النهوض بهذه الفئة من خلال توفير برامج وخدمات شاملة
النهوض بهذه الفئة من خلال توفير برامج وخدمات شاملة
عمان اليوم

سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي لمتلازمة داون وتؤكد التطوير المستمر للخدمات المقدمة

20 مارس 2022
تحت شعار "المشاركة والدمج الفعال بالمجتمع"
20 مارس 2022

- 1117 حالة مستفيدة من برامج وخدمات المراكز التأهيلية الحكومية والخاصة والأهلية

- مضاعفة توعية المجتمع بهذه الفئة وزيادة السلّم التعليمي مع تكييف المناهج التعليمية

تشارك سلطنة عمان دول العالم الاحتفال بـ"اليوم العالمي لمتلازمة داون" تحت شعار "المشاركة والدمج الفعال بالمجتمع" والذي يصادف الـ21 من شهر مارس، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 149/66 الصادر في شهر ديسمبر لعام 2011، الذي ينص على "إعلان 21 مارس يومًا دوليًا لمتلازمة داون يحتفل به سنويًا اعتبارًا من عام 2012م"، للتوعية بمتلازمة داون، وبالإسهامات القيّمة لأفراد هذه الفئة في مدارسهم، ومراكزهم التأهيلية، وفي أعمالهم، ومجتمعاتهم، والحياة العامة بجوانبها المتعددة.

وبمناسبة تجدد الاحتفال بـ "اليوم العالمي لمتلازمة داون" تقول هالة بنت موسى الوهيبية مديرة مركز الأمان للتأهيل بوزارة التنمية الاجتماعية: تولي وزارة التنمية الاجتماعية اهتمامًا بالغًا بالأشخاص ذوي متلازمة داون، من خلال التطوير المستمر في الخدمات والبرامج المقدمة للأشخاص من متلازمة داون لتحسين نوعية الحياة، وتلبية احتياجاتهم بتوفير خدمات التأهيل والدعم والتوجيه والتمكين في مختلف مجالات الحياة من خلال المراكز التأهيلية المهيأة بالتجهيزات الملائمة التي تساعد على استقبال وإلحاق عدد من حالات متلازمة داون وتلقيهم للخدمات المناسبة من قبل المختصين في مختلف المجالات .

وأضافت مديرة مركز الأمان للتأهيل: تعمل وزارة التنمية الاجتماعية جاهدة بمشاركة جميع الشركاء على تنفيذ بنود "اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، والتي تنص على ضرورة أن ينعم الأشخاص ذوو الإعاقة بحياة كريمة هادفة في ظل ظروف تكفل لهم الكرامة، وتشجع الاعتماد على النفس وتيسّر مشاركتهم في المجتمع المحلي على نحو فعّال، وتمتعهم الكامل بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية على قدم المساواة مع الأشخاص الآخرين، وانسجامًا مع رؤية "عُمان 2040" وخطة العمل التنفيذية لمحور الأشخاص ذوي الإعاقة في "استراتيجية العمل الاجتماعي 2016-2025"، والتي تهدف إلى النهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف جوانب الحياة العامة، وإشراكهم في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية

جهات شريكة

كما تعرج الوهيبية في حديثها عن الجهات الشريكة لوزارة التنمية الاجتماعية في خدمة فئة "متلازمة داون" كوزارة التربية والتعليم من حيث تقييمها للحالات القابلة للدمج، ودمجهم في المدارس، كالدمج الكلي في مدرسة التربية الفكرية، والدمج الجزئي في بقية المدارس، وأيضا وزارة الصحة من حيث تقديمها خدمات مساندة لهذه الفئة كخدمات العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق، وتقديم التطعيمات المناسبة لهذه الفئة، وإجراء عملية التشخيص وتطبيق اختبارات الذكاء لبعض الحالات في مستشفى المسرّة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس التي تتطلب معرفة نسبة ذكائهم، بالإضافة إلى دور مؤسسات القطاع الخاص في تقديم الدعم لتطوير برامج التأهيل، وبناء مراكز تأهيلية ووحدات الورش المحمية، وتوفير الوحدات المتنقلة للتأهيل، وتقديم الدعم لتنفيذ برامج تدريبية لرفع كفاءة العاملين بمراكز التأهيل.

وفيما يتعلق بمقترحات تنمية ورفع قدرات الأشخاص من متلازمة داون اختتمت مديرة مركز الأمان للتأهيل حديثها بشأن أهمية مضاعفة توعية المجتمع بهذه الفئة وقدراتها، وزيادة السلّم التعليمي مع تكييف المناهج التعليمية لهم والتركيز على الجانب العملي، واستحداث برامج تدريبية تتناسب مع قدراتهم وتراعي ميولهم في الكليات المهنية ومعاهد التدريب المهني، إلى جانب إعطائهم فرصة إبراز قدراتهم في مختلف المجالات كالفروسية والسباحة وكرة القدم وغيرها من الأنشطة.

1117 حالة

ومع بدء العام التأهيلي (2021-2022) الحالي بلغ إجمالي "حالات متلازمة داون" المستفيدة من منظومة البرامج والخدمات التي تقدمها المراكز التأهيلية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية والخاصة والأهلية 1117 حالة منها 638 ذكرًا و479 أنثى، وبتوزيع إجمالي هذه الحالات على مختلف المراكز التأهيلية، فإن مراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية والمنتشرة في مختلف محافظات سلطنة عُمان تقدم برامجها وخدماتها التأهيلية لـ 635 حالة (376 ذكرًا و 259 أنثى)، وأيضا مركز الأمان للتأهيل يضم 62 حالة (35 ذكرًا و27 أنثى)، ومركز التقييم والتأهيل المهني 29 حالة (12 ذكرًا و 17 أنثى)، كما تخدم مراكز التأهيل الخاصة 117 حالة (63 ذكرًا و54 أنثى)، إلى جانب الجهود التأهيلية التي تقدمها الجمعيات الأهلية لـ274 حالة (152 ذكرًا و122 أنثى)، والمتمثلة هذه الجمعيات في: الجمعية العمانية لمتلازمة داون، وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة، وجمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة.

وقالت هويدا جويني أخصائية علاج وظيفي بوزارة التنمية الاجتماعية: يتم خلال جلسات العلاج الوظيفي تقييم أطفال متلازمة داون في مركز الأمان للتأهيل، ووضع خطة علاجية لكل حالة وفقًا للعمر والقدرات العقلية المختلفة، والتركيز على بناء المهارات الحسية، ومهارات الحركة التي تشمل الوقوف والتوازن والمشي السريع، وكذلك المهارات الإدراكية التي تشمل الفهم والاستجابة والتعرف على الألوان، ومطابقة الصورة المتشابهة، والاعتماد على الذات في التغذية.

وتذكر نجاح بيّازة أخصائية علاج طبيعي بمركز الأمان للتأهيل بوزارة التنمية الاجتماعية أن العلاج الطبيعي يقدم لحالات الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية كحالة الشلل الدماغي وضعف حركة الأطراف، وكذلك حالات متلازمة داون لإعادة الحركة والتأهيل، حيث يكون لديهم تأخر في النمو والمشي والجلوس، فيتم معالجتها من خلال تقوية العضلات، وتمارين المشي والجلوس، وكلما كان التدخل مبكرًا حقق نتائج علاجية متقدمة للطفل.

ويذكر ياسر بن محمد سعيد أخصائي علاج النطق بمركز الأمان للتأهيل أن لكل طفل خطة علاجية فصلية فردية تتوافق وقدراته العقلية، ويتم تقييمه وفق جدول زمني محدد، ويوضح أن لكل طفل خطة مختلفة عن غيره من الأطفال ينفذها فريق عمل متكامل يتكون من أخصائي نطق وأخصائي تربية خاصة وأخصائي علاج طبيعي وأخصائي اجتماعي، ويختتم حديثه أن لأولياء أمور الأطفال المصابين بمتلازمة داون الدور الكبير في تحسّن حالة أبنائهم والدفع بهم للأفضل.

وتعمل فدوى بنت عبيد الخربوشية أخصائية تربية خاصة في مركز الأمان للتأهيل على تقديم الجلسات التأهيلية لأطفال متلازمة داون من تتراوح أعمارهم من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات بعد أن يتم تقييهم من قبل فريق التشخيص وفق خطة عمل تتحد بناء على المرحلة التقييمية لكل حالة.

بيئة داعمة

وتحدث ناصر بن مبارك الضامري من "الجمعية العمانية لمتلازمة داون" عن إشهار الجمعية ومقرها الرئيسي في محافظة مسقط وفقًا للقرار الوزاري رقم 241 /2014م وهي جمعية خيرية تطوعية غير ربحية بالتأكيد على أن أسر أطفال هذه الفئة هي البيئة الداعمة الأولى للطفل، فالآباء أكثر تأثيرًا في نمو أطفالهم خاصة في سنوات الطفولة المبكرة، إذ يتفاعل الآباء تفاعلًا أكبر مع أبنائهم مقارنة بالمختصين، فيكتسب الطفل مهارات مختلفة يتشارك بها مع أهله، كما تساعد برامج التدخل المبكر في تقديم أنشطة مصممة لدعم تطور تأخر المهارات التنموية المختلفة كالمهارات اللغوية والحركية .

ويضيف الضامري إن اللعب يساعد في إكساب الطفل الكثير من الخبرات الحياتية، إذ يمكن عن طريق اللعب تمرير الكثير من السلوكيات الجيدة وتعديل السلوك بشكل مرن، ويعاني أطفال متلازمة داون من صعوبة في تلقي التعليمات اللفظية وتذكرها إذا كانت معقدة، وعادة ما يساعد إيجاد روتين يومي للأنشطة البسيطة مثل ارتداء الملابس على تعلم هذه المهمات البسيطة؛ إذ يوصي الخبراء بضرورة تصميم جداول مصورة تساعد الأطفال على فهم خطوات السلوك الإيجابي المراد دعمه أو السلوك السلبي المراد تجنبه مستثمرين قدرة التعليمات المصوّرة على تخطي الحواجز اللغوية، ويرجو في ختام حديثه أن لا يتردد ولي الأمر أو يبالغ في مخاوفه من الاستفادة من الخدمات المختلفة التي تقدمها الجمعية لأطفال متلازمة داون وأسرهم.