المقبورون أي آثار تدل على أصولهم، كما أن لكهف العيص حكاية؛ إذ كان ملجأ للقاطنين قديما واتخذ موقعا لحمايتهم من الأودية الجارفة والسيول الغزيرة، ويقع الكهف بالقرب من مجاري الأودية في عمق الرباخ، ومع ما تتميز به قرية عمق الرباخ من مقومات سياحية وتشكلات صخرية يأمل الأهالي أن تطرح بعض المواقع السياحية للاستثمار، وتخصيص أرض سياحية في القرية نظرا لإقبال السياح والزائرين على هذه المنطقة.

وقال راشد بن حمد الربخي، الذي التقينا به وهو يتأمل إحدى المقابر في القرية: إن الأجداد مع استوطان هذه المنطقة قبل أكثر من 200 سنة، وجدوا هذا القبور ماثلة في مواقعها الستة، ويقدر الآباء والأجداد عمر هذه القبور بآلاف السنين، ولم توجد أي آثار لهؤلاء القوم في عمق الرباخ، وما تزال قصتهم أحد أسرار القرية التي لم تبح بمكنوناتها؛ إذ لا نزال ننتظر بدء وزارة التراث والسياحة عمليات التنقيب في هذه المواقع الستة، عسى أن تكشف لنا لغز وجود هذه المقابر، وأصول هؤلاء القوم الذين قبروا منذ آلاف السنين في قرية عمق الرباخ بقريات، مع العلم أن وزارة التراث والسياحة وضعت لوائح إرشادية في تلك المواقع وتسميتها بالأثرية.

وأكد أن قرية عمق الرباخ تتميز بالتشكيلات الصخرية والمناظر الطبيعية والعيون، ومن أبرزها عين الغيل، ومن الكهوف كهف العيص الذي كان يأوي إليه الأهالي قديما هربا من الأودية الجارفة، وقد اتخذ ملجأ في الأنواء المناخية الشديدة، كما يوجد أيضا كهف السوقة، وتنبع من بطون الجبال العيون والماء الزلال ليجري في أفلاجها العديد كمصدر مهم للزراعة في القرية، ومن أشهر العيون عين فلج القرح، وعين فلج الدار.

وأوضح سالم بن حبن الغداني أن قرية عمق الرباخ تتباهى بجمال طبيعتها وهي إحدى عجائب القرى الجبلية التي تقع في الجهة الغربية لبحر عمان، ضمن سلسلة جبال الحجر الشرقي وتصنف ضمن المناطق الجبلية التابعة لولاية قريات، إذ تبعد عن مركز الولاية بمسافة 66 كيلو مترا تقريبا، وعن الطريق العام قريات – صور حوالي 18 كيلومترا ويحدها من جهة الغرب جارتيها القريبتين قرية وسال، التي تتميز وتشتهر بزراعة الرمان وقرية سوقة بطريق ترابي وصولا لولاية دماء والطائيين، فهي معبر ورابط بين ولاية قريات ودماء والطائيين، ومن الشرق بفاصل جبلي يوجد مجلس كهف الجن في هضبة جبل سلماه، وقرية عمق الرباخ تقع وراء تلال الجبال الشامخة وعمقها يشكل النقطة المنخفضة من أعلى نقطة للناظر من الأعلى، وسبب التسمية بعمق الرباخ يعود إلى عشائر السكان المقيمين بها.

وأشار أحمد بن خميس الربخي إلى أن القرية تمتاز بكثرة أشجار النخيل المتنوعة مثل البونارنجة والنغال والبرني والمزناج، إضافة إلى النشو وقش الموز والسدري، والخمري والصلاني، والمهلبي، والخنيزي، والبوسيف وغيرها، كما يقوم المزارعون في القرية بزراعة الليمون وما شابهها من الحمضيات كالنارنج والسفرجل والشمام الحامض، وبها أشجار التوريان والمانجو والموز والفرصاد، إذ تسقى المزروعات بمياه الأفلاج، التي تنبع من الجبال كفلج الدار وفلج القرح وفلج الزام وفلج عرف كما يوجد في القرية سد تخزين سطحي وهو يغذي فلج الزام.. مشيرا إلى أن قمم الجبال في القرية تنمو فيها العديد من النباتات البرية، وأشهرها الزعتر والجعدة والفطر المسمى بالكمأة «الفجع» وكذلك العتم والنتم والقصم والسدر والطلح والغاف والسيداف والقراع والهندبوب والشرحم والمرنحة وغيرها من الأشجار العمانية، ومن أشهر أوديتها وادي حوان، ووادي حيوف ويمران بمنقص، التي تقع على امتداد القرية في باطن الوادي ويصبان في رأس الشجر عند محمية الغزلان، كما تشتهر قرية عمق الرباخ بتربية الماشية وصناعة السعفيات، وتعد عمق الرياخ معبرا سياحيا للسواح الأجانب والعمانيين في رحلاتهم إلى«كهف مجلس الجن» مرورا بطرقها الوعرة القاسية عن طريق الممشى الجبلي مشيا على الأقدام، ونأمل طرح القرية للاستثمار السياحي من خلال عمل مشروعات نوعية مثل التلفريك والطيران الشراعي وتأهيل عين الغيل، وعمل خدمات سياحية كتمهيد طرق مشاة سياحية في البيئة الزراعية ومظلات واستراحات، وطرح إنشاء شقق فندقية للاستثمار، إضافة إلى تخصيص أراضٍ للاستثمار العقاري.