شواهد مشرفة للمرأة العمانية في التعامل مع «شاهين»
تسارعت أقدام المرأة العمانية لتقف بصف أخيها الرجل في الولايات المتضررة بالحالة المدارية «شاهين» وشمرت عن ساعدها لتكون رمزا مشرفا في العطاء والعمل التطوعي الإنساني وتوزع دورها بين مختلف القطاعات الإدارية التنظيمية والصحية والاجتماعية والإيواء والإغاثة لترسيخ مفهوم العطاء المجتمعي من أوسع أبوابه التطوعية.
وتجسد عملها في عطائها المثمر وجهدها الكبير الذي بذلته في التبرع بكل ما احتاجته الأسر أو النزول ميدانيا لتفقد احتياجات النساء والأطفال وتعبر عن عاطفتها وعطائها الإنساني ونتيجة لهذا المستوى العالي من الحرفية في العمل التطوعي للمرأة العمانية شهدنا على أرض الواقع أمثلة تعد مفخرة للبلاد سواء من طبيبات وممرضات ومعلمات ومربيات ساهمن بدورهن في تقديم كافة صور العطاء والمبادرات التطوعية.
وحول هذا الجانب قالت المحامية عائشة بنت زيد بن عبدالعزيز البريكية ناشطة اجتماعية ورئيسة اللجنة الاجتماعية بفريق تكافل صحار الخيري الاجتماعي: المرأة العمانية لم تقف مكتوفة الأيدي وإنما سعت وبذلت وضحت بوقتها ومالها وجهدها وفكرها من أجل أن تقدم يد العون والمساعدة والمساندة لأبناء وطنها ونزلت للميدان من أجل تلمس احتياجات أخواتها من النساء لتقدم لهن المساعدة وتوفر لهن كل متطلباتهن ومستلزماتهن الضرورية. ما شاهدناه خلال الأيام الماضية خلال الحالة المدارية «شاهين» خير شاهد وبرهان على ما قدمته المرأة العمانية فنجد الجدة والأم والأخت والبنت وحتى الحفيدة قد تواجدن في الميدان لتقديم العون والمساعدة.
وأضافت البريكية: حققت المرأة النجاح من خلال مشاركتها في مختلف المجالات التطوعية وبجدارة من خلال مشاركتها ونزولها للميدان لتلمس الاحتياجات بنفسها، تقف على أرض الواقع وتتضح لها الأمور كلها وتقوم بعملية الإشراف بنفسها فلم تكتف بنقل الصورة لها من الآخرين وإنما وقفت بنفسها على الحالات وساعدت أخواتها وأسرهن المتضررة، وهذا بحد ذاته نجاح ومفخرة تحسب لها.
قيم العطاء والتعاون
وعن دور المرأة العمانية في العمل التطوعي وكيف تسهم إيجابيا في أداء عملها على أكمل وجه، أوضحت: العمل التطوعي ليس بغريب على المرأة العمانية، وهو في المقابل ليس مجالا مستجدا عليها، فنجد المرأة العمانية منذ القدم قدمت الكثير من التضحيات من أجل الدفاع عن الوطن وضحت بالغالي والرخيص وكُتُب التاريخ خير شاهد على صلابة ومكانة المرأة العمانية ودورها الحيوي والمهم في القيادة. فهي بحق قائد تشارك الرجل في كل شيء وتقف بجانبه وتدعمه. ونساء عمان الماجدات علمن وربين أولادهن على العمل التطوعي منذ قديم الزمن وما نراه الآن ما هو إلا ثمرة تلك التربية الطيبة، فأرض عمان لا تنجب إلا الصالح ومن ذاق العيش على تراب هذا الوطن الغالي فإنه يفديه بروحه ودمه.
والمتتبع لأداء المرأة في العمل التطوعي يجد قيم العطاء والتعاون والألفة والمحبة والتعاضد والترابط والتراحم خير ما تجنيه المرأة العمانية من هذه المشاركة فهو بحق مكتسب حقيقي لها في دعم أفراد المجتمع العماني.
وبمناسبة يوم المرأة العمانية، ذكرت عائشة زيد: رحم الله السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- حين أمر أن يكون يوم السابع عشر من أكتوبر يوما للمرأة العمانية وذلك لدورها المهم والحيوي في بناء عجلة التنمية، برؤية ثاقبة من لدنه فنحن سنبقى على العهد ونربي أبناءنا على حب الوطن وقائده وسيظل يوم السابع عشر من أكتوبر يوم فخر واعتزاز لكل عمانية. فنحن نفخر ونفاخر بحمل اسم عمان وساما غاليا على صدورنا ونحن على العهد باقون ما حيينا وخلف جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ماضون. بكل فخر واعتزاز أقف اليوم لأقول لنساء الكون حمدا لله أنني عمانية.
عطاء الممرضة ومن جانب آخر، تحدثت سلطانة بن سالم الريامية ممرضة قانونية أولى بمركز صحي البداية بولاية السويق عن تجربتها وعملها خلال الحالة المدارية فقالت: المرأة العمانية قادرة على المشاركة الفاعلة في أداء عملها وتطوعها وتقديم خدمات جليلة لمجتمعها ويتجلى ذلك في عملها المتواصل طوال اليوم بعيدا عن أسرتها وأبنائها كما حصل أثناء مرور الإعصار «شاهين» على ولاية السويق حينها كنت أقوم بأداء عملي في المركز الصحي كممرضة ساهمت بدوري في العمل بالمركز الصحي أكثر من 24 ساعة مستعدة لاستقبال المرضى ولم أتراجع عن تلبية النداء لخدمة وطني رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها من دخول المياه لبعض الأماكن، فقد مكثنا فيه أكثر من 24 ساعة بدون كهرباء أو مياه وانقطع الاتصال مع الآخرين وصمدنا في موقع العمل لأداء العمل على أكمل وجه. وأضافت: تعد المرأة ركنا من أركان منظومة النهضة العمانية، وقد حظيت بالرعاية والاهتمام منذ بزوغ فجر النهضة العمانية وتساهم بدورها في العمل التطوعي بالتواصل الإنساني والتلاحم الاجتماعي وبرزت جهودها الجبارة والملموسة في إعصار شاهين، فالمرأة نصف الكون نذرت عمرها للعطاء لكي تزرع البسمة على وجوه الآخرين، واعتزازنا بالمرأة العمانية هو استثمار لغد مشرق، فتحية تقدير وإجلال لمربية الأجيال وصانعة الرجال في يوم عيدها على ما قدمته من عطاء وتضحية وهاهي قد أصبحت مثالا للفخر والاعتزاز على المستوى العالمي. حفظ الله عمان وقائدها المفدى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه- وندعو الله أن يبعد عمان عن شر الأعاصير وينعم عليها بالأمن والأمان .
المشهد الميداني
أما ليلى الكيومية ـ اختصاصية علم مكتبات ومعلومات ـ فلم تثنها ظروف الحياة وكثرة أعمالها من أن تنظم حملة تطوعية على المستوى العائلي بحكم معرفتهم بظروف بعض العوائل في ولاية السويق واستعدادهم المسبق للتعامل مع الحالة بجمع التبرعات العينية والنقدية بمساعدة الأخوات في إطار العائلة فقالت عن تجربتها: تم تجميع تبرعات نقدية وعينية لتوفير أهم الاحتياجات الأساسية وبحكم معرفتنا الشخصية بظروف بعض العائلات توجهنا مباشرة للمناطق المتضررة، ونحن نعلم سكانها بصفة شخصية، وحالتهم المادية تستدعي المساعدة بصفة سريعة وبعد الإعصار بدأنا بجمع الملاحظات من المنازل المتأثرة وقمنا باستغلال المبلغ المالي بتحديد أهم احتياجات النساء وتم شراؤها مباشرة وتوزيعها.
وأوضحت الكيومية أن الظروف التي مرت بها السلطنة وتأثر الولايات بالحالة المدارية جعل تطوع المرأة ودورها مميزا وما شهدناه على أرض الواقع برهن على مشاركة كافة أفراد المجتمع خاصة النساء حيث كانت المعلمة حاضرة في الميدان ولعبت الممرضة دورا، وربة المنزل تواجدت لتقديم العون والمساعدة، حقيقة على كل المستويات شاركت المرأة في الحملة الوطنية التطوعية لمساعدة الأسر المتضررة من الحالة المدارية وتنوعت أشكال عملها التطوعي فهناك من شاركن في جمع التبرعات أو الوصول إلى الأسر المتضررة ولعبن أدوارا جبارة في العمل ضمن مجموعات تنظيمية مختلفة لجمع أكبر عدد من المؤن والمستلزمات النسائية وللأطفال وتوزيعها على الأسر بصفة عاجلة. كما شاركت المرأة في الفرق المتطوعة بتنظيم وترتيب المساعدات التي جاءت من ولايات أخرى وتوزيعها حسب الاحتياجات والأولويات .
والمشهد الميداني مثل انعكاسا ودليلا على قدرتها على العمل التطوعي وتمكنها مع أخيها الرجل، فقد كانت سباقة في فعل الخير والوصول إلى الأماكن المتضررة وجمع التبرعات والنظر في احتياجات الأسر والتواصل مع الفرق التطوعية وإيجاد حلول سريعة لتوفير الاحتياجات بصورة سريعة.
وقالت سعاد بنت سرور البلوشية: عن دور المرأة العمانية المتطوعة: شهدت الأيام الماضية حملة ولحمة وطنية شارك فيها مختلف أبناء المجتمع لتقديم شتى أنواع الدعم للمتضررين من جراء إعصار شاهين، مع انخراط ومشاركة سريعة من المرأة العُمانية التي جاءت لبذل المساعدة والوقوف جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، في شد عضد بعضهما البعض، ولتعزيز ثقافة العطاء والتضحية والإيثار في الاهتمام بالآخرين، وتقوية وشائج الإخاء والترابط الاجتماعي، في مواجهة واقع الحال وما آلت إليه أوضاع الكثير من سكان الولايات المنكوبة.
فوجود المرأة وممارستها لدور العمل التطوعي الفاعل ومؤازرة كافة الجهود المبذولة من قبل الأطراف الأخرى سواءً الحكومية أو الخاصة أو مؤسسات المجتمع المدني والأهلي، هو انعكاس حقيقي للثقافة الإسلامية وما تحمله في طياتها من قيم فعل الخير ومساعدة المحتاجين.
لقد ساعد وجود المرأة المتطوعة على سهولة الوصول إلى مجموعات كبيرة من النساء المتضررات في مواقع متفاوتة، ومعرفة الاحتياجات الأساسية التي تم توفيرها بسرعة وخلال فترة وجيزة من الزمن، كما تم الاستماع لبعض الطلبات الخاصة بالمرأة وكبار السن ونقلها إلى المختصين، كلٍ بحسب مجاله وقطاعه، إضافة إلى دور المتطوعات من النساء في فرز المساعدات المعنية بالمرأة وعزلها وتجهيزها وبحيث يسهل توزيعها من قبل الفرق واللجان المكلفة بالتوزيع، كما كان لها مشاركات ميدانية متنوعة في نقل الصورة الحية للمتابعين عبر العمل الإعلامي وإجراء التغطيات الصحفية وكذلك المتعلقة بالإعلام الرقمي حسب قدراتها وإمكاناتها، فكان لهذا الحضور والتفاعل بُعده الاجتماعي والإنساني والثقافي، كممارسة نبيلة وعمل صالح يواكب التغيير والتطور الذي يمر به المجتمع العُماني.
وأضافت: المرأة العُمانية آمنت منذ القدم بالعمل التطوعي كأحد أهم الأعمال الخيرية التي يُمكن من خلالها خدمة المجتمع، وسد احتياجات يتعذر قيام الجهات الحكومية أو الخاصة القيام بها نظرا للمهام الملقاة على عاتقها، فهو مطلب حيوي من مطالب الحياة المعاصرة.
وعن المكتسب الذي تحققه المرأة في مشاركتها من خلال التطوع ودعم أفراد المجتمع العماني، أكدت البلوشية : «المرأة العُمانية ومن خلال العمل التطوعي كممارسة يتعاظم لديها الشعور بالولاء المشجع على القيام بالواجبات تجاه الأفراد والمجتمع، وتعزيز الانتماء للهوية الوطنية والحرص على إرساء الاستقرار، بما يضمن الحفاظ على العادات والتقاليد، فالدعم الذي يتم تقديمه خلال الأزمات والمخاطر والظروف الاستثنائية يعمل على نشر المحبة والتسامح والرحمة والتعاطف بين الجميع، وبالتالي إشباع حاجات اجتماعية معينة ككسب الاحترام والتقدير، وبأنها جزء لا يتجزأ من كل.
ترسيخ مفهوم العمل التطوعي
كما تطوعت المرأة العمانية من الفئات العمرية المختلفة فتجد في الميدان الشابة والمرأة المسنة والفتاة الصغيرة كلهن عملن يدا واحدة بتكاتف وتعاون وجاء هذا العطاء في مساعدة وبناء المجتمع العماني من ثمار دعم الحكومة للعمل التطوعي في مختلف جوانب التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ورسخت المرأة مفهوم العمل التطوعي على أرض الواقع فهي ليست ربة منزل فقط وإنما عاملة مجيدة في الفرق التطوعية ومتميزة في المحافل المختلفة وتقوم بدورها على أكمل وجه وتقدم كل إمكانياتها وطاقتها، فالحكومة عملت على تنمية المرأة وتمكينها وتعزيز دورها في المجتمع العماني في مختلف المجالات التعليمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وأعطتها حق المشاركة والمنافسة برفع مستواها وأصبحت تسابق الرجال في الوصول إلى نقاط التطوع والمشاركة الميدانية في تقديم كل أوجه الخير والعطاء لوطنها العزيز وما زالت تواصل عطاءها المثمر في الصفوف الأولى في مساعدة الأسر المتضررة في شمال الباطنة.
قدمت تضحيات: وأكدت العنود بنت عبدالله المجيهلية متطوعة من نادي السويق الرياضي على تميز المرأة العمانية ومساهمتها الفاعلة على كافة الأصعدة وبرهنت على هذا من خلال مشاركتها بالعمل التطوعي في الحالة المدارية الاستثنائية التي مرت بها السلطنة فهي نصف المجتمع تشارك مع أخيها الرجل في كل القطاعات فهي تشارك وتساهم في خدمة الوطن في جميع مجالات الحياة وأينما وجد الرجل وجدت المرأة يدا بيد.
كفاءة وقدرة على العمل
وأفادت العنود بأن المرأة شأنها لا يقتصر على الأمومة فقط وإنما نجدها الطبيبة والمهندسة، المعلمة، الصحفية، والعسكرية وغيرها الكثير وكان للمرأة العمانية حضور متميز وأثبت كفاءتها وقدرتها على العمل بكل المجالات بشتى أنواعها . وأضافت العنود: أكبر مثال على نجاح مساهمة المرأة العمانية في العمل التطوعي مساندتها أفراد المجتمع خلال الحالة المدارية (شاهين ) وقدمت الكثير من التضحيات، فتجدها مسعفة للمتضررين وتجلب المؤونة وتساعد في إعانة كل المتضررين وتقف مع الرجل صفا واحدا في إعادة الحياه إلى طبيعتها، كما ساعدت في تجهيز وترتيب وتوفير الاحتياجات للأسر المتضررة.
وحول أداء المرأة في المجال التطوعي، أشارت: المرأة لم تتوان في تقديم كل ما تستطيع توفيره خدمة لوطنها ومن الواجب الإنساني الذي يحتم عليها تقديم المساعدة لكل شخص محتاج ومتضرر سواء داخل وطنها أو خارجه..
ودائما ما تكون العمانية مساهمة إيجابيا بصورة واضحة ومشاركتها التطوعية فعالة في بناء المجتمع فهذا العمل لا يوفر لك المال أو الراتب الشهري كما لا نبحث من ورائه عن الشهرة فعمل الخير لا نريد منه سوى رضا الله سبحانه تعالى وهذا المكسب الذي تطمح إليه المرأة من خلال تطوعها ومساعدة الآخرين، لذا نشجع كل النساء القادرات بالإقبال على العمل التطوعي فهو مكسب من مكاسب الحياة ..
وبمناسبة يوم المرأة العمانية، قالت: دمت فخرا لبلادك، دمتن عمودا راسخا في شتى الأصعدة، دمتن بصحة جيدة في جميع مراحل حياتكن، ولا ننسى قدوتنا السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدي فنحن نحذو حذوها في تقديم أعمال الخير.
